السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كورونا...فرنسا تواجه خيار الحجر العام وإيطاليون يقاومون الإغلاق

المصدر: النهار
زبائن في مقهى رصيف بوسط باريس قبل سريان حظر التجول الليلي.   (أ ف ب)
زبائن في مقهى رصيف بوسط باريس قبل سريان حظر التجول الليلي. (أ ف ب)
A+ A-
تصطدم الموجة الجديدة من تدابير الحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجدّ في إيطاليا بغضب قسم كبير من السكان، وقت تنظر فرنسا في احتمال تشديد القيود الصحية، وحتى فرض عزل تام مجدداً في مواجهة الموجة الثانية من الإصابات بالمرض التي وُصفت بأنها "عنيفة".
 
يبدو الوباء خارجا عن السيطرة في بعض دول القارة الأوروبية حيث لم يتقبل السكان الحزمة الجديدة من التدابير الهادفة إلى الحدّ من تفشي الفيروس، وخصوصا في إيطاليا التي كان من الدول الأكثر تضررا جراء الأزمة الصحية في الربيع.
 
وتظاهر آلاف الأشخاص مساء الاثنين في مدن إيطالية عدة، احتجاجاً على إغلاق المطاعم والحانات اعتباراً من الساعة السادسة مساء وكافة المسارح ودور السينما وصالات الرياضة لمدة شهر.
 
ووقعت حوادث عنيفة خصوصاً في ميلانو وتورينو، المدينتين الكبيرتين الواقعتين في شمال البلاد، حيث نُشرت شرطة مكافحة الشغب وردّت على المتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع.
 
وأظهرت مشاهد نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية في بث مباشر، تخريب عدد من قطارات الترام وإضرام النار في مستوعبات نفايات وقلب دراجات وتكسير واجهات محال.
 
ويُفترض أن يقدّم رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي تدابير الدعم للقطاعات والمهن الأكثر تضرراً من القيود المفروضة. لكن البعض لم يعد يؤمن بجدوى التدابير. ففي مدينة بيسارو الساحلية القريبة من سان ماران (شرق)، دهمت الشرطة مطعماً دعا صاحبه 90 شخصاً إلى العشاء للتعبير عن رفضه الإغلاق في الساعة السادسة. وقال :"يمكنكم توقيفي، لن أغلق أبداً".
 
وفي فرنسا المجاورة، اجتمع الرئيس إيمانويل ماكرون مع مجلس الدفاع المخصص لكوفيد-19 ثم استقبل رئيس الوزراء جان كاستيكس القوى السياسية ومنظمات أرباب العمل والنقابات، قبل عقد اجتماع ثان لمجلس الدفاع مخصص أيضاً للوباء. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قبيل اجتماع للحكومة لبحث جائحة تفشي كورونا، إن على فرنسا أن تتأهب لاتخاذ "قرارات صعبة" تتعلق بفرض إجراءات جديدة لمواجهة ارتفاع حالات كوفيد-19.
 
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن السلطات الفرنسية تدرس خيارات تطبيق إجراءات أشد لمكافحة مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بالفيروس والمستمر في التفشي على الرغم من فرض قيود من أكثر القيود صرامة في أوروبا. وفرضت فرنسا فعلاً حظر تجول من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا في المدن الكبرى بما فيها باريس. وقال مصدران من قطاع الصناعة على صلة بالحكومة إن المسؤولين يدرسون الآن تقديم موعد الحظر وإبقاء الناس في منازلهم في عطلات نهاية الأسبوع باستثناء الخروج للضرورة وإغلاق المتاجر غير الأساسية. وسجلت فرنسا الاثنين 26771 حالة إصابة جديدة في الأربع والعشرين ساعة السابقة. وارتفعت الوفيات 257 حالة ليصل الإجمالي منذ بدء التفشي إلى 35018 حالة وفاة. وارتفع عدد المرضى في وحدات الرعاية المركزة 186 حالة ليبلغ الإجمالي 2770 حالة.
وتحاول الحكومة الموازنة بين مكافحة الفيروس وضمان ألا تؤثر القيود الجديدة على الاقتصاد، لكن أخصائي الأمراض المعدية في باريس جيل بيالو دعا إلى فرض حجر عام. وقال لقناة "بي إف إم التلفزيونية: "أعتقد أن الأمر يتطلب بالقطع فرض حجر عام في البلاد".
 
وقال رئيس المجلس العلمي الذي يقدّم المشورة للحكومة الفرنسية جان فرنسوا ديلفريسي، إن "الموجة الثانية ستكون على الأرجح أقوى من الأولى"، مضيفاً أن "عدداً كبيراً من المواطنين لم يُدركوا بعد ما ينتظرنا". 
 
ومضى قائلاً:"نحن أنفسنا مصدومون من عنف ما يحصل منذ عشرة أيام". وصرح طبيب تخدير وإنعاش في المنطقة الباريسية رفض الكشف عن اسمه: "كنا نعرف أن موجة ثانية قادمة. لقد وصلت. نستعدّ لها ببطء منذ أيلول. نحن فيها. مستعدون لكننا منهكون". وأضاف: "لم نعد نفكر في ما بعد كوفيد-19، لكننا نتساءل كيف سندمج ذلك في حياتنا اليومية. نتساءل أحياناً إذا كانت لا تزال لدينا شجاعة أن نكون أطباء لنواجه ذلك".
 
"نحن جياع" 
وتسلك الدول الأوروبية الأخرى الطريق نفسه على غرار الجمهورية التشيكية التي ستفرض اعتباراً من الأربعاء حظر تجوّل من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة 04,59 فجراً، في تدبير يستمرّ حتى الثالث من تشرين الثاني. وصرّح وزير الصحة التشيكي رومان بريمولا للصحافة: "لم نسجّل الانخفاض الذي كنا نأمله في الأيام الأخيرة"، مضيفاً أن القيود التي فُرضت أخيراً كان "تأثيرها ضئيلاً".
 
ويُسجّل الاتّجاه نفسه في إسبانيا، حيث أشارت كاتالونيا الاثنين إلى أنها تنظر في احتمال عزل السكان في منزلهم في عطلة نهاية الأسبوع. وشدّدت مناطق إسبانية أخرى أيضاً القيود بعد إعلان حال الطوارئ الصحية الأحد لمدة 15 يوماً.
 
وفي المقابل، استبعدت حكومة بيدرو سانشيز في الوقت الحاضر، حجر السكان في المنازل كما حصل في الربيع الماضي.   
 
وتم تمديد القيود أيضاً في كيبيك، المقاطعة الكندية الأكثر تضرراً من الوباء مع أكثر من مئة ألف إصابة و6150 وفاة (من أصل 217 ألف إصابة ونحو 10 آلاف وفاة على المستوى الوطني).
 
وسجّلت الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم، 225,689 وفاة، تأتي بعدها البرازيل مع 157,397 وفاة.
 
وفي نيجيريا، قام مئات من سكان العاصمة أبوجا بنهب مستودع أغذية مخصص للأسر الفقيرة المتضررة من الأزمة الصحية. وقال أحدهم بيأس: "نحن جياع عليكم ان تفهموا ذلك". وأضاف: "هناك كميات كبيرة من الأغذية في هذا البلد لكن سكانه يعانون. الحكومة لا تكترث لنا وتترك هذه المواد الغذائية في مخازن".
وسجلت روسيا 16550 إصابة جديدة بكورونا منها 4312 حالة في موسكو، ليبلغ إجمالي عدد الحالات في البلاد مليون و547774 حالة. وقالت السلطات إن 320 مريضا بالفيروس توفوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل إجمالي عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس إلى 26589.
 
وأظهرت بيانات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بكورونا في ألمانيا ارتفع إلى 449275 بعد تسجيل 11409 حالات جديدة. وكشفت البيانات ارتفاع حالات الوفاة إلى 10098 بعد تسجيل 42 وفاة جديدة.
 
تلوّث وفيروس 
ووقت يخوض علماء في العالم كله سباقا لإيجاد لقاح للوباء، أظهرت دراسة دولية نشرتها الاثنين مجلة "كارديوفاسكولر ريسيرتش" المتخصصة أن التعرض على المدى الطويل لتلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الموت جراء كوفيد-19 بمعدّل 15% تقريباً في العالم.
 
وقال البروفيسور توماس مونزل إن "تلوث الهواء يضرّ الرئتين ويزيد نشاط الانزيم المحول للأنجيوتنسين، مما يؤدي إلى امتصاص أفضل للفيروس". ويدعو الموقعون على الدراسة "للانتقال إلى اقتصاد مراع للبيئة مع موارد طاقة نظيفة ومتجددة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم