السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

اتّهام الجامعة الأميركية في كابول بـ"وكر الكفار"... نزوح طلاب إلى العراق: "فوجِئنا بالأمان"

المصدر: "النهار"
الجامعة الأميركية في السليمانية استقبلت مئات الطلاب الأفغان.
الجامعة الأميركية في السليمانية استقبلت مئات الطلاب الأفغان.
A+ A-
مع اقتراب حركة "طالبان" من العاصمة الأفغانية، في آب الماضي، بدأ بعض طلاب الجامعة الأميركية في كابول البحث عن طريق للفرار، وهم ممن يعتبرونهم "كفّاراً"، بحسب تقرير لصحيفة "النيويورك تايمس".

فالحركة التي سيطرت بالفعل على البلاد في منتصف آب، كانت تصف الجامعة، التي تموّلها الولايات المتحدة، بأنّها "وكر للكفار" وتعتبر الطلاب بأنهم "جواسيس"، وأغلقت بالفعل المدارس الثانوية والجامعات.

ومع اقتراب "طالبان" من كابول، قامت ندى، وهي طالبة كانت تعمل أيضاً بدوام جزئي في الجامعة، مع زملائها، بجمع المستندات التي استطاعوا تدميرها وإحراقها على مدار أربع ساعات، "حتى لا تتمكن (طالبان) من العثور على أسماء وعناوين الطلاب"، حيث كان الطلاب والموظفون يخشون من أن تلاحقهم الحركة وتقتلهم مع عائلاتهم.

وفي تلك الليلة من أوائل شهر آب، عندما أحرقت ندى الأوراق، وتم بالفعل إجلاء الموظفين الأجانب في الجامعة إلى مجمع أمني تديره بريطانيا قرب مطار كابول.

وعندما وصلوا أخيراً إلى بوابة المطار مع الموظفين الأجانب، منعهم الجنود البريطانيون من الدخول، بحجة أنّهم أفغاناً وليسوا أجانب، وقالت: "طردونا من المطار إلى منطقة تسيطر عليها (طالبان). كنا في وضع سيّئ للغاية".

وفي 21 آب، استطاعت ندى مع بعض زملائها الوصول إلى رحلة إجلاء قطرية، كانت مغادرة إلى العراق، وتقول: "لم يكن لدينا خيار آخر".

لم تخبر ندى عائلتها بأنها ذاهبة إلى العراق، وتقول: "كل ما كنا نسمعه عن العراق هو تنظيم (داعش) والتفجيرات". ولم يكن العراق وجهة أولى عندما كان الطلاب الأفغان يبحثون عن ملاذ آمن لهم، إذ قالت ماشال (24 عاماً)، لنفسها عندما علمت وزملاؤها أنّ رحلة الإجلاء ستنتهي في العراق: "تركنا (طالبان) وراءنا وسنواجه الآن (داعش)".

لكن ماشال، التي كانت ضمن أول مجموعة من الطلاب الأفغان الذين يصلون إلى الجامعة الأميركية في السليمانية، قالت للصحيفة إنّ هذه المخاوف ثبتت في ما بعد أنّها غير صحيحة.

وتقع مدينة السليمانية شرق إقليم كردستان العراق، قرب الحدود مع إيران، وهي مدينة ليبرالية مليئة بالحدائق والمقاهي والمطاعم، وتعتبر الأكثر أماناً في العراق.

وفوجئ الطلاب باستقبال من رئيس الجامعة وأساتذتها بباقات من الزهور في منتصف الليل، في حرم جامعي بلا جدران عالية أو دوريات أمنية.

وانتقل حتى الآن 109 طلاب أفغان إلى الجامعة الأميركية. ويُتوقَّع أن يصل العدد في النهاية إلى 300 طالب.

وتعهّد الرئيس العراقي برهم صالح، مؤسِّس الجامعة في السليمانية وهو لاجئ سابق، باستقبال ما يصل إلى 300 طالب والسماح بدخولهم بدون تأشيرات أو حتى جوازات سفر في بعض الحالات.

وقال رئيس الجامعة الأميركية في كابول، إيان بيكفورد، إنّه تم إرسال 106 طلاب آخرين إلى الجامعة الأميركية في آسيا الوسطى في قرغيزستان، ونحو 200 إلى دول أخرى، بما في ذلك باكستان والولايات المتحدة، فيما يتبقى 375 طالباً آخرين من الجامعة الأميركية في أفغانستان، إلى جانب العديد من الموظفين ومئات الخريجين، بحسب بيكفورد، إذ أن الكثير منهم مختبئون من حركة "طالبان".

وفي حين أنّه بإمكان الطلاب الباقين في أفغانستان استكمال دراستهم عبر الإنترنت، فإنّهم يعانون من سوء شبكة الإنترنت البطيئة، كما أنهم لا يشعرون بأنهم سيكونون في دائرة اتصال آمنة.

ومع ذلك، لا يزال العديد من الطلاب الذين نقلوا إلى العراق، مصابين بصدمة من فقدان وطنهم، وعدم اليقين بشأن مستقبلهم في أرض غريبة عليهم، كما يطاردهم القلق على عائلاتهم التي تركوها وراءهم.

لم يستطع مجتبى، الذي انتقل إلى السليمانية في تشرين الأول الماضي، النوم من كثرة الطائرات التي كانت تغادر مطار كابول طوال أسابيع آب الماضي، ليس بسبب الصوت فقط، "ولكن من كثرة العظماء الذين كانوا يغادرون البلاد خوفاً من (طالبان). كان الأمر مدمّراً".

أما الآن، وقد أصبح مجتبى، الذي يدرس الحقوق، وكان يقوم بتدريس اللغة الإنكليزية وأدار أول ناد للكتاب في كابول، واحداً ممن غادروا البلاد، فإنّه "مصمم على العودة إلى أفغانستان عندما يستطيع المساعدة في إعادة بنائها"، وفق وصفه.

وعرض مجتبى مقاطع فيديو لأخيه وأخته يقرآن بواسطة مصباح يدوي أثناء انقطاع التيار الكهربائي في كابول. وبينما لا يزال شقيقه يذهب إلى المدرسة، فقد أُجبرت شقيقته، طالبة الصف التاسع، على التوقف بعد أن أغلقت "طالبان" المدارس الثانوية للبنات.

أما مرتضى (22 عاماً)، الذي يدرس القانون أيضاً وتم نقله إلى السليمانية، فيقول إنّه "يفتقد كابول بالرغم من أننا كنا نعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، ولم نشعر بالأمان، فإنّها كانت مسقط رأسي وبلدي. كانت روحي وقلبي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم