السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التوتر يتصاعد بين فرنسا وبريطانيا بشأن أزمة المهاجرين: ماكرون ينتقد تصرّفات "غير جدية"

المصدر: أ ف ب
متظاهرون يحتجون على سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة وضوابط الحدود امام مقر وزارة الداخلية في وسط لندن (25 ت2 2021، أ ف ب).
متظاهرون يحتجون على سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة وضوابط الحدود امام مقر وزارة الداخلية في وسط لندن (25 ت2 2021، أ ف ب).
A+ A-
تجاوزت الأزمة بين باريس ولندن عتبة جديدة، الجمعة، مع إلغاء فرنسا الحضور البريطاني لاجتماع مخصص لأزمة المهاجرين في أوج توتر مستمر أساسا بشأن النزاع المتعلق بصيد السمك بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكانت باريس قررت إلغاء مشاركة وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في اجتماع مقرر الأحد حول ملف المهاجرين الذي يسمم العلاقات بين البلدين. 

ودعت لندن باريس إلى التراجع عن قرارها الذي جاء بعد رسالة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يطلب فيها من الفرنسيين استعادة المهاجرين الذين وصلوا بطريقة غير قانونية إلى المملكة المتحدة بعدما قضى 27 منهم في غرق زورقهم عندما كانوا يحاولون عبور المانش.

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة ما اعتبره تصرفات "غير جدية" من قبل لندن بشأن ملف المهاجرين. وردا على سؤال حول هذه الرسالة خلال مؤتمر صحافي في روما، قال ماكرون: "استغرب الأساليب عندما لا تكون جدية".

وأضاف: "لا يتم التواصل بين مسؤول وآخر بمسائل كهذه عبر تويتر وعبر نشر رسائل".

وفي رسالة وجهها إلى بريتي باتيل واطلعت عليها وكالة فرانس برس الجمعة، رأى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن رسالة جونسون إلى الرئيس الفرنسي بحد ذاتها "تشكل خيبة أمل"، مشددا على ان قرار نشرها "أسوأ بعد". 

وبناء على ذلك ألغى  مشاركة باتيل في الاجتماع الذي دعي إليه الوزراء المكلفون شؤون الهجرة في المانيا وهولندا وبلجيكا فضلا عن المفوضية الأوروبية.

وعلى الرغم من هذه الانتقادات القاسية جدا، طلبت لندن من باريس دعوة وزيرة الداخلية من جديد.

وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس عبر هيئة "بي بي سي" إنه "لا يمكن أي دولة أن تعالج المسألة بمفردها. آمل أن يعيد الفرنسيون النظر بقرارهم".

وأضاف: "هذا يصب في مصلحتهم وفي مصلحتنا وبالتأكيد في مصلحة الناس الذين يتعرضون للاتجار عن طريق تهريبهم إلى المملكة المتحدة مع مشاهد مأسوية نراها وموت أفراد".

وجاء هذا الخلاف بعد أقل من يومين على غرق سفينة قبالة كاليه ما أسفر عن مقتل 27 مهاجرا هم 17 رجلا وسبع نساء وثلاثة شبان في أسوأ حادثة منذ ارتفاع عدد عمليات عبور بحر المانش في 2018 في مواجهة الإغلاق المتزايد لميناء كاليه ونفق القطارات الذي كان يستخدم حتى ذلك الحين.

- "اتفاقية ثنائية" -
يشكل عبور المهاجرين السريين نقطة حساسة وهو موضع توتر دائم لحكومة المحافظين البريطانية التي جعلت من مكافحة الهجرة محور حملتها في أوج بريكست وتواجه تدفق لاجئين بأعداد كبيرة على الساحل إنكلترا الجنوبي.

وكانت فرنسا وبريطانيا تبدوان راغبتين في إسكات خلافاتهما وتحسين التنسيق بينهما لكن طلب بوريس جونسون أدى إلى توتر مع باريس.

 وقال في رسالته: "أقترح أن نضع اتفاقية ثنائية لإعادة القبول للسماح بإعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون بحر المانش" في إشارة إلى اتفاقات مماثلة أبرمها الاتحاد الأوروبي مع بيلاروس أو روسيا.

وبدت بريتي باتيل على الموجة نفسها ودعت أمام النواب البريطانيين إلى "جهد دولي منسق". 

لكن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال قال لقناة "بي اف ام تي في" إن "هناك ما يكفي من الخطب المزدوجة والتصدير الدائم للمشاكل" من قبل بريطانيا.

وأضاف أن "ذلك يجعلنا نتساءل ما إذا كان بوريس جونسون لم يندم على مغادرة أوروبا لأنه ما إن يواجه مشكلة حتى يعتبر أنه على أوروبا معالجتها".

 وردا على سؤال عما إذا كانت باريس ستلغي اتفاقات توكيه التي حددت الحدود البريطانية على الساحل الفرنسي منذ 2004 في مقابل تعويض مالي، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إنه أيا تكن الاتفاقات المطبقة "لا يمكن القيام بذلك إطلاقا".

وأضاف أنه "لا يمكن ابدا تغيير الجغرافيا ولا التوازنات الجيوسياسية ولا رغبة المهاجرين الذين يريدون الذهاب إلى بريطانيا".

وحتى 20 تشرين الثاني، غادر 31500  مهاجر السواحل الفرنسية إلى بريطانيا منذ بداية العام. 

- صيد السمك -
من جهة أخرى، تصاعد التوتر على جانبي بحر المانش منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خصوصا بسبب صيد السمك.

وباشر صيادون فرنسيون الجمعة تعطيل حركة العبارات التي تقوم برحلات مع بريطانيا في مرفأ كاليه في شمال فرنسا مطالبين بتسوية خلافات صيد الأسماك الناجمة عن بريكست مع المملكة المتحدة على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وسدت خمس سفن صيد أتت من مرفأ بولونييه-سور-مير مدخل المرفأ في عملية ستستمر ساعة ونصف ساعة في إطار يوم تحرك وطني للصيادين الفرنسيين.

وتهدد فرنسا بفرض عقوبات إذا لم يحصل الصيادون على مزيد من التراخيص للعمل في المياه البريطانية. 

وبدأ الصيادون الفرنسيون بعد ظهر الجمعة إغلاق نفق المانش وميناء ويسترهام النورماندي في مرحلة جديدة بعد ميناءي كاليه وسان مالو للمطالبة بتسوية الخلاف مع لندن.

ومنع الصيادون على متن عشرات الشاحنات والسيارات اعتبارا من الساعة 14,00 (13,00 بتوقيت غرينتش) دخول وخروج شاحنات الشحن في محطة الشحن في النفق ، حسبما أشار صحافيو وكالة فرانس برس. 

وبعد بضع دقائق من بدء هذه العملية التي يفترض أن تنتهي عند الساعة 16,00 تشكل صف من حوالى 15 شاحنة في ويسترهام (شمال)  بينما منعت في الوقت نفسه العديد من سفن الصيد عبّارة من مغادرة الميناء. 

وتظاهر نحو أربعين صيادا على الأرض رافعين لافتة كتب عليها "نريد استعادة تراخيصنا". كما قاموا بحظر الصعود إلى العبارة التالية. 

وتسبب هذه المبادرة التي تشكل رمزا في المرافئ، خللا في عمل النفق الأوروبي الذي يمر عبره 25 بالمئة من التجارة بين المملكة المتحدة وأوروبا.

في وقت سابق من اليوم، انتشرت ست سفن صيد قادمة من بولوني-سورمير من الساعة 12 ظهرا حتى 13,30 (من 11,00 إلى 12,30 ت غ) في كاليه (شمال) لإغلاق الميناء. 

وقال أوليفييه لوبيتر رئيس لجنة الصيد في او-دي-فرانس إنها مسألة "ضغط على الحكومة البريطانية"، معبرا عن إدانته "للاستغلال المفرط في المياه الفرنسية" الناجم على قوله عن موقف بريطانيا التي لم تمنح 35 رخصة صيد في المنطقة.

وتفاقمت أزمة الثقة بين البلدين أكثر عندما اكتشفت باريس في أيلول أن واشنطن ولندن وكانبيرا قد تفاوضت سراً على اتفاقية شراكة استراتيجية، خسرت على أثرها فرنسا عقدا ضخما لبيع اوستراليا غواصات.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم