السبت - 18 أيار 2024

إعلان

"إذ تَخطئون إلى الإخوة وتَجرَحون ضميرَهم الضَعيف، إنَّما تَخطئون إلى المسيح" (1قورنتُس 8: 12).

المصدر: النهار - الاب إيلي جورج قنبر
يُرَدِّدُ الخوري في إحدى صلوات الصَوم: "باركُوا أيُّها الأخَوات والإخوة وسامِحُوني أنا الخاطىء"
يُرَدِّدُ الخوري في إحدى صلوات الصَوم: "باركُوا أيُّها الأخَوات والإخوة وسامِحُوني أنا الخاطىء"
A+ A-
يُرَدِّدُ الخوري في إحدى صلوات الصَوم:
"باركُوا أيُّها الأخَوات والإخوة
وسامِحُوني أنا الخاطىء".
إنَّ الاعترافَ بِوُجود وحُضور الأخوات والإخوة في حياتي
يَعني الاعتراف بِوُجود وحُضور الله في حياتي.
والاعتراف بالخَطأ لِأَخٍ(تٍ) لي "في الرَبّ"
حَيال ما ارتَكبتُهُ بِحَقِّه(ها)
يَعني أن نَنمُوَ سَوِيّاً،
وأن نُعلِن أنَّ لَنا مُستَقبَلًا مَعًا.
إنّ ارتِكاباتنا نحنُ الإكليروس في أيِّ شأنٍ
أمامَ الأخوات والإخوة وتُجاهَهُم
عديدة، وبَعضُها يُعَدُّ من الكبائر.
ونادِرًا ما نَشهَد أحدًا مِنَّا يَعتَرِفُ ويستَغفِرُ مُباشرةً،
ما يُؤَدِّي إلى "جَرح ضميرهم الضعيف".(1قورنتُس 8: 12).
لقَد دَرَجتُ حين أحتَفِلُ بالقُدّاس معَ المُؤمنات والمؤمنين،
وقَبل التقدُّم من سِرِّ الإفخارستِيَّا (المُناوَلة)،
أن أُعلِنَ أمامَهُم ،
وفي وَجوهِهم:
"اللَّهُمَّ، اغفِر لي أنا الخاطىء، وارحَمني".
مُوضِحًا بأنَّ استِغفاري هذا
إنَّما هوَ استِغفارٌ مُباشرٌ
من الله-الحاضِرِ فيهِم ومِن خِلالِهم.
لقَد قامَ البابا فرنسيس أخيرًا
بالاعتذار والاستِغفار
من مَجمُوعاتٍ من الناس أَساءَ الإكليروسُ إلَيها
على مَرِّ الأزمنة والأمكنة المُختلِفة.
بَينَما يسوعُ علَّمَنا:" إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ،
فَاذْهَبْ إِلَيْهِ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَى انْفِرَادٍ.
فَإِذَا سَمِعَ لَكَ، تَكُونُ قَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ.
وَإذَا لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَخاً آخَرَ أَوِ اثْنَيْنِ،
حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ.
فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا،
فَاعْرِضِ الأَمْرَ عَلَى الْكَنِيسَةِ". (متّى 18: 15-18)
هل هذا ما نَفعلُه نحنُ مَعشَرَ الإكليروس؟
لقَد فسَّر كثيرون مِنَّا كلامَ يسوع:
"إِنَّ كُلَّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ
يَكُونُ قَدْ رُبِطَ فِي السَّمَاءِ،
وَمَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ
يَكُونُ قَدْ حُلَّ فِي السَّمَاء"(متّى 18: 20)
على أنّ الحلَّ والرَبطَ بين أيدِيهِم
يَمنَحُونَه ولا يَطلبونَه.
لا بَل توَصَّلت بِبَعضِهم الحَذلَقَة (لا الحَذاقة)
إلى الاكتِفاء بالإقرار أمامَ كاهنٍ ما بِخَطئهِم
دون الإقرار إلى مَن أَسأُوا إليه شَخصِيًّا،
مُنكِرين علَيه صِفةَ "الحَلِّ والرَبط"
التي منَحها يسوع لِكُلِّ إنسان:
"حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ.
فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا،
فَاعْرِضِ الأَمْرَ عَلَى الْكَنِيسَة".(متّى 18: 17-18)
نعَم، إنَّ الكنيسةَ (أي الجَماعَةَ المُؤمِنَة)
هي الحكَم،
هيَ التي "تَحلُّ وتَربُط".
الأمرُ بِهذه البساطة
وبِهذا الوُضوح.
فهَل نحنُ الإكليروس مُستَعِدُّون
لِلاعتراف المُباشر بِأَخطائنا
إلى الأَخوات وإلى الإخوة
اللَّواتي والذين نكون قد أسأنا إليهِم؟
وما أَكثرَ الإساءَات المُرتَكبَة بِحقِّهم
مِن استِبعادِهم عن التَشارُك في إدارة الكنائس؛
وعدَمِ التعاطُف معهم في ضيقاتِهم؛
ومن تَبديد الثَروات والإمكانات الكنَسيّة
دونَما حسيبٍ أو رَقيب؛
إلى التَواطُوء مع الأحزاب وكارتيلات المال والغذاء والنفط والدَواء...؛
وإلى طَردِ أولادِهم من مَدارسنا وجامعاتنا الأبرشيّة والرهبانيّة
لِعدَم قُدرتِهم على تَسديدِ قسطٍ
في يومٍ انقلبَت فيه أحوالُهُم،
أو لأنّ فقرَهم يَحُول دون دُخولهم
مُستَشفَيات الكنائس والرهبانيّات.
لا بل يُمنَعُون من إخراج مَن يموت في تلكَ المُستَشفَيات
لأنّه لا يَستَطيعُ دَفعَ فاتورَةٍ مُتَورِّمَة...
" اللَّهُمَّ، اغفِر لنا نحنُ الخطأة وارحَمنا"،
فَنتَعلَّم مِنك كيف نَغفِر أو نَستَعفِر من أخواتنا ومِن إخوَتنا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم