الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

واشنطن تحذر: الحرب الأوكرانية ستؤدي إلى جوع في لبنان

المصدر: "النهار"
ضابط يقف بجانب بقايا قذيفة في كييف في 24 شباط 2022 (أ ف ب).
ضابط يقف بجانب بقايا قذيفة في كييف في 24 شباط 2022 (أ ف ب).
A+ A-
تمضي الأزمة الأوكرانية في مسار تصعيدي مع توقعات غربية بأن الغزو الروسي الشامل قد يحصل في أي وقت. ويزداد خط التماس الفاصل بين منطقتي دونيتسك ولوغانسك الإنفصاليتين في دونباس شرق البلاد إشتعالاً، وسط أنباء عن دخول رتلين عسكريين من الجانب الروسي.

وفي أحدث المؤشرات التي تنذ بالخطر، أعلنت أوكرانيا حال الطوارئ وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين بدأت موسكو إخلاء سفارتها في كييف في أحدث مؤشرات تنذر بالخطر على الأوكرانيين الذين يخشون هجوماً عسكرياً روسياً شاملاً.

كما أعلنت الحكومة الأوكرانية الخدمة العسكرية الإلزامية لجميع الرجال الذين تسمح أعمارهم بالقتال.
 

وتعطلت المواقع الإلكترونية للبرلمان والحكومة ووزارة الخارجية الأوكرانية. وتعرضت مواقع حكومية عدة في الأسابيع الماضية لأعطال قالت كييف إنها بسبب هجمات إلكترونية.
نشر قوات جديدة

وقال الجيش الأوكراني إن جنديا قُتل وأصيب ستة آخرون في القصف المتصاعد من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وأنظمة صواريخ غراد في المنطقتين الانفصاليتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية الجديدة عمليات نشر جديدة للقوات والعتاد في غرب روسيا وأكثر من 100 مركبة في مطار صغير في جنوب بيلاروسي على الحدود مع أوكرانيا، وفقا لشركة ماكسار الأميركية.

وأفاد شاهد من "رويترز" أن رتلين عسكريين منفصلين، لا يحملان شارات محددة، يتجهان صوب مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا من طرق مختلفة قادمة من اتجاه الحدود الروسية.

وقال المراسل، الذي كان موجودا في الإقليم، إن أحد الرتلين ضم تسع دبابات ومركبة قتالية تابعة لسلاح المشاة، بينما كان الرتل الثاني مؤلفا من شاحنات وناقلات وقود.
وأفاد مسؤولون أميركيون أن الجيش الروسي إستدعي جنوداً من الإحتياط من أجل القيام بمهام طويلة الأمد في أوكرانيا.

عقوبات
وأمس، كشفت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مزيد من العقوبات على روسيا، وأكدوا استعدادهم لاتخاذ إجراءات أشد صرامة إذا أقدمت موسكو على غزو شامل لأوكرانيا.
وستُدرج عقوبات من الاتحاد الأوروبي، جرى الموافقة عليها أمس، جميع أعضاء مجلس الدوما الروسي، وهو المجلس الأدنى في البرلمان، الذين صوتوا لمصلحة الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا في قائمة سوداء، وهو ما يعني تجميد أصولهم وفرض حظر سفر عليهم.

وسيعقد زعماء الاتحاد الأوروبي أيضا قمة طارئة غدا اليوم لمناقشة ما يجب القيام به بعد ذلك.

وحذت بريطانيا حذو الولايات المتحدة في إعلان قيود جديدة تحظر على روسيا إصدار سندات جديدة في أسواقها المالية.

ولم تستهدف أي من الإجراءات المعلنة حتى الآن الرئيس فلاديمير بوتين بشكل مباشر، كما لن يكون لها عواقب وخيمة على المدى المتوسط بالنسبة لموسكو التي تمتلك ما يزيد على 630 مليار دولار من الاحتياطات الدولية.
 

"جوع في لبنان وليبيا واليمن"
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمام الجمعية العمومية للمنظمة الدولية، أنّ العالم يواجه "لحظة خطر" بسبب الأزمة الراهنة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا التي طالبت خلال الاجتماع بانسحاب القوات الروسية من أراضيها.

وحذّرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، من أنّ النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدّي إلى "أزمة لاجئين جديدة" مع "ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجّر".

ورأى غوتيريس أنّ "قرار روسيا الاعتراف بما يسمّى + استقلال+ منطقتَي دونيتسك ولوغانسك - وما تبعه - هو انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها ويتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وأكد وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا الذي ألقى كلمة أيضاً، أنّ أوكرانيا لا تشكّل تهديداً لروسيا. وقال إن "اوكرانيا لم تخطط ولا تخطط لأي عملية عسكرية في دونباس".
وحذّر كوليبا من أنّ "بداية حرب واسعة النطاق في أوكرانيا ستشكّل نهاية النظام العالمي كما نعرفه"، مطالباً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعدم الاعتراف باستقلال منطقتَي دونيتسك ولوغانسك.

وأضاف: "ينبغي على روسيا أن تعود إلى مسار الديبلوماسية" وأن "تسحب قواتها وتكفّ عن زعزعة استقرار المنطقة".

وقال الوزير في نهاية خطابه الذي قوبل بتصفيق حار: "نريد السلام!".

وانتقد معظم المتحدثين الذين يمثلون دولاً في القارات كافة، بشكل علني أو شبه علني، قرارات موسكو وخطواتها الأخيرة.

وحذّرت توماس-غرينفيلد من أنّه "إذا استمرّت روسيا في هذا الطريق فقد تتسبّب، وفقاً لتقديراتنا، بأزمة لاجئين جديدة، ستكون من بين الأكبر التي يواجهها العالم اليوم، مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجّر بسبب الحرب التي اختارتها روسيا والضغط الذي تمارسه على جيران أوكرانيا".

وأضافت : "لأنّ أوكرانيا هي من أكبر مصدّري القمح في العالم، وخصوصا للعالم النامي، فإنّ روسيا يمكن أن تتسبّب بارتفاع أسعار المواد الغذائية وبجوع أكثر شدّة في أماكن مثل ليبيا واليمن ولبنان".

وبعد يومين من الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن، دعت توماس-غرينفيلد مجدداً روسيا إلى التراجع عن قراراتها. وموسكو هعضو دائم في مجلس الأمن وتتمتع بحق النقض ما يتيح لها إحباط أي محاولة من جانب المجلس لإدانة أعمالها.

وقالت توماس-غرينفيلد "نحن في العام 2022" و"لن نعود إلى حقبة الامبراطوريات والمستعمرات أو إلى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أو الاتحاد السوفياتي". وأردفت "لقد تقدّمنا وعلينا الحرص، كما قالت كينيا في مجلس الأمن الإثنين، على +ألا يُشعل جمر الإمبراطوريات الميتة أشكالاً جديدة من القمع والعنف+".

وقبل السفيرة الأميركية، تحدث نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا أمام الجمعية العمومية، فأكّد أنّ الوضع اليوم هو نتيجة "انقلاب في 2014" أدّى إلى تغيير الحكم في أوكرانيا. واعتبر أنّه مذّاك تمارس كييف "قمعاً" حيال الأقليّة الناطقة الروسية في أوكرانيا. وذهب إلى حدّ التحدث عن "إبادة جماعية"، في سابقة في الأمم المتحدة، وهو مصطلح استخدمه أخيراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورأى نيبينزيا أنّ عدم تحرّك كييف لإنهاء النزاع في شرق أوكرانيا، دفع "عشرات آلاف الأشخاص" للفرار إلى روسيا.

من جانبه، رفض غوتيريس بشكل قاطع استخدام كلمة "إبادة جماعية" لوصف ما يحصل في دونباس.

واجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي تشارك فيه 193 دولة عضو في المنظمة هو جلسة حول "الأراضي الأوكرانية المحتلة موقتاً" تُعقد سنوياً منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم