الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تكون الطريق إلى المحكمة العليا سهلة أمام باريت؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
ترامب و  باريت (أ ف ب).
ترامب و باريت (أ ف ب).
A+ A-
علّق تقرير في مجلّة "بوليتيكو" على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعيين آيمي كوني باريت مكان القاضية في المحكمة العليا روث بادر غينسبرغ التي رحلت الأسبوع الماضي بعد صراع مع المرض. تبلغ باريت 48 عاماً وهي كاثوليكية ملتزمة ووالدة لسبعة أبناء. كما أنّها ثالث مرشح لترامب إلى منصب المحكمة العليا خلال أقلّ من أربع سنوات. 
تعهّد ترامب أن تساعد باريت في ضمان التعديل الدستوري الثاني والحريات الدينية والأمن العام وغيرها من المسائل. وأضاف: "علينا أن نحافظ على إرثنا الثمين كدولة قوانين ولا أحد أفضل من آيمي كوني باريت لفعل ذلك".
أثار خيار ترامب حماسة المحافظين الاجتماعيين وأعضاء من قاعدة ترامب الذين يشيدون بتعليقاتها المناهضة للإجهاض وبنظرتها الصارمة إلى الدستور. لكنّ هذا تماماً هو ما يقلق الديموقراطيين والتقدميين الذين يخافون من أن تعرِّض حقوق الإجهاض والتصويت والرعاية الصحّيّة للخطر.
في تصريحاتها المقتضبة، بدا أنّ باريت تحاول التخفيف من هذا القلق، بالرغم من أنّها على الأغلب لن تحصل على دعم أيّ ديموقراطي أو مجموعة تقدّميّة في المصادقة على تعيينها. وقالت إنّها ستتذكّر دوماً القاضية غينسبرغ مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ "القضاة ليسوا صنّاع سياسة".
مع أنّ مساعدي ترامب في البيت الأبيض اقترحوا أسماء أخرى يمكن أن تساعده انتخابياً لدى فئات معيّنة من الناخبين، حسم ترامب خياره في وقت مبكر. لو صادق مجلس الشيوخ على تعيينها، فقد تتعدّل قرارات حكم كثيرة حول أوباما كير، وحقوق الإنجاب وحتى الانتخابات الرئاسية. وقال كارل توبياس، أستاذ قانون وخبير في شؤون التعيينات الفيديرالية في جامعة ريتشموند الأميركية: "لا أرى الكثير من الأمل للتقدميين في المدى القصير". وأضاف أنّ الغالبية المحافِظة قد تدوم عقوداً أو على الأقل عقداً من الزمن.
إنّ مسار ترشيح باريت يمكن إرجاعه إلى جلسات الاستماع للمصادقة على تعيينها في محكمة الاستئناف سنة 2017. في ذلك الوقت، ساءلتها السنياتورة دايان فينشتاين، أبرز ديموقراطية في اللجنة القضائية داخل مجلس الشيوخ، عن إيمانها الكاثوليكي قائلة: "إنّ العقيدة تعيش بصخب داخلك". فردّت بأنّ قناعاتها الدينية لن تؤثّر على قراراتها. ومنذ ذلك الوقت، لاحظ البيت الأبيض وترامب شخصيّتها، وفقاً لما يقوله عدد من المطّلعين على مسار الترشيح.
قبل خمسة أسابيع على يوم الانتخابات، ستثير تسمية باريت حماسة الناخبين من اليمين واليسار. انتقد جو بايدن خيار ترامب بعد فترة قصيرة على إعلانه. وذكر في بيان أنّ باريت ستساهم في تآكل بنود الرعاية الصحية المندرجة في إطار أوباما كير. وطالب مجلس الشيوخ بعدم المصادقة على الترشيح قبل انتخاب الأميركيين رئيسهم وممثليهم المقبلين. 
يأمل مساعدو ترامب بأن تعزّز باريت روابطه مع الكاثوليك والإنجيليّين الذين خسر بعضاً من الشعبية في أوساطهم خلال السنة الحالية. ولا يستطيع ترامب تحمّل تهميش أو خسارة أيّ جزء من قاعدته الشعبية خلال سباق ضيّق. وقال مسؤول جمهوريّ إنّ ترامب "يحبّ مبادئها وقيمها المحافظة وأعتقد أنّه يحبّ واقع أنّها تجعل جميع المحافظين سعداء جدّاً". 
سينتقل مسار المصادقة إلى مجلس الشيوخ. قبل ذلك، من المتوقّع أن تواجه باريت محاكاة لجلسات الاستماع في إطار الاستعداد للمثول أمام أعضائه، وهذا ما فعله القاضي بريت كافانو حين حضر ست جلسات تحضيرية مع أشخاص مختلفين لعبوا دور أعضاء مجلس الشيوخ. ستُجري اللجنة القضائية جلسات الاستماع بدءاً من 12 تشرين الأول ومن المرجّح أن تدوم بين ثلاثة إلى أربعة أيام. بعدها، يسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلى المصادقة على الاسم قبل الانتخابات، على الرغم من أنّ الديموقراطيين يفعلون كل ما بوسعهم لتأخير العملية. وقالت باريت: "لا أوهام لديّ بأنّ الطريق أمامي ستكون سهلة، إمّا على المدى الطويل أو البعيد".
وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة "أي بي سي" بالتعاون مع صحيفة "واشنطن بوست" أنّ 38% فقط من الأميركيين يريدون تعيين قاضية جديدة قبل الانتخابات الرئاسية. بالنسبة إلى الليبيراليين، كان ذلك تذكيراً بالأهمّيّة السياسية الكبيرة للمقعد في المحكمة العليا، وهو أمر ركّز عليه الجمهوريّون قبل عقود حين رفض مجلس الشيوخ تعيين روبرت بورك، وهو القاضي الذي اقترحه الرئيس الأسبق رونالد ريغان. بالمقابل، سيساعد التركيز على المصادقة الرئيسَ الحالي في إبعاد العناوين السلبية التي لازمته مؤخراً مثل جائحة "كورونا" المستمرة التي قتلت 200 ألف أميركي ورفضه الالتزام بانتقال ديموقراطيّ سلميّ. 
لكنّ بعض الخبراء القضائيين مثل توبياس يقولون أنْ لا وقت كافياً هذا الخريف لتعيين قاض سيخدم في المحكمة العليا لعقود. "لا تستطيع أن تفعلها بالطريقة الصحيحة خلال 30 يوماً. لا أعتقد أنّ جلسات الاستماع يمكن أن تكون أقصر من أربعة أو خمسة أيام. عبر الاستعجال بها، أنت تخاطر بعدم كسب موافقة الجمهور على العمليّة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم