الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المواطنون يتهافتون على أجهزة الـUPS... رحلة جديدة لتأمين الكهرباء (صور)

المصدر: النهار
فرح نصور
من أحد محال الإلكترونيات (تصوير حسن عسل)
من أحد محال الإلكترونيات (تصوير حسن عسل)
A+ A-
 
باتت الكهرباء اليوم هوساً لدى اللبناني، بسبب سياسة القيّمين على أمرها في لبنان.
 
وبعد القطع المستمر لمؤسسة كهرباء لبنان، والتقنين الحاد للمولدات بسبب شح المازوت، أصبح اللبناني أسير خيارات بديلة كان قد تخلى عنها منذ زمن، لتأمين تيّار بالتي هي أحسن.
 
ومع سوء حال المواطنين، بسبب انقطاع الكهرباء، وتعطّل أعمالهم، وتلف أطعمتهم، ومعاناتهم في ظل موجات الحرّ، بدأوا يتقاطرون نحو محالّ الإلكترونيّات لشراء أجهزة الـUPS لتأمين الحدّ الأدنى من الكهرباء في منازلهم. خطوة تبعت اللجوء إلى أجهزة الطاقة الشمسيّة ومولّدات الألف شمعة الشهيرة، للتحرّر من حكم أصحاب المولّدات ومن حرمان الدولة الكهربائي.  
 
يُفيد أحد إداريي مؤسسة "قطرنجي" للإلكترونيات بأنّ "الطلب مخيف على الـUPS"، محدّداً تاريخ الهجمة عليه بشهرٍ مضى، بالتزامن مع اشتداد أزمة المازوت والكهرباء.
 
وفي الوقت الذي يُعتبر خيار الـUPS بديلاً مثاليّاً للبعض في ظلّ انقطاع المازوت، الذي أدّى إلى إطفاء مولّدات الاشتراك، إلى جانب غياب التغذية بالتيار الكهربائي من كهرباء لبنان، يرى الموظّف أنّ المواطن يشتري ما هو قادر على شرائه وفقاً لإمكانيّاته الماديّة؛ فمَن هو غير قادر على شراء أجهزة الطاقة الشمسيّة يذهب إلى خيار الـUPS، ومَن هو قادر ماديّاً يدفع ثمن اشتراك المولّد لـ24 ساعة. وكذلك في خيار الـUPS، يشتري الناس كلٌّ وفق قدراته الماليّة (بحسب حجم الجهاز).
 
تصوير حسام شبارو
 
ويؤكّد موظّف "قطرنجي" أن أجهزة الـUPS نفدت لدى مؤسسته بسبب الطّلب الكثيف عليها، مشيراً إلى اختلاف عامل القدرة (KVA) الخاصّ بكل جهاز، وفقاً لأحجام هذه الأجهزة، التي تبدأ من 1 إلى 6 KVA، وتتراوح أسعارها ما بين 115 إلى 900 دولار، بالإضافة إلى الضريبة على القيمة المضافة. 
 
ويُعادل كل KVA أمبيرين أو أمبيرين ونصف الأمبير. وبناءً على هذا الأساس، يقدّر الزبون حجم الجهاز المناسب لاستهلاكه. وحتى الآن - يُشير الموظف - إلى أنّ "المواطن غير قادر على شراء الأجهزة الكبيرة من الـUPS فهي مكلفة للكثيرين".  
 
في السياق نفسه، تُجيب مديرة إحدى فروع مؤسسة "United" للإنارة، لدى سؤالنا عن الطلب على الـ UPS بدعوتنا إلى مؤسّستها بالقول "تعالوا وانظروا المحلّ، نعيش على الـUPS فالتقاطر هائل عليها".
 
وإلى جانب أجهزة الـUPS التي تعمل بالكهرباء، سيُتاح للمهتمّين امتلاك أجهزة UPS تعمل بالطاقة الشمسية لتكون أكثر إفادة، في ظلّ انقطاع الكهرباء المتواصل. وفي ما يتعلّق بعدد البطاريات، وعدد ساعات الشحن وغير ذلك من التفاصيل، فإنّ المنازل لا تحتاج الكثير من بطاريات الـUPS وتغذية الكهرباء لثلاثة أو أربع ساعات يومياً، وهي موجودة كحدٍّ أدنى وسط هذه الأزمة، وتكفي لتوليد حوالَي ساعتين من الكهرباء، بحسب ما تشرح المديرة. 
 
وفق حاجة الشخص إلى الأمبيرات، أي استهلاكه للكهرباء، يُمكنه الاختيار ابتداءً من 1،5 إلى 7 KVA وأكثر.
ولشحن جهاز الـUPS بشكلٍ سريع في ظلّ الانقطاع شبه الدائم للكهرباء، يمكن شراء شاحن مسرِّع، وسعره يبدأ من 650 دولار. وتتراوح أسعار هذه الأجهزة لدى United بدءاً من 170 إلى 2500 دولار.  
 
تصوير حسام شبارو
 
وتقول المديرة إنّ "الطلب على هذه الأجهزة للمنازل أمر جديد". ففي السابق، وقبل الأزمة، كان الزبون يلجأ إلى هذه الأجهزة للعمل بشكل مؤقّت على الحاسوب، تفادياً لفقدانه أيّ معلومة أو مشروع بسبب انقطاع الكهرباء القصير أو عدم التوقّف عن اللعب، أي ما مدّته ربع ساعة. أمّا الآن، فالطلب على هذه الأجهزة أصبح لتوفير ساعات من الكهرباء و"هذا طلب جديد". وتوضح أنّه كان لدى المؤسسة مخزون من هذه الأجهزة إلّا أنّ الطلب على الكبيرة منها هو الجديد، وباتت المؤسسة تؤمّن منها بكثرة.   
لكن هل اللجوء إلى شراء الـUPS هو الحلّ والبديل الأمثل لانقطاع كهرباء الاشتراك وكهرباء لبنان؟
 
يشرح المهندس هيثم دبوق أنّ "هذه الأجهزة قد تفيد إذا كان المنزل يتغذّى بالكهرباء بشكلٍ متواصل في معظم فترات اليوم من دون تقنينٍ قاسٍ. لكنّه عند انقطاع التيار الكهربائي، فلا يمكن شحن بطاريات الـUPS. لذلك، فإنّ شراء الـUPS كبديلٍ وسط الانقطاع الطويل للتيار ليس الحلّ الأمثل بتاتاً، إنّما الحلّ الأمثل للتخلص من أزمة انقطاع المازوت والكهرباء"، وفق دبوق، "هو بشراء أجهزة الطاقة الشمسية". 
 
ومن الناحية التقنية، يستغرق شحن الـUPS من 4 إلى 5 ساعات في اليوم لتوفير 7 إلى 8 ساعات من الكهرباء.
 
وعن أحجام وقوّة هذه الأجهزة الخاصّة بالمنازل، فـ UPS الـ 1 KVA، يؤمن إضاءة ومروحة، وقد يشغّل أيضاً حاسوباً محمولاً وشاحن جوّال وآلة إنترنت؛ وUPS الـ 3 KVA يشغّل حاسوباً عادياً وبراداً، وUPS الـ5 KVA يشغّل مكيّفاً. 
 
تصوير حسام شبارو
 
تصوير حسام شبارو
 
تصوير حسن عسل
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم