"النقابة تنتفض" تُنهي عقدين من سيطرة الأحزاب على نقابة المهندسين

المهندس ميشال عقل 1) في مرحلة مأسوية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، استشعرت مجموعات مهنية هندسية عريقة بالشراكة مع مهندسي قوى سياسية وطنية غير متورطة بفشل النظام السياسي الإقتصادي الإجتماعي المالي، بالمسؤولية الوطنية- النقابية، فأخذت بالتلاقي والتجمع وصولاً الى التحالف فالاتحاد، بهدف إعطاء جرعة أمل مُثلّثة الأبعاد، داخل نقابة المهندسين، وعلى امتداد قوى الانتفاضة، وعلى المستوى الوطني بعامة، بعدما بلغ اللبنانيون مستويات متقدمة من اليأس والبؤس والهجرة والعجز. هذه الانتفاضة من شأنها إعادة تحفيز اللبنانيين للعمل على الخروج من هذه الجحيم التي أوصلتنا إليها الطبقة السياسية-الإقتصادية بكل مكوّناتها وأحزابها. 2) هكذا ولدت من قلب الأحزان ومن رحم انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 الميمونة ظاهرة "النقابة تنتفض". وهي تحالف نقابي مهني هندسي يضم 24 مكوّناً نقابياً مُلتزماً، بما فيه المنظمات الهندسية التابعة لقوى سياسية تقدمية يسارية وليبيرالية حديثة ومتجددة. تأسس هذا التجمع وفق معيارين لا ثالث لهما. الأول يقضي بأن تكون أية مجموعة منضوية فيه، غير مشاركة في النظام السياسي الفاشل والسلطة والأحزاب التي أخذت لبنان الى الجحيم، والثاني يشترط التزام مبادئ الثورة والشراكة العلنية والعملية في انتفاضة 17 تشرين المشهودة. هكذا وعلى مدى سنة ونصف السنة، عملت هذه المجموعات بجدية وعلمية خلال الاجتماعات والخلوات الطويلة الهادئة والهادفة على إقرار مبادئها وثوابتها، وتشكيل هيئاتها العامة والادارية ولجانها المتخصصة، مُلتزمة على الدوام المبدأين المذكورين أعلاه كشرطين ملزمين لها ولانضمام أية مجموعة جديدة إليها. كما التزمت كل المكونات الديموقراطية والمساواة والشفافية في اتخاذ القرارات وصولاً الى اختيار المرشحين للانتخابات وفق معايير كان التزامها شديد الوضوح والشفافية. كما أقرت وأطلقت البرنامج الانتخابي-الوطني والحملة الإعلامية وصولاً الى التمويل الذاتي والى اعتماد الشراكة مع قوى وهيئات في المجتمع المدني ذات الصلة بالمهنة والإنتفاضة.  هنا علينا...