السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو يسعى إلى استمالة العرب أو تحييدهم في حملته الانتخابية الجديدة

المصدر: النهار
نتنياهو يسعى إلى استمالة العرب أو تحييدهم في حملته الانتخابية الجديدة
نتنياهو يسعى إلى استمالة العرب أو تحييدهم في حملته الانتخابية الجديدة
A+ A-
للمرة الأولى في تاريخه السياسي، غيّر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استراتيجيته حيال المواطنين العرب في إسرائيل، ويسعى مع بدء حملته الانتخابية الجديدة، الى استمالتهم لكسب أصوات يحتاجها للفوز برابع انتخابات في أقل من عامين، أو على الأقل الى تشتيتهم.
خلال الحملات الانتخابية الثلاث الأخيرة، لم يتردّد نتنياهو بوصم العرب بعبارات اعتبروها "عنصرية " و"تحريضية" ضدهم، مطلقا عليهم صفة داعمي "الإرهابيين"، مما دفع العرب الى التصويت بكثافة والوصول الى الكنيست بكتلة من 15 نائبا، كي يشكلوا كتلة وازنة ومؤثرة ضد نتنياهو.
لكن قبل أيام، فاجأ نتنياهو سكان مدينتي أم الفحم والطيبة في وسط اسرائيل حيث توجد أعداد كبيرة من العرب، بزيارة تفقد خلالها العيادات التي تجري فيها حملات تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد.
ثم زار الخميس الناصرة، كبرى المدن العربية، حيث "اعتذر" عن تصريحاته السابقة تجاه العرب الذين يمثلون نحو عشرين في المئة من سكان إسرائيل.
وقال بالعربية "السلام عليكم". ثم أضاف: "أعتقد أن عرب إسرائيل يجب أن يكونوا جزءا كاملا يتساوى مع المجتمع الإسرائيلي". ووعد "بالقضاء على الجريمة في المجتمع العربي مثلما تم القضاء عليها في المجتمع اليهودي". وتحدث عن "زيادة الموازنات" للمجالس البلدية والمحلية للعرب.
ورحّب به رئيس بلدية الناصرة علي سلام وأعلن دعمه له ولحزب الليكود.
وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الخميس :"لا شك أننا رأينا نتنياهو في الأسابيع الماضية مختلفا، وتراجع فجأة. فبدلا من التحريض والكذب على الجمهور العربي، تبنى استراتيجية احتواء واحتضان".
واعتبرت أن "الغرض المباشر من هذه الاستراتيجية" وقف لعب "دور المحرض"، مشيرة الى أن التحريض دفع العرب الى الخروج بأعداد كبيرة للتصويت.
ودأب نتنياهو في انتخابات 2015 و2019 على تخيير ناخبيه بين "بيبي (اللقب الذي يعطيه الإسرائيليون لنتنياهو)  أو طيبي" (رئيس كتلة القائمة العربية المشتركة في الكنيست أحمد الطيبي)، متهما منافسه الرئيسي بيني غانتس الذي حظي بدعم بين العرب، بأنه "يتحالف مع داعمي الإرهاب".
وحصدت القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة في آذار 87,2 في المئة من أصوات الناخبين العرب، الذين شاركوا في الاقتراع بنسبة 64,8 في المئة. ورفعت شعار "إسقاط نتنياهو".
ولم يتمكن حزب نتنياهو، الليكود، ولا تحالف "أزرق ابيض" الذي يرأسه غانتس من الحصول على أكثرية واضحة في الانتخابات الثلاث الأخيرة. وشكل نتنياهو وغانتس حكومة ائتلاف برئاسة نتنياهو لم تصمد حتى لسنة، وساهمت في إضعاف فريق غانتس الذي تشتت.
وشرّعت إسرائيل خلال حكم نتنياهو "قانون القومية"، الذي يحدد إسرائيل على أنها دولة يهودية، وحق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي، وألغى اللغة العربية كلغة رسمية كان ينص عليها القانون الأساسي في إسرائيل. كما أقرت قانون "كيمنتس" لتسريع هدم بيوت العرب غير المرخصة.
ويقول مدير مركز "مساواة" جفر فرح "التحريض على العرب بدأ منذ عام 2001 مع رئيس حزب "شاس" آنذاك إيلي يشائي ولم يساعده التحريض على كسب الأصوات، كما ولم يساعد أفيغدور ليبرمان الذي نادى بالترنسفير للعرب، ولم يساعد نتنياهو الذي حصل فقط على ثمانية آلاف صوت من العرب في الانتخابات الاخيرة، بمثابة نصف مقعد".
ويضيف "أدرك نتنياهو أن المستفيد من التحريض على العرب هي أحزاب المستوطنات برئاسة بتسلئيل سموتريتش ونفتالي بينيت".
وبحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الجمعة، "في إمكان معسكر اليمين بقيادة نتنياهو الحصول على 60 مقعدا" في الانتخابات المقبلة المحددة في 23 آذار، مقابل 59 مقعدا في الكنيست الحالي. وبحسب مصادر الليكود، يمكن أن يحصل نتنياهو على مقعدين إضافيين من العرب. ويحتاج الى 61 مقعدا ليتمكن من تشكيل حكومة بمفرده.
ويؤكد المحلل السياسي والبروفسور في جامعة تل أبيب أمل جمال أن نتنياهو "يريد أصوات العرب"، لكن زيارته "للمجتمع العربي... الآن هي بهدف تفكيك الصوت الأعلى فيه: القائمة المشتركة". ويرى "أن تفكيك المشتركة سىيسهّل عليه التعامل مع ملف العرب داخل إسرائيل وملف القضية الفلسطينية"، مشيرا الى أن القائمة المشتركة تطالب طوال الوقت داخل الكنيست "بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والتوصل الى حل" مع الفلسطينيين.
وعمد نتنياهو الى مغازلة رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية منصورعباس، العضو في القائمة المشتركة، والذي امتنعت حركته عن التصويت على إسقاط حكومة نتنياهو في آخر تصويت لحل الكنيست، مما شكل شرخا داخل القائمة.
ونقلت صحيفة "هارتس" عن عباس بأنه أجرى لقاءات مع مقربين من نتنياهو.
وأظهرت استطلاعات رأي أن القائمة المشتركة ستحصل على 11 مقعدا فقط في الانتخابات القادمة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم