لماذا الشكوك حول سلامة "أسترازينيكا" مبالغ بها؟

أضيف على بطء عمليات التلقيح في أوروبا خصوصاً والعالم عموماً مشكلة إضافية تتعلق بشكوك حول سلامة لقاح "أسترازينيكا"، بعدما تمّ تسجيل حالات تجلّط بالدم بين عدد من الأشخاص الذين تلقّوه. وردت هذه التقارير في النرويج والدنمارك وإيطاليا. أدى ذلك إلى اتّخاذ أكثر من 12 دولة أوروبية قرارها بتعليق استخدام ذلك اللقاح بشكل موقت ريثما تصدر المزيد من الدراسات حوله. لكنّ اللقاح آمن بشكل شبه مؤكد وفقاً لمجلة "إيكونوميست" البريطانية.

تذكّر المجلّة بقاعدة علميّة لا يراعيها كثر: العلاقة الترابطية لا تعني علاقة سببية. فالجلطات الدموية شائعة والأمر نفسه ينطبق على لقاحات "كوفيد-19". اعترفت وكالة الأدوية الأوروبية بحدوث 30 "انسداداً تجلطياً" بين حوالي 5 ملايين شخص تلقوا اللقاح. أن يكون بعض الأشخاص قد أصيبوا بجلطات بعدما تلقوا لقاح "كوفيد-19" ليس أكثر إثارة للاستغراب من أن يكون هذا البعض قد أصيب به بعد تناول الباراسيتامول أو المتممات الغذائية أو الفطور.

ما تعنيه المجلة، بمعنى آخر، هو كما أنّ حدوث تجلط بعد تناول المتممات الغذائية أو الباراسيتامول لا يعني أن المتممات أو الدواء المذكور سببه المباشر، كذلك، لا يعني تناول اللقاح أنّه السبب المباشر وراء حدوث هذه الجلطات المذكورة. السؤال المحوري هو ما إذا كانت نسب هذه الجلطات أعلى من معدلها المتوقع. وهذا ما تنفيه الوكالة الأوروبية للدواء: "رقم (تجلطات الدم) في الأشخاص الملقحين ليس أعلى من الرقم المرئي بين عموم السكان".

تذكر المجلة أن البيانات الواردة من أماكن أخرى مطمئنة أيضاً. خلال التجارب السريرية التي أجريت لمراقبة اللقاح، واجه أقل من 1% من المجموعتين اللتين أعطيت إحداهما لقاحاً وهمياً والأخرى لقاح "أسترازينيكا" مرضاً شديداً. حتى أن الرقم الأكبر كان بين أولئك الذين تناولوا اللقاح الوهمي.

وحتى 28 شباط، وزعت بريطانيا 9.7 مليون جرعة "أسترازينيكا" و11.5 مليون جرعة "فايزر" على مواطنيها. وقالت وكالة تنظيم الرعاية الصحية البريطانية إن بين 3 و 6 أشخاص من أصل ألف عانوا من أعراض جانبية معظمها خفيف. وحذّرت المجلة من أن نشر المخاوف حول لقاح معين سيواجه صعوبة في العودة عنه بعد السماح مجدداً باستخدامه.