الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"أشبه بباب دوّار لا يتوقف"... الحدود الأميركية- المكسيكية مغلقة والمهاجرون يأملون

المصدر: "أ ف ب"
الحدود بين الأميركية المكسيكية (أ ف ب).
الحدود بين الأميركية المكسيكية (أ ف ب).
A+ A-
دفع فرناندو الآتي من هندوراس سبعة آلاف دولار إلى مهرّب ليدخله سرّا إلى الولايات المتحدة مع ابنته البالغة ثلاثة أعوام، لكنّه سرعان ما أعيد إلى المكسيك. 
 
فقد صارت الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أشبه بباب دوّار لا يتوقف. 
 
على غرار فرناندو الذي دخل من المكسيك عبر مدينة سيوداد خواريز الحدودية، يعاد مهاجرون آخرون باستمرار بموجب "الفصل 42" من قانون أميركي سنّ العام 1944 يخوّل إغلاق الحدود للحيلولة دون تسرّب الأمراض. 
 
لجأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لهذا القانون مرات عدة بحجة كبح تفشي فيروس كورونا، ويواصل خلفه جو بايدن تطبيقه. 
 
لكن فرناندو (38 سنة) لا ينوي البقاء في المكسيك. يقول المهاجر لوكالة "فرانس برس": "أعلم أن ذلك ممكن. أعلم أن جو بايدن، رئيسنا، يمكن أن يفتح لنا الباب ويقول +تعالوا إلي يا جميع المتعبين+".
 
رفض الرجل كشف هويته خوفا من مشاكل محتملة مع السلطات الأمريكية إذا تمكن من الاستقرار في الولايات المتحدة.
 
مثله، أعيد عشرات المهاجرين قبل أيام قليلة، وقد وجدوا ملاذا في مركز استقبال في سيوداد خواريز.
 
هؤلاء ليسوا حالات معزولة، ففي شباط فقط أوقف أكثر من 100 ألف مهاجر غير شرعي عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، بينهم نحو 9500 قاصر لا يرافقهم بالغون، وفق السلطات الأميركية. 
 
فرّ غالبية المهاجرين من الفقر وعنف العصابات في هندوراس وغواتيمالا وسلفادور. 
 
 
باب دوّار
على مسافة بضعة كيلومترات من مركز الاستقبال في سيوداد خواريز تقع الحدود التي صارت أشبه بباب دوّار تمر عبره يوميا دفعات من المهاجرين نحو الولايات المتحدة حيث يمكثون لأيام أو ساعات قبل أن يرحّلوا. 
 
على أمل الحصول على حق اللجوء بسهولة أكبر، يعبر البعض نهر ريو غراندي مع أطفال صغار بين أذرعهم ثم يتجهون مباشرة إلى دوريات الحدود الأميركية. 
 
شاهد فريق من صحافيي وكالة "فرانس برس" فتاة في التاسعة أو العاشرة من عمرها تسرع عبر النهر، ثم جلست تحت عمود في انتظار وصول الدورية الحدودية.
 
أعلنت السلطات الأميركية الجمعة وفاة طفل مكسيكي يبلغ تسعة أعوام أثناء عبوره النهر في 20 آذار.
 
يعبر مهاجرون كثر الحدود بشكل غير قانوني، على أمل حصو تغيير في سياسة الهجرة في الولايات المتحدة التي سبق أن أعلنت تسوية وضع 11 مليون مقيم بشكل غير شرعي. 
 
يقول القسّ فرانسيسكو خافيير كالفيو، المسؤول في أحد مراكز استقبال المهاجرين الرئيسية في سيوداد خواريز، إن "الناس يقدّرون بايدن جدا. المزيد والمزيد منهم يريد المجيء". 
 
ويأسف لأن "المهربين بدأوا مرافقة من يظنّ أن الحدود صارت مفتوحة، لكن ذلك غير صحيح". 
 
أفادت الحكومة المكسيكية في الفترة الأخيرة بوجود 31492 مقيما على أراضيها بشكل غير قانوني بين كانون الثاني وآذار 2021، أي بزيادة 18 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. 
 
في جسر باسو ديل نورتي الرابط بين سيوداد خواريز ومدينة إل باسو الأميركية، يجري ترحيل المهاجرين بشكل مستمر. 
 
يعاد يوميا عشرات المهاجرين إلى الجهة المكسيكية، الحزن والقلق باديين على وجوههم في ظلّ غموض المصير الذي ينتظرهم. يقول أحدهم بلوعة "هذه هي الحياة". 
 
لكن هناك من هو أكثر حظا. تقول امرأة متحمسة تنتظر المرور عبر الجسر حاملة أوراق قانونية، "نعم، لقد نجحنا". لكن هؤلاء ليسوا الغالبية، بل العكس. فمنذ 19 شباط، عبر 3600 شخص فقط الحدود لعيش "الحلم الأميركي".
 
صارت قضيّة الحدود مع المكسيك معضلة لجو بايدن الذي كلّف بها مؤخرا نائبته كامالا هاريس.    
 
طلبت الإدارة الأميركية من المهاجرين التوقف عن المجيء للولايات المتحدة، وأكدت أن الحدود مغلقة وأن الرحلة محفوفة بالمخاطر. 
 
في الوقت ذاته، عزّزت الحكومة المكسيكية الرقابة عند الحدود الجنوبية مع غواتيمالا لكبح تدفق المهاجرين. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم