السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رسالة إلى ميقاتي: حذار منح الثلث المقنّع للعهد المشؤوم!

المصدر: "النهار"
الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
A+ A-
 القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام  
 
 
منذ بداية عهد الثنائيّ الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، أي منذ خمس سنوات عجاف، وهما يعملان على تجويف اتفاق الطائف وتفريغه من مضمونه الوطني الجامع. وتجلّى ذلك بالخيانة - من دون أيّ رادع أخلاقيّ - للتسوية الرئاسية، عندما أسقطا مع حليفهما "حزب الله" حكومة الرئيس سعد الحريري، وهو يلتقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض عام 2011 باستقالة" الوزير المفخّخ" فيها  الدكتور عدنان السيد حسين.
والسؤال الكبير للرئيس ميقاتي، وهو يحاور الثنائي عون وباسيل، مباشرة أو بالواسطة، ويُكمل الحوار مع مَن يدعمهما خفية لتشكيل حكومته الثالثة: كم وزيراً مفخّخاً أو مقنّعاً يُمكن أن يكون داخل هذه الحكومة المنتظرة؟ فالرئيس عون وصهره لا أمانة، ولا صدق، ولا وفاء لهما. فحَذارِ دولة الرئيس ميقاتي من أفخاخ الثلت المقنّع! فأنت في هذه المرحلة المؤتمن على دور لبنان العربي، وعلى العيش الواحد بين اللبنانيين، وعلى الميثاق الوطني، أي وثيقة الطائف، التي دفع ثمنها اللبنانيون مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوّقين. 
 
   دولة الرئيس ميقاتي:
دوّر الزوايا كما شئت، وناورْ كما تريد، ولكن حذارِ من الثلث المقنّع أو المفخّخ أو المستتر! فأنت لست وحدك، ولا تمثّل نفسك في هذه الحكومة المنتظرة؛ فمعك كلّ الأخيار في خياراتك الوطنية الجامعة والعربية الشاملة، الرئيس الحريري، والرئيس بري، ونادي رؤساء الحكومات السابقين، والوزير سليمان فرنجية، و"القوات اللبنانية"، وحزب الكتائب، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وغيرهم الكثير ممن يرفضون هذا العهد ومصالحه الباسيليّة، وعناده، وخياراته، وسياساته التي أضاعت البلاد والعباد، وأفقرت اللبنانيّين، وشوّهت صورتهم بطوابير الذّل والهوان، وأبعدت لبنان عن عمقه العربيّ وأصدقائه في كلّ مكان.
 
     دولة الرئيس ميقاتي:
عهد الرئيس ميشال عون والصهر باسيل إلى زوال مهما أثاروا من الغرائز والأحقاد، ومهما تمادوا في تجاوز الدستور وضرب مصالح اللبنانين والاستهتار بوحدتهم وعيشهم الواحد؛ وأنت ما زلت في منتصف الطريق، فلا تنخدع بالمعسول من وعودهم، ولا تتراجع ولا تساوم.
إن الاعتذار أولى وأكرم وأشرف إن لم تستطع أن تشكّل فريق عمل حكوميّاً، منسجماً، صادقاً وأميناً، يبني الوطن، ويُخرج اللبنانيين من نفق هذا العهد الآثم.
 
الرئيس ميقاتي:
نخاطبك باسم اللبنانيين الشرفاء، وباسم الجياع ومرضى طوابير التعاسة الواقفين على محطّات المحروقات وأبواب الصيدليّات والأفران والهاربين من لبنان إلى بلاد الله الواسعه٠ إمّا حكومة لبنانية خالصة تُعيد الكرامه إلى اللبنانيين جميعاً من دون غدر وأفخاخ ومصالح لتأمين مستقبل جبران وشركاه، وإما اعتذار مشرّف يُعيد الرفعة والاعتبار إلى مؤسّسات الدولة اللبنانية، ويُعيد لبنان إلى عمقه العربي الذي افتقده مع هذا العهد المشؤوم.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم