الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرنسا بين العاطفةِ الصادقةِ والأَداءِ الملتَبِس

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
ماكون ووزير الخارجية الفرنسي
ماكون ووزير الخارجية الفرنسي
A+ A-
فيما تَنكَبُّ أميركا وروسيا وإسرائيل على حَسْرِ التمدّدِ الإيرانيّ في سوريا والعراق، فرنسا تغازلُه في لبنان. ومِن الغزلِ ما يثيرُ غَيْرةَ تركيا. هذه «طيبةٌ» سياسيّةٌ تُعرقِلُ حلَّ الأزمةِ اللبنانيّة، وتُعثِّرُ الدورَ الفرنسيَّ في الشرقِ الأوسطِ والعالمِ العربيّ. يُفترَضُ بفرنسا أن تَفْقَهَ حقائقَ لبنانَ والشرقِ الأوسط أكثرَ من أيِّ دولةٍ أجنبيّة. فرنسا سَبقَت الجميعَ إلى لبنانَ والشرقِ. فمنذ القرنِ الحادي عشر وهي تَلعبُ أدوارًا دينيّةً وسياسيّةً واقتصاديّةً وعسكريّةً وثقافيّة. لكنَّ "طيبةً" وِراثيّةً طَبَعت سياستَها في الشرقِ وأدّت إلى إضعافِ أدوارِها: بعدَ الحربِ العالميّةِ الأولى تَواطأ الإنكليزُ عليها وانتزَعوا منها مناطقَ فِلسطينيّةً وعِراقيّةً وتركيّةً كانت من حِصَّتِها في اتفاقيّةِ سايكس/بيكو. وبعدَ الحربِ العالميّةِ الثانيةِ قَلّبوا عليها شعوبَ سوريا ولبنان وأنْهوا انتدابَها وأَحَلّوا نفوذَهم مكانَها. واليومَ، تَتحرّكُ تحتَ الـمِجهَر الأميركيِّ ولا تدري في أيِّ لحظةٍ يَشكُرها الأميركيّون ويُكْمِلون وحدَهم.في المرّةِ الأولى كانت فرنسا في الشرقِ حائرةً بين اتّباعِ كاثوليكيَّتِها أو عَلمانيّتِها. وفي المرّةِ الثانيةِ كانت حائرةً بين إعطاءِ الأولويّةِ لدورِها في المشرقِ العربيِّ أو في المغرِب العربيّ. واليوم تبدو فرنسا ضائعةً بين انتمائِها الأوروبيِّ وإطلالتِها على المتوسّط، ومُربَكةً بين سياستِها العربيّةِ وميولِـها الفارسيّة. تَظُنُّ فرنسا أنَّ لا مكانَ لها في لبنانَ والشرقِ الأوسط في الصراعِ وتُفضِّلُ دورَ الوِساطَة. لذلك لا تَرغَبُ أن تكونَ في لبنان فريقًا بين إيران...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم