السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قصة هندي... من صانع سجائر إلى قاض في محكمة أميركية

المصدر: BBC
القاضي الهندي سوريندران ك. باتيل.
القاضي الهندي سوريندران ك. باتيل.
A+ A-
احتل اسم المحامي الهندي الأصل سوريندران ك. باتيل عناوين الصحف في وطنه الأم بسبب مسيرته المهنية الاستثنائية، وبعد أن أدى، اليمين كقاض في محكمة أميركية، الأسبوع الماضي.
 
وفي تقرير للـBBC، أضاء على حياة باتيل، واصفاً إياها بأنها رحلة صبي فقير، تحول من صانع سجائر يدوية في الهند إلى قاض في الولايات المتحدة.
 
تم تعيين باتيل، البالغ من العمر 51 عاماً، وهو من مواليد ولاية كيرالا جنوب الهند، قاضياً في المحكمة الجزائية 240 في مقاطعة فورت بيند بولاية تكساس.
 
يقول باتيل إن عماد مسيرته المهنية "العمل الجاد والتصميم والكثير من النضال".
 
وبحسب التقرير، قضى باتيل طفولته في فقر مدقع، حيث كان والداه من العمال المياومين ويكسبان أجراً زهيداً بالكاد كان يكفي لإطعام أطفالهما الستة. خلال مرحلة الطفولة كان يلف بيديه السجائر التقليدية "حتى نتمكن من تناول ثلاث وجبات في اليوم"، كما يقول، مضيفاً: "كنا نسهر معاً أنا وشقيقتي الكبرى حتى وقت متأخر من الليل للقيام بذلك".
 
عندما بلغ سن المراهقة، ترك المدرسة لأنه لم يحصل على علامات جيدة في امتحاناته. كان على وشك الاستسلام للأمر الواقع والقبول بنصيبه في الحياة بعد أن فارقت شقيقته الكبرى الحياة، تاركة وراءها طفلة كانت تبلغ من العمر 15 شهراً.
 
 
وقال للـ"بي بي سي": "تم التحقيق في موتها والنتيجة كانت أنها أقدمت على الانتحار لكنني شعرت أنه لم يتم تحقيق العدالة. وما زال موتها يطاردني". وهذ ما دفعه إلى إعادة التفكير في مستقبله، فعاد إلى المدرسة ودرس بجد.
 
لكنه غالباً ما كان يضطر إلى التغيب عن الدروس بسبب العمل. وبعد تحقيقه نتائج جيدة قرر درس القانون.
ظل الوضع المالي لباتيل يفرض عليه تحديات كبيرة، لكن كرم الأشخاص الذين التقى بهم طوال مسيرة حياته ساعده كثيراً.
وكان أوتوب، صاحب فندق في ولاية كيرالا، أحد الذين ساعدوه، ويقول باتيل: "قلت له إذا لم توظفني، سأضطر إلى إيقاف تعليمي، فحصلت على وظيفة في قسم ترتيب الغرف". واستمرت علاقته بصاحب الفندق حتى وفاته.
 
حصل باتيل على شهادة جامعية في العلوم السياسية عام 1992 قبل أن يدرس القانون.
 
بعد أربع سنوات، حصل على وظيفة لدى محام يدعى بي. أبوكوتان، وبدأ العمل في بلدة هوسدورغ في منطقة كاسارغود، في ولاية كيرالا. وقال أبوكوتان للـ"بي بي سي": "لقد كان متحمساً جداً لدرجة أنني وثقت به، وأوكلت إليه جميع أنواع القضايا المدنية لأنه كان قادراً على أداء مهامه تماماً".
 
عمل باتيل هناك لمدة عشر سنوات إلى أن حصلت زوجته سوبها على وظيفة في مستشفى بالعاصمة الهندية دلهي. قرر أن يتبعها لأنه "لم يرغب أبداً في أن يقف في طريق مسيرتها المهنية".
 
في دلهي، عمل لبضعة أشهر مع محام يرافع أمام المحكمة العليا، قبل أن تضطر زوجته إلى الانتقال مرة أخرى، لكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة. ويقول باتيل: "على الرغم من أنني لم أكن سعيداً بترك مهنتي ورائي، لكنني تبعتها، ومن دونها، لما كنت قد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".
 
انتقل الزوجان إلى تكساس في عام 2007، حيث عمل باتيل في محل بقالة لبعض الوقت قبل أن يدرك أنه يمكنه التقدم لامتحان نقابة المحامين في تكساس، ثم حصل على شهادة في القانون الدولي.
قرر الترشح لمنصب القاضي بدعم من الحزب الديمقراطي، لكنه مر ببعض التجارب السيئة، فعلى سبيل المثال، تعرض للسخرية بسبب لهجته الهندية أثناء حملته الانتخابية.
ويضيف: "لكن ذلك لم يحد من طموحي ولم أبالي بذلك، يمكن للحملات الانتخابية أن تكون شرسة أحياناً. أعتقد أنه لا يهم المدة التي تعيشها هنا، الأهم هو المدة التي خدمت فيها المجتمع".
 
ويعتبر أن الرحلة إلى أميركا كانت تستحق العناء. "لقد أصبحت مواطناً أميركياً في عام 2017 ، والآن، فزت في الانتخابات. لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث في أي بلد آخر".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم