الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اكتشاف حفريات تعود لـ"الوحش المجنون" في مدغشقر عاش بين الديناصورات قبل 66 مليون عام

المصدر: النهار
غرافيتي عن بوعزيزي في سيدي بوزيد. (أ ف ب)
غرافيتي عن بوعزيزي في سيدي بوزيد. (أ ف ب)
A+ A-
إكتشف الباحثون حفريات لحيوان ثديي قديم يُدعى "الوحش المجنون" عاش قبل حوالى 66 مليون عام بين الديناصورات والتماسيح العملاقة في مدغشقر، وهو لا يشبه أي حيوان ثديي معروف على الإطلاق، سواء حياً أو منقرضاً.
 
وهذه الثدييات، وهي بحجم حيوان الأبوسوم "الفأر الجرابي"، لديها مزيج من الخصائص الغريبة التي لم تتوفر معاً من قبل.
وتسلط هذه الثدييات الضوء على التطور الغريب الذي يمكن أن ينشأ عندما يحدث التطور في معزل، على جزر مثل مدغشقر، والتي تعد موطناً لأنواع أخرى من الحيوانات، حية ومنقرضة، لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
 
ونشرت دراسة أولية تصف اكتشاف "الوحش المجنون"، في نيسان الماضي في مجلة "Nature"، وأعقب ذلك إصدار خاص من سلسلة مذكرات جمعية علم الأحافير الفقارية، الذي نُشر يوم الجمعة الماضي.
 
ويعد الهيكل العظمي لهذا الحيوان الذي ينتمي إلى فصيلة من الثدييات تسمى غوندواناثيريانز "Gondwanatherians"، وهو حيوان ثديي عاش في القسم الجنوبي من قارة عظيمة بدائية، غندوانا، هو الأكثر اكتمالاً وبحالة جيدة من الحفظ.
ويمكن مشاهدة الأحافير من حقبة الدهر الوسيط، ما بين 65 مليونا و 252 مليون عام مضى، متناثرة، بما في ذلك عناصر مثل الجمجمة، وأجزاء من عظم الفك والأسنان.
 
ولكن هذا الحيوان الثديي، الذي يشبه إلى حد ما حيوان الغرير بحسب تصور مرسوم بناءً على هيكله العظمي، بحالة حفظ جيده للغاية لدرجة أنه يتضمن نسيجاً غضروفياً، وعظاماً صغيرة، وذيلاً قصيراً.
 
وأطلق الباحثون عليه اسم  "Adalatherium hui"، وهو اسم هجين يجمع بين الكلمة الملغاشية التي تعني "مجنون" والكلمة اليونانية التي تعني "الوحش"، بينما كلمة "hui" تعد إشارة إلى المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة ستوني بروك، الراحل ياومينغ هو.
 
والحيوان عاش بين الديناصورات والتماسيح القديمة قبل أن يقضي عليه اصطدام الكويكب بالأرض قبل 66 مليون عام في نهاية العصر الطباشيري.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي وأمين متحف الحفريات الفقارية في متحف دنفر للطبيعة والعلوم ديفيد كراوس، وهو أستاذ فخري في جامعة ستوني بروك، في نيسان الماضي: "بما نعرفه عن تشريح الهيكل العظمي لجميع الثدييات الحية والمنقرضة، من الصعب تخيل أن حيواناً ثديياً مثل آدالاثيريوم قد تطور؛ فهو يتخطى الكثير من القواعد".
 
ويحتوي الهيكل العظمي للحيوان على عدد من الميزات الغريبة التي لا يستطيع الباحثون اكتشافها تماماً.
وعلى سبيل المثال، كان لدى حيوانات " آدالاثيريوم" ثقوب في وجهها أكثر من أي حيوان ثديي معروف، بحسب ما قال كراوس.
 
وشكلت هذه الثقوب ممرات للأوعية الدموية والأعصاب، ما أدى إلى أنف حساس للغاية كان مغطى بشعيرات. كما كان فيه ثقب كبير في الجزء العلوي من الخطم لا يمكن مقارنته بأي حيوان ثديي معروف منقرض أو يعيش حالياً.
 
ولا يمكن مقارنة أسنان " آدالاثيريوم" مع باقي الثدييات، فهي منظمة بطريقة غريبة لا يمكن تفسيرها، كما وصف كراوس أن أسنانه الخلفية تبدو وكأنها "من الفضاء الخارجي".
 
ومن جانبه، أوضح سيمون هوفمان، المؤلف المشارك للدراسة والأستاذ المساعد في قسم التشريح بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، أن الساعدين والكتفين يمكن مقارنتهما بهيئة القطط والكلاب، ما يعني أن وضعيتهما كانت تحت الجسم، وهو أمر غير معتاد للغاية بالنسبة للثدييات المبكرة التي سارت مثل الزواحف.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم