السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لست أنا بعد الغياب

المصدر: النهار - أحمد مصطفى زريقة
لا رغبة في الحنين اليوم ولا وقت للموت.
لا رغبة في الحنين اليوم ولا وقت للموت.
A+ A-
لا رغبة في الحنين اليوم
ولا وقت للموت.
أمشي مسرعاً
أخاف أن أتأخّر
عن وهمي
والحلم معطّلٌ
أو ربما انقطع وصل السماء.
اليوم أريد أن أبكي
فأنا حيٌ
إلى حدّ اللا بكاء.
يغضبني صوت الضحك
وأسيح
غَضِباً من المتفائلين
أخاف القهر
أنا الذي عشت
هارباً من جميع مراحلي
لا يستهويني
إلا الانطفاء
أنا الذي لا أعثر في جيبي
إلا على الحنين
والقليل من أنفاسي
المبلّلة بالدموع
لا ثورة اليوم
ولا استكمال
للمسات الأمس.
أريد أن أجلس هارباً من مكاني
أنظر إليّ من بعيد
حسبي نفسي
كم أنا وحيد
أنظر إلى أقدامي
تسقط على الأرض.
عيناي صخرتان
ووجهي أصبح
لا يتقن الدهشة
وكلّ زهرة أشمّها تموت
حتى السّماء حين أشرت
إليها أطبقت عليّ
وحين حطّ القمر على كتفي
أصبح الألم سقيماً برأسي
ويدي صارت ثقيلةً
تقتل الفراشات التي تلاعبها
تخنق الطيور حين تطعمها.
حكمت على يدي
بالشنق حتى الموت
وعلى لساني بالصراخ حتى الصمت.
هل يُمكن لأحاديثنا
اليوم أن تكون تافهة؟
هل يمكننا أن نستمع
إلى الطبول
بدلاً من الناي
ونأخذ مشروباً غازياً
في الصباح
بدلاً من القهوة
وأن نحمل نعشاً
بدلاً من جريدة
وأن أكتب نعياً
بدلاً من قصيدة؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم