"حرب اللحوم" في لبنان... الدولة هي الحلقة الأضعف

 عادة ما تحرص الدول في الأزمات على عدم انهيار أمنها الغذائي لأن ذلك يُعدّ أهم عامل في سقوط الأنظمة عبر الفوضى. على مدار أشهر، دعمت الحكومة اللبنانية سلّة غذائية، كانت مكوناتها اشبه بجوهرة مفقودة يتقاتل الشعب على شرائها في حال وُجِدت في السوق. اللحم الأحمر، كان إحدى المواد الغذائية التي تعرضت لارتفاع جنوني في سعرها، واحياناً اختفى أثره من الملاحم. حتى أن الأسعار تضاعفت وما هو مدعوم بات معدوما. وقبل أيام بتنا نلاحظ أن متاجر اللحوم تعلّق على واجهاتها لافتات تروّج لإحدى شركات استيراد المواشي، وتؤكد أن السعر هو 42 ألف ليرة لكيلو لحم البقر المفروم و45 ليرة لكيلو الهبرة عملاً بتسعيرة وزارة الاقتصاد، وكأن سحراً أصاب اللحامين والتجار. ولكن ما السبب الذي سبق له أن أدى إلى فقدان هذه السلعة من السوق أو رفع أسعارها؟ وهل احتدام المنافسة وشحنات الابقار التي وصلت إلى المرفأ ساهمت في تحويل الذئب إلى حمَل؟ أساس المشكلةيؤثر في سوق اللحوم في لبنان أربعة تجار كبار حصة أحدهم، وهي شركة سليمان للمواشي، 30% من حركة السوق، تليها شركات خليفة، مصري والعشي.وبالنسبة الى الدعم، لم يشأ التجار أن تكون حصة كل منهم كغيره من التجار، لذا انبرى أحدهم وادّعى أن تجارة المواشي هي لطائفته فقط، مطالباً بكوتا من الدعم، وهو ما حصل عليه دون البقية، واستحوذ على نسبة 18% قابلة للارتفاع عندما يدخل السوق بنفسه عبر تجار صغار أو يتحالف كما هي الحال مع تجار كبار. رغم حصول المستوردين على موافقة وزارة الاقتصاد للاستفادة من الدعم، إلا أن تأخر الحصول على الأموال دفع التجار إلى اتخاذ إجراء بحق المواطنين وحجز المواشي، ما أدى إلى فقدانها ورفع سعرها. هذا القرار الجماعي بحجب اللحوم عن السوق، حاولت شركة عشّي غروب لتجارة المواشي أن تكسره، إلا أن أحد أصحابها تعرض لاعتداء جسدي مباشر، دفعه إلى السكوت والكف عن الذبح والتوزيع. ووصلت الخلافات بين التجار إلى حد إطلاق النار على عبد السلام سليمان على مقربة من وزارة الاقتصاد وسط العاصمة وكانت النيران على وشك أن تردي بنجل سليمان.  إلا أن منافسة استجدت بين مستوردي...