الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

احتجزته "طالبان" بتهمة التجسّس... جندي بريطاني سابق يحذّر من كارثة إنسانية

المصدر: "النهار"
الجندي السابق بن سلايتر.
الجندي السابق بن سلايتر.
A+ A-
قرّر جندي بريطاني سابق كان أسيراً لدى حركة "طالبان" المكوث في المنطقة للمساعدة في عمليات الإجلاء من أفغانستان التي تشهد كارثة "على المستوى الإنساني"، بحسب تعبيره.

وفي التفاصيل، أورد موقع "مترو" أنّ الجندي السابق بن سلايتر، 37 عاماً، "وصل إلى قطر يوم أمس بعدما أفرج المتشدّدون عنه، لكنه ينوي الآن التوجّه مباشرةً إلى مكاتب شركته في باكستان على الرغم من تعرّضه للضرب والاستجواب".

وقد روى أنّ حركة "طالبان" عاملته وكأنه "جاسوس لجهاز المخابرات الداخلية البريطانية على طريقة جيمس بوند، وأخضعته لأساليب المعاملة على طريقة غوانتانامو خلال احتجازه لمدة خمسة أسابيع بتهمة التجسّس".

وكان سلايتر الذي يتولّى رئاسة مجموعة Nomad Concepts Group، وهي منظمة إنمائية دولية، قد مكث في أفغانستان بعد انسحاب التحالف منها في آب الماضي، بهدف مساعدة موظّفي المجموعة وآخرين على المغادرة.

وهو يتواجد حالياً في الدوحة التي وصل إليها ليل أمس بعد الوساطة التي قام بها وفد بريطاني رفيع في كابول للإفراج عنه.

وقد صرّح الجندي السابق لموقع "مترو" أنّه ينوي التوجّه إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد لمتابعة الإشراف على إجلاء باقي الموظفين وسواهم من كابول في خضم ما تشهده أفغانستان من "أحداث ذات وقع إنساني".

أضاف: "كانت الأسابيع الخمسة الأخيرة حافلة بالأحداث. الأسوأ كان في البداية حين اعتقدوا أنّني عميل لجهاز المخابرات الداخلية البريطانية، على طريقة جيمس بوند، ما يعني أنّني فقدت كرامتي وجميع حقوقي".

وتابع: "احتُجزت في تورخام لمدة ثلاثة أيام ثم نُقِلت إلى جلال أباد التي هي أشبه بسجن غوانتانامو وتُستخدَم في الاستجواب والتعذيب. اعتقدوا أنني جاسوس، وعاملوني بطريقة مماثلة للمعاملة التي لقيها معتقلو غوانتانامو على أيدي الأميركيين. تعرضت للضرب، ووضعوا أكياساً على رأسي، وكبّلوا يدَي. كان السجن حاراً ومكتظاً. وكنت موجوداً هناك مع عناصر من (الدولة الإسلامية) و(داعش)، ومع مجرمين ومافيويين، ومع عناصر من القوات الخاصة كانوا تابعين للحكومة السابقة، وباكستانيين".

كما روى أنّه لدى وصوله إلى جلال أباد، منعوه من التكلّم وقالوا له "اصمت، أنت جاسوس"، ثم بدأوا بضربه: "كان الأمر أشبه بما يفعله المتنمرون في ملاعب الأطفال حيث يتحلق عشرة أشخاص حول شخص واحد. وكل ما أمكنني فعله هو حماية مفاصلي ورأسي". أضاف: "ضربوني بأقدامهم وأكواعهم، وكان ذلك مؤلماً جداً. وقد تحمّس بعضهم وأحضروا حبالاً وما شابه، لكنهم هدأوا بعد ذلك. وفي ختام الأسابيع الخمسة، أظهر بعض الحرّاس احترامهم وحبّهم لي، وما زلنا نتواصل من خلال الواتساب. حتّى إنّهم أرسلوا إليّ صوراً لأحد السجون".

وقد تحسنت ظروف احتجازه بعدما اكتشف عناصر "طالبان" حقيقة عمله، واستفاد سلايتر من تجربته في الجيش على امتداد عشر سنوات ليستعيد رباطة جأشه بعد سوء المعاملة الذي تعرّض له في البداية. وفي 5 تشرين الأول أُخلي سبيله من دون إشعار مسبق، ونُقِل مع الوفد البريطاني إلى الدوحة على متن طائرة عسكرية قطرية.

يقول عن قراره بالذهاب إلى باكستان للمساعدة في عمليات الإجلاء: "هناك سيدات معرضات للخطر وحكومات ومنظمات أخرى تطلب منا المساعدة. الفوضى عارمة، ولا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة"، معتبراً أن ما يجري في أفغانستان "مخيف جداً. إنه كارثي. يبدو الأمر وكأن بلداً بكامله شُطِب من الكرة الأرضية".

وعلّق قائلاً: "ما يجري يجعلك تطرح علامات استفهام حول الإنسانية. هناك سيدات يبعن أطفالهن لتأمين القوت لعائلاتهن لأسبوع واحد. يلقى الأشخاص حتفهم بسبب سوء التغذية. لا مال، ولا اقتصاد، ولا وظائف، ولا طعام".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم