الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

الرُسوم الجيوسياسيّة المُتحَرِّكة مِنَ الشَرق مُجدَّداً! تكامُل وتنافُس عِمْلاقَيْ آسيا، الصين والهِند! (3)

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
المحامي كارول ساباشَهِدَ القرن العشرون تحوُّلات جيوسياسيّة مُهمّة كان لها عَواقِب كَبيرة على تطوّر جيوسياسيات أوروبا والعالم، فالتنافسيّة المصلحيّة أفقدت الغرب الأوروبي تقدُّمَهُ الذي كان واسعاً على إمبراطوريات الشرق الآسيويّة التي كانت، بالرغم من عَراقتِها التاريخيّة، خاضِعة له اقتصاديّاً وعَسكريّاً وتكنولوجيّاً. فانتهى القرن العشرين واليوم بخُضوع الغرب الأوروبي لِعَظمة قُدُرات الصين المُتوَثِّبة بجيوسياسيّة تَوَسُّعية عالميّة، واستِجداء تطوير العلاقات معها. وانتهى أيضاً، ولا يَزال يَستمرّ، بِقوة، بمُغازلة هذا الغرب الأوروبي للعملاق الآسيوي الآخر، الهند، الذي يَصعد نجمُه كالشهب وتَتنامى قُدراته البَشريّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة والعسكريّة كالبرق. فزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس ماكرون لنيودلهي هذه الأيام خير دليل على ضرورة مُغازلة ومُصادقة هذا العملاق الذي يُنافس الصين في المُحيط الهندي وفي العالم.كيف تراجعت أوروبا الغربية مِن مَوقع القوة الضاغِطة إلى القوة المَضغوط عَليها والتي تطلُب القُرْب مِن جيوسياسيّات الشرق التي لا تشبهُها؟ الجواب يكمن عامة في التنافسيّة التي تتَحَكَّم بثلاثة جيوسياسيات، البريطانيّة، الفرنسيّة والألمانيّة، وخاصة، في نيّة هذه الجيوسياسيات الثلاثة إعاقة قوة الجيوسياسيّة الروسيّة. فروسيا القيصريّة كانت مُهيّأة في بداية القرن العشرين، لتكون قوة عُظمى اقتصاديّة، صناعيّة وماليّة ليبراليّة بين أوروبا وآسيا، الجسر بين أوروبا غربية محدودة المساحة وبين المساحات الآسيوية الكبرى. وحدها الإمبراطورية الروسية التي توسَّعت شرقاً وغرباً، كانت بوَجْهَيْها الشرقي والغربي، قادِرة على أن تكون ذلك الجسر العتيق الذي يَربط ويَشبُك كل هذه العَوالم. لذا أمسى هذا الجسر هدفاً يَجب إسقاطُه. فتراكُمات الانفتاح الروسي الإيجابية على أوروبا الليبرالية، بدأت منذ عهد القيصر بطرس الكبير، مُروراً بتراكُم عَناصِر القوّة الذي حققته امبراطورة روسيا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم