السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

خفايا رومان أبراموفيتش... من يتيمٍ إلى ملياردير خاضع للعقوبات

المصدر: النهار
ابراموفيتش مع بوتين. (الصورة عن "رويترز").
ابراموفيتش مع بوتين. (الصورة عن "رويترز").
A+ A-
تبدو حياة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، مثيرة للاهتمام بتشعباتها وغناها بالتفاصيل التي تحاكي روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، والصراع المستمر مع الغرب. نشرت شبكة "BBC"، مقالاً تسرد فيه مفاصل وهو واحد من القلّة الأثرياء الذين تعرّضوا للعقوبات بعد الحرب في أوكرانيا. 
أصبح رومان يتيماً في سنّ الثالثة، لكنّه غدا أحد أغنى رجال العالم.وجرّدته صلته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أعماله التجارية وسمعته في الغرب. وبعد سنوات من المطالب بمزيد من التدقيق في تعاملات أبراموفيتش، جمّدت حكومة المملكة المتّحدة أصوله المملوكة للمملكة المتّحدة - بما في ذلك منازله وأعماله الفنية ونادي تشيلسي - وفرضت عليه حظر سفر.
 
 
من يتيم إلى رجل أعمال
 
ولد رومان أركاديفيتش أبراموفيتش في ساراتوف في جنوب غرب روسيا، على بُعد بضع مئات الأميال من الحدود مع أوكرانيا، في عام 1966. وتوفّيت والدته، إيرينا، بسبب تسمّم الدم عندما كان يبلغ من العمر عاماً واحداً، وتوفّي والده بعد ذلك بعامين. ونشأ أبراموفيتش على يد أقاربه، وقضى بعض الوقت في كومي، شمال غرب روسيا، حيث كانت الأموال شحيحة ودرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء.
 
وفي مقابلة نادرة لصحيفة الغارديان قال ذات مرّة: "لكي أقول الحقيقة لا يمكنني أن أصف طفولتي بأنّها سيّئة، في طفولتك لا يمكنك مقارنة الأشياء: يأكل المرء الجزر، ويأكل الحلوى، وكلاهما جيّدا المذاق. كطفل لا يمكنك معرفة الفرق".
ترك المدرسة في سنّ الـ16، وعمل ميكانيكياً وخدم في الجيش الأحمر قبل بيع الألعاب البلاستيكية في موسكو. وانتقل إلى صناعة العطور ومزيلات العرق، حيث اكتسب ثروته، بحيث أتاح الانفتاح الأكبر في عهد الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، مجالاً أكبر لرجال الأعمال. 
 
 
الشرق المتوحِّش
 
أدّى تفكّك الاتّحاد السوفياتي، ومعه قيادة الدولة للأصول المعدنية، إلى توفير المزيد من الفرص. واستولى رومان على شركة النفط Sibneft من الحكومة الروسية في مزاد مزوَّر عام 1995 مقابل نحو 250 مليون دولار (190 مليون جنيه إسترليني)، وقام ببيعها مرّة أخرى إلى الحكومة مقابل 13 مليار دولار (9،9 مليارات جنيه إسترليني) في عام 2005. ويقول محاموه إنّه لا يوجد أساس للادّعاء بأنّه جمع ثروة كبيرة جدّاً من خلال الجريمة. ومع ذلك، في عام 2012، اعترف أمام محكمة بريطانية بأنّه دفع مبالغ للمساعدة في استمرار صفقة Sibneft.
 
وانخرط رومان في "حروب الألمنيوم" في التسعينيات، حيث حارب الأوليغارشية من أجل السيطرة على هذه الصناعة الواسعة. وأثبت صلابته حيث جمع مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية وسط الفوضى.
 
دخول السياسة
 
أصبح رومان حليفاً للرئيس بوريس يلتسين ولاعباً في المشهد السياسي لموسكو ما بعد الاتحاد السوفياتي، حتى أنّه امتلك شقة في الكرملين لفترة من الوقت. وعندما استقال يلتسين في عام 1999، ورد أنّ أبراموفيتش كان من بين أولئك الذين دعموا رئيس الوزراء ومخبر الـ KGBالسابق، فلاديمير بوتين.
في عام 2000، انتُخب أبراموفيتش حاكماً لمنطقة تشوكوتكا المحرومة، في الطرف الشمالي الشرقي لروسيا، واكتسب شعبية بعد استثمار أمواله في الخدمات الاجتماعية، لكنّه استقال في عام 2008. وطوال الوقت، كان يحافظ على استمرار اهتماماته التجارية بزخارف الثروة وشراء اللوحات والمنازل والسيارات.
 
 
مكالمات لندن
 
في خطوة غير عادية لرجل يوصَف على نطاق واسع بأنّه هادئ، وحتى خجول، في عام 2003، شهر أبراموفيتش نفسه في جميع أنحاء عالم كرة القدم عندما اشترى نادي تشيلسي، أكبر نادٍ في غرب لندن، في صفقة بلغت قيمتها 140 مليون جنيه إسترليني. وتحت إدارة جوزيه مورينيو وآخرين، ساعدت ثروة أبراموفيتش تشيلسي في الوصول إلى خمس بطولات الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا مرّتين وخمس بطولات كأس الاتّحاد الإنجليزي.
 
وفيما تدفّقت أموال القلّة الأثرياء الروس إلى لندن في السنوات الأخيرة، يُعتقد أنّ محفظة العقارات الخاصة بأبراموفيتش تشمل قصراً من 15 غرفة نوم في حدائق قصر كنسينغتون في غرب لندن. ويُقال إنّ قيمتها تزيد عن 150 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى شقّة في تشيلسي ومزرعة في كولورادو، ومنزل على شاطئ الريفييرا الفرنسية. وتُعدّ يخوته - سولاريس والكسوف - من بين أكبر اليخوت في العالم، يمتلك أيضًا طائرة شخصية.
 
 
قضية التشهير
 
بالتأكيد لدى رومان الكثير من المال. وتقدّر وكالة "بلومبرغ" ثروة أبراموفيتش بنحو 13،7 مليار دولار (10،6 مليارات جنيه إسترليني)، ممّا جعله يحتلّ المرتبة 128 في قائمة أغنى شخص في العالم. وقدّرت "فوربس" ثروته بـ 12،3 مليار دولار (9،4 مليارات جنيه إسترليني)، ممّا جعله في المركز 142.
 
لكن ما هو محلّ تساؤل شديد مدى استقلاليته عن بوتين. ففي العام الماضي، رفع أبراموفيتش دعوى قضائيّة ضدّ دار النشر هاربر كولينز بتهمة التشهير بسبب كتاب "شعب بوتين" لكاترين بيلتون، زعم أنّ الرئيس الروسيّ أمره بشراء تشيلسي. واستقرّ الطرفان خارج المحكمة ووافق الناشر على تقديم بعض الإيضاحات. لكنّ ارتباطات أبراموفيتش ببوتين استمرّت في ملاحقته، لاسيّما عندما تراكمت القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم