السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الرغيف

المصدر: النهار - فيوليت يوسف عطية
أهيم في الشارع في طريق العودة إلى البيت، أحتضن ربطة الخبز خفيفة الوزن
أهيم في الشارع في طريق العودة إلى البيت، أحتضن ربطة الخبز خفيفة الوزن
A+ A-
أهيم في الشارع في طريق العودة إلى البيت، أحتضن ربطة الخبز خفيفة الوزن التي حصلت عليها بعد أن وقفت على باب الفرن لساعات أنتظر دوري، وبعد أن عملت طوال النهار ليكون في جيبي ثمن ربطة الخبز. حملتها بين ذراعيّ، ضممتها إلى صدري لأتدفأ بحرارتها، شممت رائحتها فاشتهيتها، التفتّ يميناً ويساراً، مَن يحاول أن يسرق مني لقمة عيشي؟ مَن يحاول أن يخطفها مني؟
أختبئ من عيون الجياع وأداري نظرات البؤساء وأنا أتأبط ربطة الخبز لأولادي، فأنا أحس بالذنب عندما أرى الجوع في العيون. فأنا "مش كافر بس الجوع كافر". أنا لست أنانياً بل أصارع من أجل البقاء. هذا الصراع الذي دفعني لأكون محباً لذاتي، من أوصلني إلى هذه المرحلة لأتمسك بذات الخد المقمر "رغيف الخبز" وأناجيها في أحلامي، فباتت هوسي في السعي وراءها "فأنا مش كافر "بل سياسة العالم الثالث. أنا أريد خبزاً لأولادي. هذا أصبح طموحي من أجل ربطة الخبز. أكافح في حياتي ضد من حاول سلبها مني ونجح، فصرت أحصل عليها رغيفاً رغيفاً، "أنا مش كافر" بل جعلوني طفران في بلد الزعفران.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم