الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رحل ترامب وخلَفَه "الرجل المملّ"... تراجع جمهور وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً

المصدر: "أ ف ب"
الرئيس السابق دونالد ترامب (أ ف ب).
الرئيس السابق دونالد ترامب (أ ف ب).
A+ A-
تشهد وسائل الإعلام الأميركية تراجعاً في جمهور متابعيها وقراء مواقعها الالكترونية، منذ أسابيع عدة، مع رحيل الحدث الدائم الذي كان يشكله وجود الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما خلفه رئيس يعتبر في معظم الأحيان "مملاً".
 
تجسد شبكة "سي إن إن" هذا التراجع المفاجىء في نسبة المشاهدة مع انخفاض جمهورها بأكثر من النصف بين كانون الأول والنصف الأول من آذار في "أوقات الذروة" للمتابعة (20,30 حتى 22,00) بحسب بيانات شركة "نيلسن".
 
منافستاها "أم أس أن بي سي" و"فوكس نيوز" في وضع أفضل، لكنهما سجلتا أيضاً تراجعاً مع أن خطيهما التحريري متعارضان: الأولى ضدّ ترامب والثانية معه.
 
على صعيد الصحافة، فقدت "نيويورك تايمس" نحو 20 مليون زائر لموقعها الالكتروني بين كانون الثاني وشباط في الولايات المتحدة، وصحيفة "واشنطن بوست" 30 مليوناً تقريباً بحسب بيانات مكتب "كومسكور".
 
في السياق، قال أستاذ الإعلام في جامعة هارفرد في ولاية كونيتيكت، آدم كيارا: "لا تزال هناك كارثة كبرى جارية يجب أن تبقي الناس أمام شاشاتهم" وهي الوباء. وأوضح أن تراجع الجمهور يظهر أن "الناس كانت مهتمة بأخبار الرئيس ترامب أكثر مما هي مهتمة بما يحصل اليوم".
 
ظهر الرئيس السابق الذي يقيم حالياً في فلوريدا، مرات عدة منذ مغادرته السلطة وأجرى مقابلات. وبعدما حرم من منصبه الرسمي وحسابه على "تويتر"، لم يعد لديه المنصة التي كانت تجعل منه محور الانتباه الدائم لوسائل الإعلام.
 
ويضيف كيارا: "لقد أفاد الشبكات وجذب النقرات والاشتراكات والمشاهدين"، مضيفاً: "كنا نتوقع أن يهبط ذلك في أحد الأيام".
 
من جهته، يرى أستاذ التواصل السياسي في جامعة بوسطن، توبي بيركوفيتز، أن وسائل الإعلام هي ضحية التناقض بين دونالد ترامب ذي الطبع الذي يصعب توقعه والمحب لإثارة الجدل، وجو بايدن "الرجل الممل" الذي اختار طوعاً نهجاً مخالفاً لسلفه في مجال التواصل الاعلامي.
 
 
منصة لترامب قريباً
يقول مارك لوكاسيفيتز عميد كلية الاتصالات في جامعة هوفسترا: "لا أعتقد أن السبب هو رحيل دونالد ترامب فقط". ويرى أيضاً تأثير السأم في شأن المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا وآفاق الخروج بشكل وشيك من الوباء.
 
ويضيف سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو الوباء: "لقد شهدنا فترة كانت الأخبار خلالها ضرورية لحياتنا". وتابع: "اليوم، هذه المسائل (الصحية) لم تختف لكن الأمور بدأت تهدأ".
 
لكن رغم هذا التراجع الملحوظ في نسب المتابعة، فإن وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول دونالد ترامب الحملة في العام 2015. لا يزال جمهور محطة "سي إن إن" أكثر من الضعفين مقارنة مع كل سنة 2014 أما "أم أس ان بي سي" فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها بثلاثة أضعاف.
 
يؤكد مارك لوكاسيفيتز أن "القنوات الإخبارية تحتفظ بحصة أكبر مما كانت عليه نسب متابعتها من قبل الأميركيين قبل سنوات" على حساب القنوات العادية التي فقدت نشراتها ملايين المشاهدين".
 
رغم أنها حرمت من دونالد ترامب وباتت تنافسها محطات صغيرة محافظة مثل "او آيه أن" و"نيوزماكس"، لم تفقد "فوكس نيوز" إلا بعض النقاط من نسب المتابعة منذ كانون الثاني.
 
أما الصحف المحلية، فقد استفادت من هذه الفترة لتسريع تحولها الرقمي وقامت الآن بالتحقق من صحة نموذجها الجديد المبني أساسا على الاشتراكات عبر الإنترنت. 
 
خلال أربع سنوات فقط أي طول فترة ولاية دونالد ترامب في البيت الأبيض، ضاعفت صحيفة "نيويورك تايمس" بمقدار 2,6 عدد مشتركيها وتجنبت أزمة الصحافة المكتوبة التي لا يزال يعاني منها قسم كبير من هذا القطاع.
 
وقالت مديرتها ميريديث كوبيت ليفين خلال عرض النتائج السنوية في مطلع شباط إن "وتيرة الأخبار ستختلف، والجمهور سيتقلب، لكن مهما كان الأمر أظن أننا في موقع جيد لمواصلة النمو".
 
يبقى تهديد منصة جديدة خاصة لترامب مرتقبة قريباً أعلن عنها الرئيس السابق بنفسه الاثنين، لكن من دون أن يعطي أي تفاصيل رغم أنها ستكون على الأرجح شبكة تواصل اجتماعي وليس وسيلة إعلام.
 
يذكر مارك لوكاسيفيتز أن الرئيس السابق "يحتفظ بقدرة هائلة على جمع الأموال وله تأثير كبير على الحزب" الجمهوري، مضيفاً: "وإذا قرر استخدامها في وسيلة إعلامية، فذلك سيكون له وزنه، على المدى القصير على الأقل".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم