الأربعاء - 15 أيار 2024

إعلان

ليكُن كلامُكم

المصدر: النهار - إيلي جبر
ليكن كلامكم كمعلّمكم نعم أبدية أو لا سرمدية، وكلّ ما عداه فهو من نسج الباطل .
ليكن كلامكم كمعلّمكم نعم أبدية أو لا سرمدية، وكلّ ما عداه فهو من نسج الباطل .
A+ A-
ليكن كلامكم كمعلّمكم نعم أبدية أو لا سرمدية، وكلّ ما عداه فهو من نسج الباطل .
لا تنسبوا لكم أقوالاً رمادية، ففي ليلة القدر سوف تُخنقُ الحياة الخالدة فيكم .
ليكن كلامُكم صورة لما تكتنزه نفوسكم الكبيرة لا تلك السِّعة الضيّقة التي تلفظها لحظات الحاجة .
ليكن كلامكم قطرةً من ماء الحكمة المنسابة من خلايا المطر في جوف السُحب البيضاء.
ليكن كلامكم أبّهة الجمال في رونق السَّكب والمعنى، والأهمُّ في دَركِ الحصولِ والعبرة .
ليكن كلامكم مُنزَلاً كومضات ِالشُهب، كنيران مُتَّقدةٍ في عليّقة الأجيال والنار الخالدة .
ليكن كلامكم نزالاً بين الخير والشرّ وسيف الحكمة فيما تصوّبون بحقّ .
ليكن كلامكم آهاتٍ من ندى الأزمنة ومن رذاذ الصباح المتَّقِد والمكانة من الشوق والفطرة والعفوية .
لا تقولوا ما لا تعرفون منتهاه وبدايته، لأنّ القولَ ثباتٌ ومبدأ والتراجع عن قولِ الحقِّ لعنةٌ على النفس الى أجيال وأجيال .
قولوا كما قال معلّمكم في سفر الحكمة، وحافظوا على القول الحيّ ولو خيّرتم بين الحياة وتجرّع السُم.
لا تكونوا كالمُرائين يردّدون ما تسوّله أنفسهم الدنيئة وينطقون برجس إبليس الساكن في خلاياهم.
لا تشهدوا بالزور في يومياتكم الطويلة، فكلُّ ما تسوِّفونه لأنفسكم المريضة شهادةَ زورٍ لا بُدَّ أن تنقلب عليكم يوماً ولو أدركتم بدهائكم ملكوت السماوات .
لأولئك ألذين آثروا البراقع على الوجوه وآثروا السفالة على الألسن، لأولئك الذين خدعوا البريء والساذج واعتقدوا أنهم أذكياء.
لأولئك الذين سرقوا الذهب بقولٍ معسول وكلام مبتذل، الحقّ أقول لكم لن تبيتوا طويلاً في الخليعة، لأنّ الشمس ستنير عقول المخدوعين .
لا تنطقوا بالألسن المرصَّعة بالذهب، بل بذهب الفم النابع من الفكر المتسامي .
إن أردتم أن تعبروا الى قلوب الناس عن غير قدرة، فحريٌّ بكم صمت السكون المعبّر ألف تعبير.
أمّا إن أردتم وبقدرة ومعرفة عميقة فادخلوا قلوب الجماهير بصمت الكلمة الرزينة وحكمة الكلمات القليلة .
لا تكتبوا نصوصاً فارغة طولاً بل اكتبوا بدم القلب كلمات تهفو الى الشوق واللقيا والمحبة .
كنتُ معكم أحدِّثُ الجمال والحكمة والمحبة التي فُطرتم عليها منذ التكوين، ولكنني لم أعد قادراً على مماشاة اللون الذي تمخّض فيكم، فَبِهِ إن أحسنتم أرسلوا هالة قوس قزح، ذاك الجمال الذي لم أجد لغاية الحين طريقي إليه .
سأستعير من بلاغتكم ومن ألوان محبتكم ضرباً يسيراً أكتب به سطر الختام، عساه يكون وعياً ودِفقاً في محبة الأنام ورسولاً للحبّ والسلام .



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم