السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

وضع المساواة بين الجنسين في المقام الأول

نساء أفغانيات يشاركن في تجمّع في كابول ضدّ انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام "طالبان" في أفغانستان (أ ف ب).
نساء أفغانيات يشاركن في تجمّع في كابول ضدّ انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام "طالبان" في أفغانستان (أ ف ب).
A+ A-
إعداد جوزيب بوريل*، جوتا أوربيلينن* ووزراء الخارجية والتنمية من 24 دولة عضو في الاتحاد الأوروبيّ

 
نادراً ما يتمّ الاعتراض على حقوق النساء والفتيات في العالم بطريقة مثيرة للقلق كما حدث في أفغانستان. لقد أوضح الاتحاد الأوروبي أنّ مساعدته الإنمائية المستقبلية ستعتمد على احترام المعايير الخاصة بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات، حيث سيواصل دعمهنّ في جميع أنحاء العالم، متمسكاً بقيمنا ومعتقداتنا.

تمثّل حقوق الإنسان والحرية والديموقراطية والمساواة قيماً جوهرية تجعل الاتحاد الأوروبي على ما هو عليه، وتثري مجتمعاتنا وتقوّي صمودها، إذ إنّ المساواة بين الجنسين مفتاح السلام والأمن والازدهار الاقتصاديّ والتنمية المستدامة.

وهذا هو السبب في اعتبار العمل على جميع المستويات لتعزيز وحماية التقدّم في مجال المساواة بين الجنسين أولوية سياسية وهدفاً لبروكسيل. وتمثّل خطة العمل الخاصة بالمساواة في الاتحاد الأوروبيّ وميزانية عمله الخارجية الجديدة خريطة طريق للعمل العالميّ نحو عالم تسوده المساواة بين الجنسين، فنحن نعمل بشكل وثيق مع شركاء متعدّدي الأطراف وإقليميين وبشكل ثنائيّ، بما في ذلك منظمات المجتمع المدنيّ، لتحقيق تلك الأهداف، إذ ما زال لدينا طريق طويل لنقطعه، ولا مجال للرضا عن النفس.

أدّت الجائحة في عدد من البلدان إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات: التعليم والتدريب المهنيّ والصحة والأمن والسلامة والحقوق الجنسية والإنجابية والفرص الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما أدّى الإغلاق وقت الجائحة إلى زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعيّ، ولا سيما العنف الأسريّ، في حين يقع جزء كبير من عبء الرعاية على عاتق النساء والفتيات. وقد كان العاملون في الاقتصاد غير الرسميّ والوظائف التي تتطلب مهارات منخفضة (معظمهم من النساء) والمهاجرون ومن ينتمون إلى الأقليات أكثر عرضة للخطر ويواجهون أشكالاً متعدّدة ومتقاطعة من التمييز.
 
جوتا أوربيلينن
 
علاوة على ذلك، عرّض إغلاق المدارس الفتيات لخطر متزايد من الاستغلال الجنسيّ والحمل المبكر وعمالة الأطفال والزواج القسريّ، ويقدّر "صندوق Malala" أنّ 20 مليون فتاة أخريات يواجهن مخاطر التسرب المدرسيّ، ممّا يضيف ما يصل إلى 150 مليون فتاة - أي ما يعادل ثلث سكان الاتحاد الأوروبيّ - من دون آفاق تعليمية.

ووفقاً لتقرير حديث للأمم المتحدة، لا يزال الإنفاق العسكريّ في عام 2020 يفوق النفقات العالمية على الصحة، في العام الذي سيطر عليه كورونا. من أجل التعافي المستدام من الجائحة، نحتاج إلى مضاعفة جهودنا لتعزيز المساواة بين الجنسين.
 
 
حان الوقت الآن لفعل المزيد
يتطلب هذا التحدّي الآن استجابة عالمية، عندما نبني المستقبل نتمنّى أن يكبر أطفالنا وأحفادنا في عالم ما بعد الجائحة يكون أكثر مساواة، وأكثر تنوعاً، وحيث تكون الفرص المتكافئة حقيقة واقعة. نحن بحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين والتمييز من أجل تحقيق التغيير المستدام.

لقد وقف الاتحاد الأوروبيّ والدول الأعضاء فيه، وكذلك المؤسسات المالية الأوروبية، إلى جانب النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم خلال الجائحة. وبصفتنا فريق أوروبا "Team Europe"، قمنا بالفعل بتجنيد 46 مليار يورو لدعم أكثر من 130 دولة شريكة، مع التركيز بشكل خاص على النساء والشباب.

ثلاثة أمثلة للتوضيح: في نيبال، ساعدنا مليون فتاة وفتى على مواصلة تعليمهم من خلال التعلم المعتمد على الراديو. في توغو، دعمنا إنشاء نظام الدخل الشامل وتعيين النساء لرئاسة البلديات الجديدة. في جميع أنحاء العالم، ساعدت مبادرة الأضواء بين الاتحاد الأوروبيّ والأمم المتحدة 650 ألف امرأة وفتاة على منع العنف ضدّهن أو التصدّي له، وتثقيف 880 ألف رجل وصبيّ حول الذكورة الإيجابية وحلّ النزاعات غير العنيفة والأبوة والأمومة.
 
جوزيب بوريل
 
ومع ذلك، لمواجهة التحديات المتزايدة، نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد. هذا هو الغرض من خطة العمل للمساواة بين الجنسين الثالثة، التي تعزز القيادة والمشاركة الهادفة للنساء والفتيات والشباب في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك في جميع الأمور المتعلقة بالسلام والأمن.

 
إعادة التنمية البشرية إلى مسارها الصحيح
نجعل هذه الخطة حقيقة واقعة الآن بمساعدة أداة "NDICI-Global Europe" الجديدة التي تبلغ قيمتها 79.5 مليار يورو والتي ستدعم العمل الخارجي للاتحاد الأوروبيّ على مدى السنوات السبع المقبلة.

سيكون لدعم التعليم، خاصة تعليم الفتيات، دور مركزيّ. تماماً، حيث ندعم التعليم في حالات الطوارئ، فقد عمل الاتحاد الأوروبي مع البلدان الشريكة في جميع مناطق الجائحة لتقليل تأثيرها على الأطفال، وتسهيل العودة الآمنة إلى المدرسة.

كما أنّنا نقدّم بالفعل أكثر من نصف المساعدات العالمية للتعليم ضمن فريق أوروبا. سنزيد التمويل أكثر لتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال التعليم الجيد على جميع المستويات. إنّ تعهدنا المشترك بقيمة 1.7 مليار يورو للشراكة العالمية للتعليم في تموز - لتحويل التعليم للفتيات والفتيان في ما يصل إلى 90 دولة وإقليم - هو جزء من هذه البداية الجديدة.

ونضاعف جهودنا في دعم تعليم النساء والفتيات وتقديم الفرص الاقتصادية وتحسين وصولهنّ إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. وبحلول عام 2025 ، ستساهم 85 في المئة من جميع الإجراءات الخارجية الجديدة للاتحاد الأوروبيّ - عبر جميع القطاعات - في المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

يتمّ الآن الانتهاء من ذلك مع البلدان الشريكة لنا على أساس التشاور الوثيق مع منظمات المجتمع المدنيّ ونشطاء حقوق المرأة والشباب.

نحن بحاجة إلى إعادة التنمية البشرية إلى مسارها الصحيح وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وعدم ترك أيّ شخص يتخلف عن الركب.

من الأهمية بمكان أن نفهم ذلك بشكل صحيح.
 
 
* الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية
* المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم