فوضى تغطيات شركات التأمين... ماذا بعد رفع الدعم عن القطاع الصحي؟

 في ظل الفوضى العارمة التي سبّبتها أزمة الدولار، وما نتج منها حالياً من أربعة أسعار لصرف الدولار، تقوم بعض شركات التأمين بتغيير منتجاتها تماشياً مع الوضع الراهن، ومنها مَن حدّدت سقوفاً للتغطيات، ومنها مَن رفعت سعر بوليصتها كيلا تعتمد على سعر الصرف في السوق السوداء، وغيرها من الممارسات التي تظهر تفاوتاً في الأسعار وفي المنتجات بين شركات التأمين. ومع دخول لبنان مرحلة رفع الدعم، ما هو واقع تغطية الشركات؟ ووفقاً لأي سعر صرف تسعّر منتجاتها؟  يفيد مدير الصحة والحياة في شركة "آروب" للتأمين، جورج محفوض، أنّ قطاع الاستشفاء يمرّ بضياعٍ في ظلّ وجود أربعة أسعار صرف، وشركات التأمين تحاول جاهدة التوصل إلى الطريقة المثلى لتسعير البوليصة بما يتوافق والواقع الحالي، مع الأخذ بعين الاعتبار واقع المستشفيات الصعب في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. والآن هناك خضة جديدة في ما يتعلّق بالفحوصات المخبريّة، إذ بعض المستشفيات والمختبرات يرفض إجراء هذه الفحوصات، تاركاً جميع المستلزمات الطبية لديه للحالات الطارئة والاستشفائية. وهناك مختبرات تسعّر بعض الفحوصات على سعر صرف السوق السوداء، وعدد كبير من المختبرات توقّف عن إجراء عدد من الفحوصات. ويشير محفوض إلى أنّ الفاتورة الاستشفائية ارتفعت بشكلٍ إضافي، إذ يرفض عدد من المستشفيات احتساب الدولار على 1500 ليرة وبعض السلع والمستلزمات يحتسبها على سعر "اللولار" أو صرف السوق السوداء، "أمّا نحن في "آروب" فما زلنا نقف إلى جانب المؤمَّن ونسعّر بوليصة الاستشفاء على الشكل التالي: نصف ثمنها على سعر 1507 ليرة والنصف الآخر باللولار أو بالشيكات، ونتحمّل خسائر كل النفقات التي تُحتسب على سعر 1507 ليرات"....