الأحد - 12 أيار 2024

إعلان

مقتل عسكري فرنسي في هجوم في مالي السبت

المصدر: "أ ف ب"
مقتل عسكري فرنسي في هجوم في مالي (أ ف ب).
مقتل عسكري فرنسي في هجوم في مالي (أ ف ب).
A+ A-
قُتِل عسكري فرنسي في هجوم بقذائف هاون السبت استهدف معسكر غاو شمال مالي، في سياق توتر حاد بين باريس وباماكو على خلفية انتشار مرتزقة روس في هذا البلد بمنطقة الساحل.

وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مقتل البريغادير الكسندر مارتن من فوج المدفعية ال54 لهيير (جنوب فرنسا)، معرباً عن "تأثره الكبير".  

وهو العسكري الفرنسي الـ53 الذي يقتل في معارك الساحل منذ 2013، والأول في 2022. 

وأحصت القوات العسكرية الفرنسية المنتشرة في مالي في 2021 مقتل ثلاثة جنود في معارك، وجندي رابع في حادث.

وتنتشر قوة برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين في خمس دول في الساحل. وتعيد فرنسا نشر قواتها في مالي مع بدء تقليص قوة برخان التي سيتراجع عديدها من نحو 5000 عنصر في منطقة الساحل في صيف 2021 إلى نحو 3500 إلى 4000 في صيف 2022. 

واستُهدف معسكر غاو قبيل الساعة 17,00 بتوقيت باريس (16,00 ت غ) "بعدد من الطلقات غير المباشرة" بقذائف الهاون، أطلقت عن مسافة "5 إلى 6 كلم شمال شرق" الموقع، بحسب ما أوضح المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الكولونيل باسكال ياني لفرانس برس.  

وتعرّض البريغادير مارتن لإصابة بالغة، و"اهتمت به على الفور الوحدة الجراحية في الموقع ولكنه توفي متأثراً بجروحه"، بحسب ما أفاد ياني.

وتعرّض تسعة عسكريين فرنسيين آخرين "لإصابات طفيفة" من جراء الهجوم. وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان أن "وضعهم غير مُقلق".

- منطقة جهاديين -
وأوضح الكولونيل ياني أنّ "الجيش الفرنسي نشر على الفور مروحيات بحث وهجوم لاعتراض المهاجمين وتحييدهم". 

وأشار إلى مقتل مهاجم واحد أو أكثر، بدون تقديم مزيد من التفاصيل.

ولم ينسب الهجوم إلى جهة معينة على الفور. وحصل في منطقة ينشط فيها جهاديون من "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة.

وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية في بيان أنّ الوزيرة فلورانس بارلي "تنحني باحترام عميق أمام ذكرى البريغادير مارتن الذي مات من أجل فرنسا".

وكرم رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الجنرال تييري بوركهارد ذكرى البريغادير. وقال: "أفكارنا مع عائلته ورفاقه في السلاح، وخصوصاً الجرحى خلال هذه العملية وكل أقاربهم".

ويبلغ الكسندر مارتن 24 عاماً وانضم في أيلول 2015 الى صفوف القوات البرية. بعد مهمات في غييان، ومارتينيك وجيبوتي شارك منذ 19 تشرين الأول في عملية برخان. 

وجرح الثلثاء أربعة جنود فرنسيين في بوركينا فاسو في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور مركبتهم.

ويأتي مقتل الجندي بينما تطرح العلاقات المتدهورة بين المجلس العسكري الحاكم في باماكو وباريس تساؤلات حول المحافظة على وجود فرنسي وأوروبي في مالي، حتى لو كان احتمال الانسحاب غير وارد في ظل حملة الانتخابات الرئاسية في فرنسا، ورئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي.

- تجاوز للخطوط الحمراء - 
وأكد ماكرون "عزم فرنسا على متابعة مكافحة الإرهاب في المنطقة إلى جانب شركائها"، بحسب ما قال قصر الإليزيه.

ويرى الغربيون أن الانقلابيين تجاوزوا الخطوط الحمراء المحددة من دول الجوار وشركاء مالي الأجانب في الأسابيع الأخيرة، فهم رفضوا تنظيم انتخابات في وقت قريب لإعادة الحكم للمدنيين، واستعانوا بمجموعة "فانغر" الروسية شبه العسكرية المثيرة للجدل والمعروفة بقربها من الكرملين، الأمر الذي ينفيه المجلس العسكري.

وبعدما حذرت فرنسا من أن وصول مرتزقة روس "لا يتوافق" مع إبقاء حضور فرنسي، أعربت عن استعدادها لمتابعة مكافحة الجهاديين في هذا البلد، ولكن ليس "بأي ثمن".

والموقف نفسه يتبناه الاوروبيون المشاركون في قوة تاكوبا الى جانب فرنسا، وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي يتولى مهمات تدريب في مالي.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت السبت إنّ "موسكو لن تتمكن عبر إرسال مرتزقة، من دفع الغربيين للانسحاب بشكل شبه تلقائي من أي مكان لا تريد رؤيتنا فيه". 

ويهدد الأوروبيون بفرض عقوبات جديدة على المجلس العسكري في أعقاب تلك التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في 9 كانون الثاني.

كذلك تؤكد فرنسا التي غادرت ثلاثا من قواعدها في مالي في 2021 لتتمركز من جديد في غاو وميناكا، أهمية التعاون مع دول غرب أفريقيا المجاورة التي تدفع ضريبة انتشار العنف، من ساحل العاج إلى بنين.
 
وقبل أقلّ من ثلاثة أشهر على الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تناول مرشّحون للانتخابات المسألة.

فقالت مرشّحة التجمّع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن: "يجب أن نراجع نطاق عملنا"، فيما قال منافسها من اليمين المتطرّف أيضا اريك زمور "ضحية جديدة في معركتنا ضد الجهاد".

وعلق الشيوعي فابيان روسيل: "لم نعد نُفهَم، وجودنا لا ينظر اليه إيجابا. لذلك علينا الخروج وبشكل تدريجي". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم