الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما الذي سينفد أولاً: صواريخ جافلين أم الدبابات الروسية؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
الجيش الأوكراني يتدرب على استخدام صواريخ "جافلين"، كانون الأول 2021 - وزارة الدفاع الأوكرانية/ "أ ب"
الجيش الأوكراني يتدرب على استخدام صواريخ "جافلين"، كانون الأول 2021 - وزارة الدفاع الأوكرانية/ "أ ب"
A+ A-

أدت صواريخ "جافلين" الأميركية دوراً بارزاً في تصدي القوات الأوكرانية للدبابات والآليات المدرعة الروسية. السؤال البارز هو مدى قدرة الولايات المتحدة على مواصلة تحويل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا مع استمرار المعارك في المدى المنظور.

طرح المستشار البارز في "مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية" مارك كانسيان هذا السؤال مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المخزون الأميركي يتضاءل.

من المرجح أن تكون واشنطن قد حوّلت ثلث مخزونها من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا. بالتالي، تقترب الولايات المتحدة من نقطة تضطر معها لتخفيض هذه التحويلات من أجل الحفاظ على مخزوناتها الخاصة لدعم الخطط الحربية الأميركية. فإنتاج الصواريخ الجديدة بطيء وسيستغرق الأمر سنوات لإعادة ملء المخزونات.

أضاف المستشار أن "جافلين" هي السلاح الأكثر تطوراً وقدرة وكلفة من بين مروحة واسعة من القذائف المضادة للدبابات التي توفرها الدول الأطلسية لأوكرانيا.

تقول واشنطن إنها أمنت 7 آلاف صاروخ لكييف. ومع أن "جافلين" هي الصواريخ الأكثر قدرة وشهرة من بين هذه الأنظمة، هي ليست الأكثر عدداً. يذهب هذا التميز إلى صواريخ "أن لو" البريطانية، بالرغم من أنها ليست بمثل تطور أو نطاق "جافلين".

علاوة على ذلك، توفر دول أخرى منظوماتها الخاصة المضادة للدبابات مثل "بانزرفاوست-3" الألمانية و"كارل غوستاف" الأسوجية.

وصل الإنتاج الإجمالي إلى 37739 صاروخ "جافلين" منذ بدأ الإنتاج سنة 1994. كل سنة، تستخدم الولايات المتحدة بعض الصواريخ للتدريب والاختبار. بالتالي، قد يكون هنالك 20 إلى 25 ألف صاروخ في المخازن. من هنا، يمثل الـ 7 آلاف صاروخ ثلث المخزونات الأميركية.

قد يبدو هذا الرقم غير كبير بما أنه يتبقى ثلثا المخزون. لكن من المرجح أن يبدأ المخططون العسكريون الأميركيون بالتوتر. تحتفظ الولايات المتحدة بمخزونات متنوعة لنزاعات دولية محتملة قد تندلع ضد كوريا الشمالية أو إيران أو روسيا نفسها.

في مرحلة معينة، سينخفض المخزون بما يكفي ليتساءل المخططون عما إذا كان بالإمكان تنفيذ تلك الخطط. من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة في طور الاقتراب من هذه المرحلة.

الجواب البديهي هو أنه يجب على واشنطن بناء المزيد من هذه الصواريخ بحسب الكاتب. لقد كانت الولايات المتحدة تشتري "جافلين" بمعدل 1000 قطعة سنوياً. يبلغ الحد الأقصى للإنتاج 6480 صاروخاً في السنة. ويبلغ وقت التسليم 32 شهراً. بصورة عامة، سيستغرق الأمر قرابة 3 إلى 4 أعوام لاستبدل الصواريخ التي تم تسليمها. وإذا سلّمت واشنطن المزيد من الصواريخ إلى أوكرانيا، يصبح هذا الوقت أطول.

بالمقابل، تملك روسيا 2800 دبابة و13 ألف آلية مدرعة جاهزة، مع 10 آلاف دبابة و8500 آلية مدرعة في المخازن. تشير الاستخبارات المستندة إلى مصادر علنية أن الروس خسروا 1300 مدرعة. الخلاصة هي أنّ الروس لن ينفدوا من المركبات المدرعة في أي وقت قريب.

لكن ما قد ينفد منه الروس هو الأطقم المدربة والمعنويات إذا دمر الأوكرانيون المدرعات. بحسب كانسيان، فقد الروس قرابة 40 ألف جندي، أي ربع قوتهم القتالية الأساسية، مع خسائر كبيرة بشكل خاص في وحدات النخبة لديهم.

يمكن التعزيزات أن تعوّض بعض الأرقام، لكن المهارات تتدهور، المعنويات التي لم تكن قط مرتفعة، تبدو في حالة ضمور. وختم كانسيان: "لذلك، إنه سباق. هل ستؤدي الخسائر القتالية الروسية إلى طريق مسدود في ساحة المعركة قبل أن تنفد أوكرانيا من أكثر أسلحتها المضادة للدبابات فاعلية؟"

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم