السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العيّوقة القاسية – الحلقة التاسعة... "يا هناء! يا قهّارة متل بيّك!"

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"يا هناء! يا قهّارة متل بيّك!".
"يا هناء! يا قهّارة متل بيّك!".
A+ A-
(مع الزربة في المنزل، نزور رواية ماري بوبينز التاريخيّة من وجهة نظر سجينة وباء لحقته قنبلة نوويّة).
 
ومن بعد ما باس المستر بانكس مرتو، المسز بانكس ع طرف منخارا الأعوج يالّلي كسرتو بأول سنة زواج بعد ما لقطتو لزوجا عم بيخونا مع جارتا جافيل ونزلت فين بوكسات، وبالغلط ضربت حالها بوكس، راح ع المدينة. ووقت بيكون بالمدينة، كان المستر بانكس يقعد ع كرسي ضخم، ضخم يعني بتساع لحماتو المهرهرين يالّلي ربّاهن عالمناقيش وساندويشات الأورمة، وإدّامو مكتب ضخم قادر يعبّي محلّلو إدّام كيلوهات المستر ما غيرو المتراكمة متل أمراض هناء الوهميّة، وكان يعمل مصاري!
إيه، إيه، كان المستر بانكس يعمل كتير مصاري!
 
 
وبهاللحظة بالذات، بإحدى شقق الأشرفيّة المهترئة، بتنطّ كلبتا لهناء، المدعوّة، "فريز"، على إمّا لهناء، المدعوّة فرفورة، وبتبلّش تلحوسا وتغمرها بالحنان غير المطلوب. وبتصارع فرفورة يالّلي نازلة فتك بصحن الفوارغ يالّلي طلبتو خلسة من عند "أفران فيروز" لتتخلّص من "فريز". وما بين لعقة وأخرى، بتصرخ فرفورة هيّي وعم تلتقط أنفاسا وتبصق في الطريق مخلّفات الفوارغ:"يا هناء! يا ملعونة! يا قهّارة متل بيّك بزماناتو وقت كان مفكّر حالو دون جوان، تعي شيلي هالمجنونة عنّي. راح إبلع لساني!". وبيقترب الكاتب الكبير سمران الكوراني من مرتو المدعوّة فرفورة، وبيقلّلها بوقار وكأنّو عم يقدّم أمسية شعريّة إيام العز قبل ما يخرف ويبطّل ذاكر مينوّي:"أهو ده الّلي صار! ما لكش حق تلوم عليّي!". وهناء، بتجرجر حالها هيّي ومربطة عنقها وضهرها وركبتها من كترة الأوجاع وبتهمس عآخر نفس:"فريز، نو مامي، نو، تركي التيتا تاكل الفوارغ وتموت بسلام بالسكتة القلبيّة". وفوق بالسما الزرقا هيّي والعيّوقة القاسية ماري بوبينز طايرة بسلام وهالحمامات المهاجرة عم تبتسملها بحنان، بتطلّع هيك صوب منزل الكازانوفا شادي يالّلي عم بيقضّي فترة الحجر هرباً من جائحة "زورونا" هوّي وعم يسكر ويحلّق بطيّارات وهميّة، وبتلمحو مدندل إجريه هوّي ولابس "مشّاية" من عند "الأرتيزانا". بتزم عيونا وشفافا هيك بلحظة تواطئ مع حوا، وبتقول لنفسها:"ميموشكا، لقد وجدنا فريستنا قبل إقتحام منزل آل بانكس الموتورين".
وفرفورة عم تختنق بالفوارغ وحب "فريز" القاتولي على وجّها، بتصرخ وكأنّها عم بتنازع:"يا قهّارة ! شيلي هالمعتوهة عنّي".
 
وهناء، هيّي وصافنة بوالدها سمران الكوراني يالّلي عم يشكر المعجبين غير المنظورين هوّي وعم بيهز راسو ويلوّحلن بإيدو، بتهمس هيّي وعم تشروق دموعا:"نو مامي، فريز، تركي التيتا تموت موتة طبيعيّة".
 
 
والكازانوفا شادي، بيقرّر بهاللحظة إنّو يفتح قنينة الويسكي الهنديّة يالّلي صديقو الزبّال، كومار، قدّملو ياها، وبيدندل إجريه المزيّنين بمشاية الأرتيزانا، وبينقز وقت بيسمع حدن عم بيدق ع الباب بطريقة سمّاويّة.
 
والجليلة شارلوت بتنكزو لزوجا يوسف وبتقلّلو بفخر وإعتزاز:"لو ما كنت غير شكل، ما كنت تزوّجتك. بتعرف أدّيش في رجال طلبوني؟ بس كنت أنا صعبة المنال. أنا شارلوت، قريبة البونا يوسااااف. وجدّك يا هناء كان يروح ع المدرسة عالحمار. أو يا يوسف، دخلك كان يروح ع الحصان؟".
(يتبع).
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم