السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

23.00 بتوقيت غرينتش... تدق ساعة الطلاق النهائي بين بريطانيا وأوروبا

المصدر: النهار
رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال يعرضان نسختين من الاتفاق التجاري مع بريطانيا لمرحلة ما بعد بريكست بعد التوقيع عليهما في مقر الاتحاد الاوروبي ببروكسيل أمس.(أ ف ب)
رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال يعرضان نسختين من الاتفاق التجاري مع بريطانيا لمرحلة ما بعد بريكست بعد التوقيع عليهما في مقر الاتحاد الاوروبي ببروكسيل أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس، الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد بريكست والذي سيدخل حيز التنفيذ اليوم في الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش.
وقع المسؤولان وخلفهما أعلام اوروبية نص الاتفاق أمام الكاميرات والمصورين. وستنقل هذه الوثائق جوا بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ليوقع عليها رئيس الحكومة بوريس جونسن بالأحرف الأولى.
وعشية الخروج البريطاني من السوق الاوروبية الموحدة، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمام مجلس العموم المجتمع لمناقشة الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست :"سنصير جارة ودية وأفضل صديق وحليف يمكن للاتحاد الأوروبي الحصول عليه وسنعمل يدا بيد عندما تكون قيمنا ومصالحنا على تناغم مع احترام رغبة الشعب البريطاني السيد بالعيش في ظل قوانينه الخاصة".
وهنا المحطات الكبرى في البناء الاوروبي منذ ستين عاما، من معاهدة روما الى بريكست، مرورا باستحداث منطقة اليورو وأزمة الهجرة:
 
وثيقة ولادة الوحدة الأوروبية 
في التاسع من أيار 1950، وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الانتاج الفرنسي- الألماني للفحم والفولاذ في اطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا.
وقعت معاهدة باريس التي نصت على انشاء "مجموعة الفحم والفولاذ" بعد عام واحد في 18 نيسان 1951، وولدت بذلك أوروبا "الدول الست" (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).
وفي 25 آذار 1957، وقعت الدول الست المعاهدة المؤسسة لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وهي سوق مشتركة قائمة على التنقل الحر مع الغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. انشئت المؤسسات مطلع 1958.
وفي كانون الثاني 1973، انضمت بريطانيا والدانمارك وإيرلندا الى المجموعة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995).
وشكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من شباط 1992. وهي تنص على الانتقال الى عملة واحدة وتنشئ اتحادا أوروبيا.
واعتبارا من كانون الثاني 1993، باتت السوق الواحدة واقعا مع حرية تبادل السلع والخدمات وتنقل الأشخاص ورؤوس الأموال. في آذار 1995 سمحت اتفاقات شنغن للأوروبيين من السفر من دون تدقيق عند الحدود.
 
اليورو وأوروبا الـ28
في الأول من كانون الثاني 2002، دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. اختارت الدانمارك وبريطانيا والسويد فقط الابقاء على عملاتها الوطنية.
وبعد سقوط جدار برلين في 1989، توسع الاتحاد تدريجا ليضم دولا من شرق أوروبا. 
وانضمت عشر دول جديدة الى الاتحاد الاوروبي في ايار 2004 هي بولونيا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص.
وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا الى الاتحاد ثم كرواتيا العام 2013.
 
زمن الأزمات
في ربيع 2005، أدخل رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي في أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها الا بمعاهدة لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.
في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في عجز موازنتها في أول مؤشر الى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه الى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الاوروبية.
وما أن خرجت من هذه الازمة المالية حتى واجهت أوروبا أخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع وصول مئات الآلاف من طالبي اللجوء. وأخفق الاتحاد الاوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
 
بريكست
في 23 حزيران 2016، صوت 51,9% من البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. 
وجدت الطبقة السياسية البريطانية ومسؤولو الاتحاد انفسهم  تحت ضغط شديد خشية من نبعات عدم التوصل لاتفاق يحكم العلاقة المستقبلية بعد خروج لندن، بعدما واجهت المفاوضات المضنية  الكثير من الصعوبات. 
ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات أول اتفاق توصلت إليه لندن وبروكسيل. وتم التوصل لاتفاق ثان في 17 تشرين الأول، لكن لم تجر الموافقة عليه في البرلمان إلا بعد انتخابات تشريعية مبكرة في كانون الأول أعطت المحافظين بقيادة بوريس جونسون غالبية ساحقة. 
وأرجئ بريسكت الذي كان مقرراً أساساً في 29 آذار 2019 ثلاث مرات. ودخل حيّز التنفيذ في نهاية المطاف في 31 كانون الثاني 2020، ليخسر الاتحاد الأوروبي عضواً للمرة الأولى منذ تأسيسه.
بدأت في آذار 2020 مفاوضات شاقة حول العلاقات التجارية والأمنية المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي اسفرت في 24 كانون الأول عن اتفاق قبل أقل من أسبوع على انتهاء المرحلة الانتقالية بعد بريكست.
 
فيروس كورونا المستجد 
وأغرقت جائحة كوفيد-19 الاقتصادات في أزمة خلال العام 2020 وأسفرت في آذار عن إجراءات لاغلاق الحدود في الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن. وسدد ذلك ضربة قاسية جديدة لحرية التنقل وهي من المكتسبات الأوروبية الأساسية التي سبق ولحقت بها أضرار جراء التوتر الناجم عن أزمة الهجرة.
وفتح اتفاق بين الدول الأعضاء الباب أمام إمكانية غير مسبوقة للاتحاد الأوروبي بالاقتراض جماعيا في الأسواق على نطاق واسع بغية تمويل خطة انعاش اقتصادي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم