الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فخري زاد اختبر رأسا حربية على صاروخ باليستي وكان على علاقة بسوريا و"حزب الله" و"حماس"

المصدر: النهار
مشيعون يحملون صورة العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة عند ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد أمس.    (أ ف ب)
مشيعون يحملون صورة العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة عند ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
 
عاش العالم الإيراني محسن فخري زاده الذي اغتيل الجمعة حياة تكتنفها السرية لدرجة أن سنه كان سرا من الأسرار المحكمة، غير أن جانبا كبيرا من البرنامج السري الذي يعتقد أنه أداره لصنع سلاح نووي كان معروفا منذ فترة طويلة.
 
فقد قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تشتبه في أن فخري زاده أشرف على أبحاث سرية لتركيب رأس حربية على صاروخ باليستي واختبار مواد شديدة الانفجار تلائم السلاح النووي وكذلك تخصيب الأورانيوم.
 
وتصر إيران على أنها لم يكن لديها مثل هذا البرنامج أو أي طموح لصنع القنبلة النووية. وتعتقد الوكالة الدولية والاستخبارات الأميركية أن إيران كان لديها برنامج لصنع سلاح نووي وأنها أوقفته عام 2003.
 
وكانت الشكوك، التي تراود الغرب خشية أن تعاود إيران ذلك البرنامج، محور الاتفاق الذي تم إبرامه عام ،2015 ووافقت طهران بمقتضاه مع القوى العالمية، على تقييد أعمالها في المجال النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
ويعد اغتيال فخري زاده، ضربة لإيران في ضوء الحراسة اللصيقة التي كان يتمتع بها وابتعاده عن العيون. غير أن مسؤولين إيرانيين يقولون إن إيران لديها شبكة من العلماء لشغل أي فراغ ينشأ.
 
وعلى رغم بقاء فخري زاده في الظل، فقد توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2011، إلى أنه الشخص الذي تشير الشبهات إلى أنه رئيس خطة "آماد" التي يعتقد أنها وضعت قبل نحو 20 عاما للإشراف على العناصر الرئيسية في برنامج السلاح النووي. وفي حين أن من المعتقد أن البرنامج العسكري ألغي في 2003، فقد قالت الوكالة الدولية في تقريرها لعام 2011 إن بعض الأعمال المتصلة به استمرت، وإن فخري زاده احتفظ "بالدور التنظيمي الرئيسي" وذلك استنادا إلى معلومات من إحدى الدول الأعضاء.
 
وقالت الوكالة الدولية في "تقويم نهائي" صدر عام 2015، إن ثمة مؤشرات على أن هذه الجهود المعنية توقفت في 2009. لكن فخري زاده كان العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في تقرير 2015.
وفي 2018، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وضعت يدها على "أرشيف" ضخم من الوثائق الإيرانية، يظهر أن طهران أنجزت أعمالا أكثر مما كان معروفا من قبل.
 
 ويقول ديبلوماسيون، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفقدت مذاك مواقع عدة، ربما يكون لها صلة بخطة "آماد"، الأمر الذي أدى إلى سد بعض الثغرات في المعلومات، لكن دون الكشف عن مجالات جديدة كبرى في ما يتعلق بتصنيع السلاح.
 وقالت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط بصندوق مارشال الألمانية وجامعة كولومبيا أريان طباطبائي، إن موت فخري زاده ضربة موجهة لطهران شبهتها بمقتل قاسم سليماني القائد العسكري الإيراني الكبير في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في كانون الثاني الماضي. لكنها قالت إن عمله في إقامة بنية أساسية لدعم الأبحاث النووية الإيرانية معناه أن "موته لن يغير مسار برنامج إيران النووي بصفة جوهرية". وردد مسؤولون إيرانيون هذا الرأي. فقد قال فريدون عباسي العالم النووي الإيراني والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والذي نجا من محاولة اغتيال في 2010 إن فخري زاده "كوّن شبكة من العلماء ستواصل عمله".
 
ما علاقته بسوريا و"حزب الله" و"حماس"؟
ونشرت وكالة "مهر" الإيرانية، مقالا يتحدث عن علاقة فخري زاده ب"حركات المقاومة في فلسطين وسوريا واليمن".
 
وجاء في المقال أن "معلومات في غاية الخطورة وصلت للاستخبارات الإسرائيلية قبل أشهر، تفيد بأن إيران وحزب الله نجحا بتزويد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، عبر سوريا، بصواريخ كروز وطائرات مسيرة نفاثة مزودة بقنابل عنقودية، وكذلك بالتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها في غزة، وأن المسؤول الأول عن ذلك هو فخري زاده، وهذا يفسر تكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا في الأشهر الأخيرة".
 
ولفت المقال إلى "تقرير نشرته مؤسسة "نيئمان" الإسرائيلية منذ سنتين يتحدث عن أن إيران، وبإشراف فخري زاده" نقلت تقدمها التكنولوجي إلى سوريا واليمن وحزب الله والفصائل الفلسطينية، حتى لا تظل حركات المقاومة وسوريا تحت رحمة الظروف المتغيرة التي قد تمنع تدفق الأسلحة لها من طهران". ولفت المقال إلى أن "خطة اغتيال فخري زاده وُضعت خلال اجتماع سري عقد في عام 2019 في الولايات المتحدة، شارك فيه عدد من القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين، وشخصيات إماراتية وسعودية، وعدد من قيادات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية"، مضيفا أنه "على جدول أعمال الاجتماع كان بند واحد، وهو تنفيذ عمليات أمنية داخل إيران، ومحاولة عرقلة برنامجها الصاروخي والعسكري والنووي، وكذلك وضع الخطط لمنع وصول السلاح إلى سوريا، ومنها إلى لبنان وغزة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم