الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تعمل في خمس وظائف ولا تحصّل نصف مدخولها السابق... ماري لا تفقد الأمل

المصدر: "سي أن بي سي"
ماري روبرتس
ماري روبرتس
A+ A-
توقّف عدد كبير من القطاعات عن العمل بشكل كامل تاركاً عدداً أكبر من الموظفين وراءه يصارعون للبقاء على قيد الحياة وتأمين مستلزماتهم الأساسية. وهذا التحدّي لم يكن سهلاً على ماري روبرتس، التي مرّت بأصعب الظروف خلال هذه المرحلة الدقيقة.
 
كانت حياة ماري روبرتس (39 عاماً) مليئة بالمشاغل، حيث عملت بالتعاقد الحر لعدد من خطوط شركات السفن السياحية وفي تصميم الرقصات التي تعرض على متن هذه السفن.
 
أما في بداية شهر آذار، فقد عُلّقت جميع العقود التي كانت قد أبرمتها على مدى العام بعد انتشار وباء كورونا ولجوء الحكومات إلى فرض قيود صارمة كمحاولة للحد من انتشار الوباء. وبالتالي، خسرت روبرتس أكثر من 60 ألف دولار من قيمة هذه العروض.
 
إلا أنها لم تفقد الأمل ظناً منها أن الحياة الطبيعية ستعود في القريب العاجل وتتابع حياتها المهنية من حيث توقفت.
 
الضرر الذي يلحق بالأميركيين من الطبقتين المتوسطة والمنخفضة
 
أثّر فيروس كورونا على فرص عمل ملايين من الأميركيين، لا سيما العاملين في القطاعات الترفيهية والمطاعم والسفر والضيافة، وفق ما ورد في موقع "سي أن بي سي" الأميركي.
 
في حين أن الوباء أثّر على العمال الأقل أجراً بشكل أكبر، لم يسلم أصحاب الدخل المتوسط وتحديداً أولئك الذين فقدوا وظائفهم، إذ خلال شهر آب، لجأ 44 في المئة من العمال ذوي الدخل المنخفض، إلى مدخراتهم في حسابات التوفير أو التقاعد لدفع فواتيرهم. أما نسبة 46 في المئة، ففشلت في سدادها.
 
هذه الخطوة لم تقتصر فقط على أصحاب الدخل المنخفض. ففي الشهر نفسه، سحب 33 في المئة من العمال متوسطي الدخل، مدخراتهم أو حسابات التقاعد، لسداد فواتيرهم أيضاً. في المقابل، عجز 26 في المئة من هذه الفئة عن سدادها.
 
ووفقاً مركز "بيو" للأبحاث، يشير الدخل المتوسط إلى العائلات المكونة من ثلاثة أفراد يتراوح دخلها السنوي بين 39,800 دولار و119,400 دولار.
 
تعمل في خمس وظائف في آن واحد
 
كونها تعمل كمتعاقدة حرة، لم تتمكن روبرتس من التقدم بطلب للحصول على تأمين ضد البطالة إلا بعد أن أُقرّ قانون "كيرز" في شهر آذار الذي أتاح إنفاق 2.2 تريليوني دولار لتحفيز الاقتصاد. ولكن استغرقها تقديم الطلب أكثر من ثلاثة أشهر، ولم تستلم أول شيك مصرفي إلا بعد شهر تموز.
 
وبالرغم من ادّخارها لبعض المال، تراكمت عليها الديون أثناء فترة انتظارها. وبعد ثمانية أشهر تقريباً من تقديمها للطلب، تلقت روبرتس أخيراً في شهر تشرين الثاني، مبلغاً قيمته 7,500 دولار.
 
وزعمت روبرتس أنه كان من المفترض أن تجني هذا المبلغ خلال شهر آذار وحده إن لم يقف الوباء في طريق عقودها. ولكن رغم ذلك، أعربت عن امتنانها الشديد لهذه الإعانات.
 
ومنذ شهر آب، عملت روبرتس في خمس وظائف لعلّها تجني ما يكفي من المال لتأمين الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية وسداد الفواتير.
 
وفي التفاصيل، عملت في تصميم الرقصات لمجموعات الفنون المحلية وفي إعطاء دروس رقص لبرنامج مسرحي للأطفال، بالإضافة إلى وظيفتها كمديرة في استوديو يوغا حيث أعطت فيه صفوف رياضة "البيلاتيس" أيضاً. إلا أن هذه الوظائف لم تكن كافية، لذا عملت كسائقة لدى شركة "أوبر" الأميركية لخدمات الأجرة.
 
ولمردودٍ إضافي، فهي تقوم أحياناً بتنظيف مباني المكاتب لتحصيل مبلغ كاف من المال. ورغم جميع تلك الوظائف والمجهود الكبير الذي بذلته، لا تزال تحقق ما يزيد قليلاً عن نصف ما كانت تتوقعه شهرياً.
 
الوضع قد يزداد سوءاً للطبقة الوسطى
 
في ظل انتشار الوباء، أعلنت الشركات الكبرى مثل "ديزني" وغيرها، عن إلغائها آلاف الوظائف. وفي نهاية شهر أيلول، مضت كل من الخطوط الجوية "American Airlines" و"United Airlines" قدماً في خطة تسريح 32 ألف عامل، بعد أن فشلت الحكومة في تمرير جولة تحفيز أخرى وتقديم المساعدة لقطاع الطيران الذي كان أشد المتأثرين خلال هذا العام.
 
ومع وصول الوباء شهره التاسع وعدم عودة الملايين إلى وظائفهم، قاربت شبكات الأمان على النفاد. وفي هذه الحالة، قد يترتب على الكثير من أصحاب الطبقة الوسطى ديون هائلة.
 
ويكمن الخوف الأكبر في ارتفاع معدلات الإفلاس بشكل حاد مع قدوم العام المقبل وتراجع الكثير من الأميركيين من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الاقتصادية الأدنى.
 
قلة الدعم
 
بالرغم من وظائفها الخمس، لا تزال روبرتس تصارع لسداد فواتيرها بديونٍ متراكمة تصل قيمتها إلى 18 ألف دولار.
 
وللاستمرار في سداد الرهن العقاري، طلبت من مقرضها أن يعفيها من المدفوعات حتى شهر كانون الثاني. وطلبت الإعفاء الجزئي من إحدى شركات بطاقات الائتمان الخاصة بها التي منحتها عاماً لسداد ديونها بسعر فائدة أقل.
 
وفي هذه الأثناء، أصبحت أكثر انخراطاً في المنظمة الوطنية لتعليم الرقص على أمل أن يعود مجال خطوط الرحلات البحرية إلى العمل في عام 2021.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم