الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تصنيع المشروبات الروحية يزدهر رغم الأزمة... حركة جيّدة في العيد والتصدير ضمانة الاستمرارية

المصدر: "النهار"
فرح نصور
أرشيفية.
أرشيفية.
A+ A-
شكّلت الأزمة الفرصة المناسبة لمنتجي المشروبات الروحية اللبنانية ممَن دخل جديداً إلى الأسواق اللبنانية، مستغلاً تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين الذي دفع بالكثيرين إلى التوجّه نحو المشروبات المحلية الصنع بسبب غلاء المستورَد منها.
 
لكن المعامل العريقة المترسّخة في لبنان، وسّعت خطوط إنتاجها لتفتح أبواب التصدير على مصراعيها، حتى تستمر وتبقى، لا سيما مع الارتفاع المتواصل بسعر الدولار والضرائب التي تفرضها الدولة "عن بو جنب" على القطاع الخاص، وعلى رأسها الدولار الجمركي. لكن خلاصة القول، أنّ قطاع تصنيع المشروبات الروحية، استطاع أن يزدهر رغم الأزمة، على عكس قطاعات أخرى.
 
صاحب مؤسسة "Riachi winery and distillery"، روي رياشي، وفي حديثه لـ "النهار"، يلفت إلى أنّ "استهلاك النبيذ في لبنان لطالما تركّز على النبيذ المحلي أكثر من المستورَد، وذلك منذ ما قبل الأزمة، لما يتحلى به من جودة عالية، واستهلاك المشروبات الروحية لم ينخفض من حيث الحجم خلال الأزمة، إنّما ما انخفض هو قيمة المنتجات، لكن الإنتاج لا يزال نفسه إن لم نقل أنّه زاد".  وفيما إنتاج النبيذ المحلي لا يزال نفسه من حيث الكمية، وفق رياشي، فإن الأمر يختلف مع إنتاج المشروبات الروحية الأخرى (عرق، ويسكي، فودكا، جين) الذي زاد منذ العام 2020.
 
لم يعد يعتمد رياشي بشكل كبير على تسويق منتجاته في السوق اللبنانية، إذ 90 في المئة من سوقه أصبح يتركز على التصدير، لغياب القدرة الشرائية في لبنان، فالبديل عن الأسواق المحلية هو الذي يضمن استمرارية الإنتاج المحلي. فخلال الأزمات، يزيد استهلاك المنتجات الرخيصة ذات النوعية العادية، وكلّما ارتفع سعر الدولار وانخفضت معه القدرة الشرائية لدى الناس، يتوجّهون نحو شراء المنتجات الأرخص، لذلك لا يمكن بناء قطاع واعد في ظل أزمة اقتصادية بتضخّم هائل. ورغم ذلك، "حركة المبيع خلال الأعياد لم تكن سيئة"، يشرح رياشي.
 
من جهتها، تؤكد مسؤولة الإعلام والتسويق في "Château Ksara"، رانيا شماس، في حديثها لـ "النهار"، أنّ "هناك حركة مبيع في الأسواق لكنّها ليست كالسابق، لا سيما مع التراجع الإضافي بقدرة الناس الشرائية رغم أنّ أسعار النبيذ أصبحت أرخص مما قبل الأزمة، لكنّه لا يزال منتَجاً من الكماليات، إنّما خلال الأعياد، وبما أنّ النبيذ والمشروبات الروحية أمر أساسي في الاحتفال، الناس يشترونه ليعيشوا العيد، بالتالي، فإنّ حركة الأسواق خلال الأعياد جيدة". 
 
وعن الإنتاج في ظل الارتفاع المتواصل بسعر الدولار وإقرار الدولار الجمركي، لا يزال المصنع، وفق شماس، ينتج عدد زجاجات النبيذ، معتمداً على التصدير إلى 35 بلداً حول العالم للتمكّن من الاستمرار ولتسديد نفقات المواد الأولية المستورَدة، لا سيما مواد التوضيب والتعليب المكلفة. فمع كل ارتفاع في سعر الدولار، تزداد الخسارة في ثمن المنتجات ويتراجع الاستهلاك أكثر، "فالسوق المحلية لم تعد سوقاً مربحة في ظل الأزمة، في حين كان الواقع مختلفاً تماماً قبل الأزمة".
 
وفيما استيراد المشروبات الروحية تراجع بشكل ملحوظ من جراء الأزمة، انعكس الأمر إيجاباً، بطبيعة الحال، على سوق المشروبات الروحية المحلية، إذ يتوجّه الناس إليه أكثر من ذي قبل بسبب أسعار منتجاته الأرخص. وبينما كان من المفترض أن يسري قانون الدولار الجمركي بدءاً من الشهر الجاري، إلّا أن شماس تؤكّد أنّ شركات التوريد لم تبدأ بعد تطبيق القرار، وبالتالي لا يمكن تحديد نسبة ارتفاع أسعار المنتجات من جرائه، فالقرار لا يزال مبهماً لدى الكثيرين، حتى لدى الدولة، لا سيما في ما يتعلّق بالأصناف الخاضعة للضريبة.
 
 
واقع صناعة المشروبات الروحية... هل يتأثر بالدولار الجمركي؟
 
"قطاع المشروبات الروحية يتطوّر بشكل كبير في لبنان حالياً وبسرعة"، هذا ما يؤكّده نائب رئيس جمعية الصناعيين، زياد بكداش. 
ففي السابق كان إنتاج هذه المنتجات يقتصر بـ 80 في المئة منه على النبيذ، وكان عدد معامل النبيذ حوالي أربعة أو خمسة معامل، وارتفعت الآن لتفوق العشرين معملاً. وفي حديثه لـ"النهار"، يفيد بكداش أنّ مؤخراً، برزت صناعه الجين والفودكا والويسكي بمستوى جيد جداً، بالإضافة إلى الصناعة التحويلية للويسكي والتي تبقى أيضاً أرخص من سواها.
 
وعن انعكاس الارتفاع المتواصل لسعر الدولار وإقرار الدولار الجمركي على تصنيع المنتجات الكحولية في لبنان، يؤكّد بكداش أنّ هذه الصناعة أصبحت منافِسة أكثر من المستورَدة من الخارج. و"صيت الدولار الجمركي أكبر من فعله"، وفق بكداش، إذ سيزيد حوالي 2 إلى 5 في المئة كحدّ أقصى على المواد الأولية التي تخضع للجمرك. وهناك 90 في المئة من المواد الأولية في الصناعات هذه، لا تخضع للجمرك. وطالما أنّ الدولار الرسمي لا يزال على سعر 1500 ليرة، لا يشكل الدولار الجمركي أي خطر على الصناعة.
 
وبحسب بكداش، فإنّ قطاع صناعة المنتجات الروحية في وضع أفضل بكثير من السابق، لكن الخوف من الضرائب المفروضة أن تؤثّر سلباً عليه. فبحسب بيانات المالية، يشكّل الاقتصاد الشرعي 60 في المئة فقط من الاقتصاد في لبنان.
 
ويشهد قطاع صناعة المشروبات الروحية زيادة في الإنتاج، بناء على الطلب المتزايد على هذه المنتجات لتصديرها إلى الخارج. فكلّما زاد الطلب على المنتجات اللبنانية يزيد من عدد معامل تصنيعها، كذلك فإنّ المصانع الموجودة توسّع من نطاق إنتاجها. 
 
 
ماذا عن الأسعار؟
من باب عرض النماذج، تتراوح أسعار مشروبات "رياشي" كالتالي: زجاجة النبيذ بين 5 إلى 15 دولاراً، والويسكي بين 15 إلى 120 دولاراً.
وتبدأ أرخص زجاجه نبيذ لدى "Château Ksara" من حوالي 150 ألف ليرة، وتبلغ زجاجة النبيذ من إنتاج العام الحالي حوالي 800 ألف ليرة. 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم