الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الخليجي"... نحو الانفراج

خالد الطراح
خالد الطراح
الكويت (أ ف ب).
الكويت (أ ف ب).
A+ A-
 
يتعاظم الأمل والتفاؤل بانعكاس إيجابي لانفراج أزمة دول مجلس التعاون الخليجي، فقد يسهم ذلك في نشأة مسار جديد لوحدة عربية وتضامن نحو رصّ الصفوف ضدّ التحديات والمخاطر المحيطة بالمنطقة العربية ككل.
 
جاءت بشرى الانفراج الخليجي على لسان الأخ، وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد الناصر، يوم الجمعة 4 ديسمبر 2020، بشأن نتائج مثمرة لمحادثات خليجية - خليجية تحمل بشائر طيّ صفحة الماضي المؤلم، الذي دام ثلاث سنوات بين دول مجلس التعاون الخليجي. 
 
فقد حمل البيان الكويتي الرسمي خبراً مفرحاً وإنجازاً مبشراً باتفاق وتوافق خليجي لطيّ صفحة الخلاف، التي خيّمت على محيط شعوب ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ أكدت الشقيقتان السعودية وقطر القبول والموافقة، عبر قنوات رسمية، لما تمّ التوصل إليه من حلول مرضية لكافة الأطراف، بما فيها الشقيقة العربية الكبرى مصر.
 
كان لهذا الاتفاق صدى دولي وإقليمي واسع النطاق، على مستوى هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من الدول الغربية أيضاً. ما يعني أهمية الصلح بين دول مجلس التعاون الخليجي، لما لذلك من أهمية ودور محوري في استقرار عربي وإقليمي في الشرق الأوسط ككلّ.
فقد توّج ذلك الترحيب بلغة ديبلوماسية معمقة نيابة عن المجتمع الدولي، بصدور بيان، في يوم الانفراج ذاته للخلاف الخليجي، من جانب الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مصحوباً بإشادة بمساعي وجهود الديبلوماسية الكويتية.
 
فمنذ اندلاع الخلاف الخليجي، لم يتوقف نبض التفاؤل في الكويت، وتحديداً لدى سموّ الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيّب الله ثراه، وكذلك خلفه سموّ الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله. فقد حصدت الكويت ثمار نهج الوساطة نحو عودة اللحمة الخليجية، والتضامن بين شعوب ودول المنطقة.
كان هذا الشقاق الخليجي فرصةً ثمينة لا تعوّض لمثيري فوضى الحروب والنزاعات على المستوى الإعلامي العربي تحديداً، فهناك جهات وأفراد من الأصوات المتسلقة والمرتزقة، التي تقتات على إثارة الفتن وتعميق هوّة الخلاف.
 
إنه مشهد عربي محزن للغاية، حين تتحول الساحة الإعلامية العربية إلى ميدان للتسوّل عبر الأزمات والتطبيل والتهويل، من أجل التكسّب مادّياً من الأطراف المستفيدة من النزاعات، والخلافات التي تنشب في الجسد العربي.
 
فأيّ جسد أسريّ ومجتمع معرّض للخلاف والتباين في الرؤى، لكن تظل الحكمة ملاذ العقلاء، وخصوصاً حين تكون هناك مصالح مشتركة في التضامن والتفاهم من أجل مستقبل زاهر يجمع ولا يفرّق.
 
نواجه اليوم التحدي الأكبر عربياً، وهو التصدّي بصوت واحد ضد المرتزقة الإعلامية وتجّار الفوضى، الذين عاشوا بيننا في مختلف البلدان العربية منذ عقود من الزمن، وكوّنوا ثروات على حساب مصالح وطنية وقومية، بمباركة تيارات سياسية ودينية وأطراف خارجية منها الدولة المسلمة إيران، صاحبة مشروع تصدير الثورة المذهبية الفارسية. 
 
إنها فرصة ذهبية ينبغي استغلالها واستثمارها على نحو حكيم من مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة العربية، في تكوين أركان خطاب مدني ودعمه إعلامياً وسياسياً، فمن دون ذلك لن يتحقق الاستقرار العربي، ولن يشقّ التضامن العربي طريقه ضد التهديدات والمخاطر الخارجية والنزاعات الفرعية الأخرى.
 
 
* كاتب كويتي
@KAltarrah

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم