الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بومبيو أحرج ماكرون وسط تطلع فرنسا والمانيا إلى شراكة مع بايدن

المصدر: النهار
البطريرك المسكوني برتلماوس الأول ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في اسطنبول أمس.   (أ ف ب)
البطريرك المسكوني برتلماوس الأول ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في اسطنبول أمس. (أ ف ب)
A+ A-
وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه الإثنين في موقف دقيق غير مسبوق، إذ استقبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في حين لم يعترف دونالد ترامب بعد بهزيمته، فيما بات باريس تتطلع إلى العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
 
التقى ماكرون بومبيو قبيل الظهر في قصر الإليزيه بعيدا عن الإعلام، بعد لقاء مماثل مع وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان.
وأشارت فرنسا إلى أنها وافقت على استقبال بومبيو بطلب منه و"في شفافية كاملة مع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن"، وقت تدعو الحكومة الفرنسية إلى إعادة بناء العلاقة عبر ضفتي الأطلسي بمناسبة تبديل الإدارة الأميركية.
 
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إنها "زيارة مجاملة" وفقا لقصر الإليزيه لكنها "زيارة عمل" وفقا لوزارة الخارجية. وفي النهاية، كانت هذه الزيارة "مختلفة عن غيرها" كما اعتبرها ديبلوماسيون فرنسيون.
 
وغرّد بومبيو الذي كان يقوم بزيارته الأولى وربما الأخيرة لباريس كوزير للخارجية "أجريت مناقشة مهمة مع صديقي جان -إيف لودريان اليوم في باريس لتنشيط جهودنا المشتركة من أجل السلام والأمن".
 
ولم ترد أي معلومات عن محادثات مقبلة محتملة في شأن الانتخابات والانتقال السياسي في الولايات المتحدة، فيما كان ماكرون من أوائل قادة العالم الذين سارعوا إلى تهنئة الديموقراطي جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية، ثم تحدث معه عبر الهاتف، وقت لم يقر الرئيس الجمهوري بهزيمته بعد أكثر من أسبوع على إعلان النتائج، كاتبا في تغريدة ليل الأحد الإثنين "فزت في الانتخابات!"
 
وحدة عبر الأطلسي
ورفض بومبيو نفسه، قبل انطلاق جولته على أوروبا والشرق الأوسط، وباريس أولى محطاتها، الاعتراف بفوز بايدن. وقال الأسبوع الماضي: "سيكون هناك انتقال سلس نحو إدارة ثانية لترامب"، منتقدا القادة الأجانب الذين أجروا اتصالات مع بايدن.
 
وتالياً، خيمت أجواء غير معهودة خلال اللقاء على انفراد في القصر الرئاسي. وبمعزل عن هذا الوضع الملتبس الذي يلقي بثقله على الديبلوماسية الأميركية، فإن المسائل الخلافية كثيرة بين البلدين.
 
ورشح من الجانبين قبل اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع في حلف شمال الأطلسي أوائل كانون الاول، أن المناقشات ركزت على صراع ناغورنو- كراباخ والوحدة "عبر الأطلسي" التي غالبا ما أسيء استخدامها خلال عهد ترامب.
 
كما تحدث بومبيو عن "سلوك إيران المزعزع للاستقرار"، وحذر من "النشاط الخبيث للحزب الشيوعي الصيني في أوروبا" بحسب الناطق باسمه.
وابدى لودريان أمام بومبيو تحفظاته عن تسريع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق، وهو ما وعد ترامب بإنجازه قبل انتهاء ولايته في 20 كانون الثاني.
 
وجرى للمرة الأخيرة البحث في الملف الإيراني، الذي ساهم إلى جانب المناخ والتجارة في حصول قطيعة إلى حد ما بين واشنطن والقارة العجوز منذ أربع سنوات.
 
وسحب ترامب بلاده في 2018 من الاتفاق الدولي الذي أبرم قبل ثلاث سنوات مع إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، معتبرا أنه غير كاف. وإثر ذلك ، أعاد فرض عقوبات شدّدها لاحقا على طهران. ويسعى الأوروبيون لإنقاذ هذا الاتفاق، أقله حتى انتقال السلطة إلى بايدن الذي وعد بالعودة إلى الديبلوماسية.
إلا أن إدارة ترامب أكدت عزمها على تشديد التدابير في حق إيران حتى النهاية، وهي استراتيجية يرى بعض المراقبين أنها تنمّ عن عزم على بناء "جدار من العقوبات" إلى حد يجعل من الصعب على الرئيس المقبل العودة إلى الخلف.
 
وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين: "أيا كانت نتيجة هذه الانتخابات (الأميركية)، فإن هذه الإدارة موجودة حتى 20 كانون الثاني على أقل تقدير" و"حملة الضغوط القصوى (على إيران) لن تتوقف في الأشهر المقبلة".
وبعدما امضى بومبيو عطلة نهاية الأسبوع في زيارة خاصة مع زوجته سوزان في باريس خلال هذه الرحلة الأشبه بجولة وداع، قام وزير الخارجية الأميركي صباح الإثنين بتكريم ذكرى ضحايا الاعتداءات التي شهدتها فرنسا أحيراً. ووضع إكليلا من الزهر عند نصب أقيم لضحايا الإرهاب في حدائق قصر الإنفاليد.
 
وواصل وزير الخارجية جولته في تركيا حيث وصل في فترة قبل الظهر قبل الانتقال إلى جورجيا والقدس ثم إلى الخليج.
 
 شراكة عبر الأطلسي
في غضون ذلك، دعت فرنسا وألمانيا بايدن الى تعزيز "الوحدة عبر الأطلسي"، بما في ذلك حول البرنامج النووي الإيراني وضد تركيا، التي هي أيضا عضو في الحلف الأطلسي.
 
وأفاد وزيرا الخارجية الألماني هيكو ماس ولودريان في مقال نشرته صحيفتا "الموند" الفرنسية و"الواشنطن بوست" الأميركية واسبوعية "دي تسايت" الألمانية أنه "على أوروبا والولايات المتحدة أن تبتكرا معا معطى جديدا عبر الاطلسي".
وأشارا إلى أن "انتخاب جو بايدن يمهد لتعزيز الوحدة عبر الأطلسي في مواجهة المستبدين والدول التي تسعى لتأكيد قوتها رغم النظام الدولي أو التوازنات الإقليمية".
 
وأضافا :"هناك أمور كثيرة يجب إصلاحها"، من دون الإشارة إلى سياسة ترامب الذي عمل على تقويض عدد من المنظمات والاتفاقات الدولية، وخصوصا تلك المتعلقة بالنووي الإيراني.
وانسحب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بشكل أحادي العام 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الموقع قبل ثلاث سنوات مع إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، معتبرا أنه غير كاف، وأعاد  فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.
وأضاف الوزيران :"ندعو الولايات المتحدة إلى العودة إلى نهج مشترك حيال إيران، حتى نتمكن معا من ضمان أن يهدف البرنامج النووي الإيراني فقط إلى غايات سلمية والرد على التحديات الأخرى التي يفرضها هذا البلد على أمننا وعلى المنطقة".
 
وشددت باريس وبرلين كذلك على ضرورة وجود وجهات نظر موحدة حيال تركيا، الحليف الذي لا يمكن توقع سلوكياته بشكل متزايد - إن لم يكن معاديا حيال بعض الشركاء مثل فرنسا - في الحلف الأطلسي.
وأوضح الوزيران "سيتعين علينا تحديد نهج مشترك لمواجهة سلوك تركيا الذي يطرح مشاكل كبيرة في شرق البحر المتوسط وأماكن أخرى".
وحول الصين "من الأفضل تشكيل جبهة موحدة للرد على صعودها ببراغماتية"، مع الحفاظ على "قنوات التعاون الضرورية" لمواجهات تحديات مثل وباء كوفيد-19 أو تغير المناخ.     
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم