الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الـBlack Friday ينشط على مواقع التواصل... واللبنانيون ينتظرونه بفارغ الصبر مع تراجع القدرة الشرائية

المصدر: "النهار"
فرح نصور
"Black Friday" حول العالم (أ ف ب).
"Black Friday" حول العالم (أ ف ب).
A+ A-
في ظل انتشار كورونا والأزمة الاقتصادية، نشط الـ online black Friday على الصفحات التجارية. وفي حين ينتظر الناس في العالم سنوياً هذه التخفيضات الهائلة، ينتظر اللبنانيون هذه التخفيضات هذا العام بفارغ الصبر مع تراجع القدرة الشرائية لديهم والتضخم في الأسعار. وانتقلت هذه التخفيضات إلى الصفحات التجارية لتكون سوقاً مؤقّتة وموازية للسوق العادية، وعملت معظم هذه الصفحات بمختلف أنواعها على إقامة هذه التخفيضات. عينة من بعضها في هذا المقال.
 
الأمر الأساسي الذي يساهم في الطلب على السلع المعروضة على الصفحة، هو قرار الإقفال التام الذي فُرض على لبنان الأسبوع الماضي، ولم يعد هناك خيار أمام الناس سوى شراء حاجياتهم والتسوّق أونلاين، بحسب ما تقول مسؤولة التسويق في صفحة Hicartonline، مريم جبّور. ويعقد القيمون عل الصفحة صفقاتٍ خاصة وحصرية مع المورِّدين، تمكّنهم من تقديم عروضاتٍ بأسعار منافسة ومعقولة.
 
وراعى القيّمون على الصفحة الظروف الاقتصادية الصعبة، وقدّموا أسعاراً تناسب القدرات المادية المحدودة للناس فـ"كلنا بالهوا سوا"، بحسب تعبير مريم، ومزجوا ما بين العلامات التجارية الفاخرة والمتوسطة لتلبية جميع القدرات الشرائية. 
 
وتؤكّد أنّ "الطلب كبير جداً للـ black friday على جميع الأصناف التي تبيعها الصفحة"، وهي صفحة متنوعة لبيع الإلكترونيات ومستحضرات التجميل وأغراض المنزل وغيرها، "فالناس يبدؤون بالتحضير لعيد الميلاد من الآن، وأكثر الطلبات حالياً تصبّ في هذا الاتجاه، إلى جانب المقبِلين على الزواج وهم بصدد فرش منازلهم".
 
وقد أقامت الصفحة نهار 11/11 تخفيضاتٍ شبيهة بالـ black friday، ولم يتوقّع القيمون عليها الإقبال الهائل الذي حدث، إذ "كان ذلك مفاجئاً لنا"، بحيث سجّلوا أرقاماً خيالية في هذا اليوم. ويتّخذون من نجاح هذا اليوم مؤشراً إيجابياً لإقبال الناس في الـ black Friday  الذي تَحدَّد موعد انطلاقه غداً، ولأربعة أيام.
 
 
على خطٍّ موازٍ، تبدأ صفحة vivocosmeticslb لبيع مستحضرات التجميل، غداً بالـ black Friday. ويشرح نائب مدير الصفحة، محمد فليفل، أنّ الصفحة تعرض علاماتٍ متنوعة من فاخرة ومتوسطة ورخيصة لتلبية مختلف الأذواق والمداخيل في لبنان، "فجراء أزمة الدولار نحن مضطرون إلى التعامل بالليرة مع الزبائن، أمّا شراء البضائع فهو بالدولار لضمان المخزون لدينا". 
 
وقد وضع القيّمون على الصفحة "أسعاراً أرخص من أسعار السوق حتى، فصفحتنا منافِسة لأهمّ مواقع مستحضرات التجميل أونلاين في لبنان، ونراعي الزبائن، فحتى هامش ربحنا ليس مرتفعاً، وذلك لجذب الزبائن، ففي هذه الأوضاع الزبائن لا يهمّهم النوعية بقدر ما تهمّهم الأسعار، وهذا ما يحدث في السوق كلّها"، وفق فليفل. 
 
ويعلّق آمالاً كبيرة على أن يكون الإقبال مرتفعاً خلال الـ black Friday  "إذ ستكون أسعارنا مدروسة جداً لكي يستفيد الناس منها، وبمجرّد أعلنّا على صفحتنا عن عزمنا إقامة هذه التخفيضات، ارتفع الإقبال على الصفحة بشكلٍ كبير جداً".   
 
 
أمّا شركة beytech، التي اعتادت القيام بالـ black Friday أونلاين، فقد انطلقت به هذه السنة منذ بضعة أيام. وتعرض البضائع الجديدة من إلكترونيات وأغراض المنزل والمطبخ، بأسعارٍ منافِسة للسوق، بما يتوافق مع القدرة الشرائية لدى اللبنانيين، "فهذا العام مختلف عن العام السابق في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة"، وفق مدير الشركة، سليم انطاكي.
 
ويفيد أنّ "الشركة وجدت أنّ 80 إلى 90 % من اللبنانيين أصبحت قدرتهم الشرائية ضئيلة، وهم بحاجة إلى أسعارٍ منافسة ومناسِبة لهم، كما وجدوا أنّ 10 % من اللبنانيين هم من ميسوري الحال وقادرون على شراء العلامات الباهظة ومستعدّون لدفع القيمة المطلوبة"، وبالتالي أمّن الموقع بضاعة ذات علامات فاخرة وأخرى متوسّطة.
 
ويضيف انطاكي أنّ "الطلب والإقبال الكبيرين هما من قبل الأفراد محدودي الدخل والذين تراجعت قدرتهم الشرائية وغير الميسورين". ويؤكّد أنّ "الـ black friday العام الماضي كان أقوى بكثير، رغم أنّ منافسة الشركة في السوق تقلّصت إلى 50 %، جراء إقفال شركات منافسة لها في ظل الواقع الاقتصادي الصعب"، لافتاً إلى أنّه "في وقتٍ لم يعد باستطاعة كثير من الشركات استيراد البضائع، أوقفت beytech الاستيراد لحوالي 8 أشهر وباعت بهذه الفترة جميع المخزون القديم، واستوردت جميع السلع من الموديلات والأدوات الجديدة وتعرضها الآن خلال الـ black Friday ".
 
 
 
 
كورونا والأزمة الاقتصادية يعزّزان التجارة الإلكترونية في لبنان
بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلّت على لبنان منذ عام، وتراجع القدرة الشرائية لدى اللبنانيين وارتفاع سعر الدولار بشكلٍ أساسي، أقفل عدد كبير من المؤسسات التجارية المحلّية والعلامات العالمية، وتحوّل قسم من المحلات التجارية للبيع أونلاين بعد انتشار كورونا وما تبعه من قرارات تعبئة وإقفال تام للبلاد للحدّ من هذا الوباء، كمحاولة للاستمرار في ظلّ الواقع الاقتصادي المتردّي.
الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي رولان أبي نجم يقول إنّ "حجم التجارة الإلكترونية تزايد بشكلٍ كبير جداً قبل جائحة كورونا في العالم، وتعاظم هذا الحجم بشكلٍ مخيف مع الـ low touch economy، أي إنّ الناس أصبحوا يقومون بجميع أعمالهم ووظائفهم وتسوّقهم من المنزل، للتقليل من اللمس والاختلاط الجسدي".
ويشرح أبي نجم أنّ "في لبنان الوضع مختلف، رغم التحوّل إلى التجارة أونلاين بشكلٍ لافت، إلّا أنّ دوافع هذا التحوّل كانت مختلفة نظراً للواقع الاقتصادي الاستثنائي الذي يمرّ فيه البلد، إذ لم ينتقل جميع أصحاب المحال والمؤسسات التجارية إلى المنصة الرقمية لمواكبة التطوّر الرقمي، إنّما معظمهم انتقل لتغطية العجز الناتج عن إقفال المحال بسبب كورونا وللتقليل من نفقات المحلات الحقيقية والاكتفاء بالتجارة أونلاين في هذه الظروف الاقتصادية الدقيقة، وهناك من أصبح يبيع فقط على إنستغرام دون امتلاك موقعٍ إلكتروني حتى". ويلفت إلى أنّ "الـ trend في لبنان اليوم هو التجارة عبر الموقع الالكتروني shoppify وهو أسهل لناحية الانطلاق به وأقلّ كلفة بكثير على التاجر الإلكتروني".
وبحسب مقال نشره موقع "exclusive bulletin" بعنوان "The rise of ecommerce in Lebanon during the COVID-19 crisis"، يفيد بأنّ مع أزمة كوفيد -19، اضطرت الشركات المتعثّرة، لا سيّما الشركات الصغيرة التي تشكّل 95٪ من الشركات في لبنان، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى التكيّف وإيجاد حلّ أو إغلاقها. ومن ثمّ، ارتفع الطلب على حلول التجارة الإلكترونية بشكلٍ كبير. وخلال شهر نيسان، بحث 6120 مستخدمًا عن حلّ للتجارة الإلكترونية في لبنان. هذا ارتفاع كبير من الرقم المتواضع 3300 الذي تم تسجيله قبل 5 أشهر فقط.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم