السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

فريدة حدّاد: نضوب خزّانٍ من الحُبِ والضوء في عين إبل

المصدر: النهار - أنطوان حداد - الملحق الإعلاميّ السابق في السفارة البريطانية في بيروت
شدّت عمّتي فريدة حدّاد الرحيل إلى عين إبل
شدّت عمّتي فريدة حدّاد الرحيل إلى عين إبل
A+ A-
شدّت عمّتي فريدة حدّاد الرحيل إلى عين إبل. فَسِرنَا وراءها كمحاصيل حنطة وغلال تبغ وخرّوب وزعتر، تبعناها بعد عقودٍ من الحبّ والحنان والضوء منحتنا إياها. رحلت عمّتي مع طيور أيار ورذاذه غاسلاً زيتون عين إبل وسنديانها وبطمها. أمّا أنا وأشقائي وشقيقاتي فخسرنا أمّي مرتين.
كانت عمّتي حضناً دافئاً وصدراً واسعاً. حملتْ همَّنا وهمَّ أولادنا وأحفادنا. رحلت آخذةً معها أحلامنا وذكرياتنا من دون أن ترويها لنا. هي تعرف قصصنا في عين إبل وسنّ الفيل الجديد ومقطع السكّة. هي التي جعلت الحياة في ضاحية بيروت الشمالية أكثر حناناً وإنسانيّة. كانت أُمّاً لي ولأشقائي وشقيقاتي، فحظينا بأمّين ِ. مع عمّتي فريدة، الجنّة ليست تحت أقدام الأمهات وحسب، وإنّما تحت أقدام العمّات أيضاً. وكمثلِ الّلغة الأم، كانت العمّة الأم.
عمّتي فريدة مثل عمّتيَّ حنّة وسميرة. هنّ نماذج لسيدات متميّزات ولدن من بطون عين إبل وكرومها وعيونها، محدثين فارقاً كبيراً في حياة العديد من رجالها وعائلاتها وقلوبهم. فليكنْ مكانكِ يا عمتي مع الأبرار والصدّيقين.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم