السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ثمانية أعوام من النزاع الدموي... حرب الجزائر: "صدمات لم تُعالج بعد"

المصدر: "أ ف ب"
أول رئيس للجزائر أحمد بن بلة خلال العرض العسكري الذي أقيم في الجزائر العاصمة في يوم الثورة الجزائرية في في 1 تشرين الثاني 1962 (أ ف ب).
أول رئيس للجزائر أحمد بن بلة خلال العرض العسكري الذي أقيم في الجزائر العاصمة في يوم الثورة الجزائرية في في 1 تشرين الثاني 1962 (أ ف ب).
A+ A-
استمرت حرب الجزائر ثمانية أعوام، ولم تقرّ فرنسا بتسميتها حرباً إلا عام 1999، لكن جراحها لا تزال مفتوحة حتى الآن. 
 
في الجزائر القابعة تحت الاحتلال الفرنسي منذ 1830، والتي قُمعت الاحتجاجات المطالبة باستقلالها في شكل دموي عام 1945، شنّت "جبهة التحرير الوطني" التي لم تكن معروفة بعد حينها، ستين هجوماً متزامناً في عيد جميع القديسين عام 1954.
 
بدأ إثر ذلك نزاع أوقع أكثر من 500 ألف قتيل مدني وعسكري، نحو 400 ألف منهم جزائريون، وفق تقديرات المؤرخين. 
 
على امتداد ثمانية أعوام، قاد الجيش الفرنسي حملة قمع قاسية رداً على هجمات "جبهة التحرير الوطني" التي شملت أيضاً تصفية خصومها في حزب "الحركة الوطنية" الجزائرية الذي تزعمه مصالي الحاج. 


معركة الجزائر والتعذيب
بداية 1957، انفجرت قنابل وضعتها "جبهة التحرير الوطني" في مقاهٍ وملاعب في الجزائر العاصمة، مخلفة 15 قتيلاً وعشرات المصابين. حينها أطلق الجنرال الفرنسي جاك ماسو معركة ضارية ضد "الجبهة". 
 
بحلول تشرين الأول 1957، أوقف آلاف المشتبه بهم وعذبوا، وقتل كثير منهم. 
 
عام 1958، نشر أحد ضحايا التعذيب، الشيوعي هنري علاق، شهادته في كتاب صادم بعنوان "المسألة" حُظر تداوله. 
 
بعد أكثر من أربعة عقود، عام 2001، أقر الجنرال بول أوساريس بممارسة التعذيب. وفي العام نفسه كشفت الناشطة في "جبهة التحرير الوطني" لويزيت ايغيلاريزن في كتاب تعرضها للتعذيب والاغتصاب. 
 
 
الاستقلال والعائدون والحركى
في أيار 1958، وبضغط من العسكريين ومستوطنين فرنسيين في الجزائر، عاد الجنرال شارل ديغول إلى السلطة، وبدأت الجمهورية الخامسة. 
 
بعد إحباطه محاولة انقلاب من جنرالات فرنسيين في الجزائر عام 1961، أطلق ديغول مفاوضات مع "جبهة التحرير الوطني". 
 
في 19 آذار 1962، نصت اتفاقيات إيفيان على وقف فوري لإطلاق النار ومهدت لاستقلال الجزائر التي صار القيادي في "جبهة التحرير الوطني" أحمد بن بلة أول رئيس لها. 
 
تلت ذلك أشهر من الفوضى نفذ فيها عناصر "منظمة الجيش السري" الداعية إلى إبقاء تبعية الجزائر لفرنسا، هجمات، كما شهدت هروب مستوطنين. وفي الإجمال، نحو مليون "عائد" وصلوا إلى فرنسا.
 
ورافق الفرنسيين نحو 60 ألف من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي. لكن تخلت فرنسا عن عدد منهم يراوح بين 55 ألفاً و75 ألفاً بقوا في الجزائر حيث قتل أغلبهم.  
 
 
"صدمات لم تعالج بعد"
لم تصف فرنسا رسمياً ما حدث بالحرب إلاّ عام 1999. 
 
وعلى غرار فاليري جيسكار ديستان، الذي كان أول رئيس فرنسي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر المستقلة عام 1975، امتنع الرئيسان فرنسوا ميتران وجاك شيراك عن إدانة الاستعمار. 
 
عام 2007، صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن "النظام الاستعماري كان غير عادل بشكل عميق"، لكنه أشار إلى أنه "داخل ذلك النظام، كان يوجد كثير من الرجال والنساء الذين أحبوا الجزائر قبل أن يضطروا إلى مغادرتها". وتحدث عن "عدد لا يحصى من الضحايا من الجانبين". 
 
عام 2012، تحدث الرئيس فرنسوا هولاند من الجزائر عن الاستعمار قائلاً: "طوال 132 عاماً، خضعت الجزائر لنظام غير عادل بشكل عميق ووحشي". 
 
وكان في 19 آذار 2016 أول رئيس يحيي ذكرى انتهاء حرب الجزائر، ما أثار ضجة. 
 
في أيلول 2018، أقر الرئيس إيمانويل ماكرون أن عالم الرياضيات الشيوعي الشاب موريس أودان الذي أوقفه الجيش الفرنسي في الجزائر عام 1957 قتل تحت التعذيب، وطلب باسم الجمهورية "الصفح" من أرملته.
 
في تشرين الأول 2020، اعتبر ماكرون في خطاب ألقاه بمورو في باريس أن "الانعزالية" الإسلامية "تتغذى" جزئياً من تلك الحقبة التاريخية. 
 
وقال: "نحن بلد له ماض استعماري" و"صدمات لم تعالج بعد"، معتبراً أن "حرب الجزائر جزء منها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم