الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد تعليق استخدامه في دول عدّة... 4 أسئلة رئيسية حول لقاح "أسترازينيكا"

المصدر: "أ ف ب"
لقاح "أسترازينيكا" (تعبيرية- أ ف ب).
لقاح "أسترازينيكا" (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
هل يمكن أن يسبب لقاح "أسترازينيكا" مشاكل خطيرة في الدم لدى بعض الأشخاص؟ أكثر من العدد، القليل جداً، لهذه الآثار غير المرغوب فيها، فإن طبيعتها غير المعتادة هي التي دفعت العديد من الدول الى تعليق استخدام هذا اللقاح. في الآتي، رد على بعض الاسئلة في شأنه:
 
 
ماذا يثير التساؤل؟
حين تمّ الإعلان عن التعليق الأول الأسبوع الماضي، كانت الأسئلة تتعلق باحتمال وجود صلة بين اللقاح وتكوين جلطات دموية أو جلطات مثل التهاب الوريد على سبيل المثال أو حتى الانسداد الرئوي.
 
لكن الاثنين، ذهب معهد بول إيرليش الطبي الذي يقدم النصح للحكومة الألمانية إلى أبعد من ذلك بقوله إنه "عبر تحليل معطيات جديدة، نرى تراكما كبيرا لنوع محدد من تجلط الأوعية الدماغية النادر جداً، المرتبط بنقص الصفائح الدموية".
 
هذه هي العناصر التي دفعت ألمانيا بدورها إلى تعليق لقاح "أسترازينيكا" كإجراء احترازي وتلتها فرنسا وإيطاليا.
 
وقالت أوديل لوناي، خبيرة الأمراض المعدية وعضو لجنة اللقاحات ضدّ كوفيد التي شكلتها الحكومة الفرنسية، لوكالة "فرانس برس"، إن الجلطات في الأوعية الدماغية "هي من ناحية أكثر ندرة من الجلطات التقليدية، ومن ناحية أخرى من المحتمل أن تكون أكثر حدة". يمكن أن تسبب هذه الجلطات النادرة السكتات الدماغية (حوادث الأوعية الدموية الدماغية).
 
من جانب آخر، أبلغت عدة دول عن حالات نزيف يمكن أن تتوافق مع "أحداث التخثر المنتشرة داخل الأوعية" كما أضافت البروفسور لوناي. وقالت: "هي متلازمات استثنائية للغاية ويمكن ان تظهر في إطار التهابات خطيرة وتؤدي الى جلطات ونزيف في آن". في هذه المرحلة، ليس هناك من دليل على وجود رابط بين اللقاح وهذه الاحداث. هذه النقطة ستوضحها الوكالة الأوروبية للادوية التي ستنشر استنتاجاتها الخميس.
 
 
كيف يمكن تحديد الخطر؟
تؤكد البروفسور لوناي أن "السؤال هو ما إذا كانت هذه الأحداث القليلة أعلى من معدل الحدوث الذي نسجله عادة" لدى السكان في حال عدم وجود اللقاح.
 
أبلغت ألمانيا الاثنين عن 7 حالات من الجلطات في الأوعية الدماغية من بين أكثر من 1,6 مليون حقنة. وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن "الخطر ضعيف جداً"، مضيفاً: "لكن اذا كانت هذه الحالات مرتبطة باللقاح، فانه سيكون خطر أعلى من المتوسط".
 
وأوضحت الوزارة اليوم، أنه من أصل 1,6 مليون شخص، يتوقع إحصائياً ان تسجل "حوالى 1 الى 1,4 حالات" من حالات تجلط الأوعية الدماغية وليس 7.
 
على العكس كررت وكالة الأدوية الأوروبية القول الاثنين في بيان ان عدد "الاحداث المرتبطة بالجلطات لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لا يبدو أعلى مما هو لدى السكان بشكل عام".
 
لكن حتى لو كان عددهم ضئيلاً، فإن الطابع غير النمطي لهذه الاحداث التي سجلت هو الذي يثير حيرة الأخصائيين. ولفت مسؤول اللقاحات في الحكومة الفرنسية البروفسور آلان فيشر في حديث لاذاعة "فرانس انتر"، الى انه "على هذا الجانب وليس العدد هو ما يدور حوله نقاش اليوم".
 
وصرّح البروفسور فيليب نغوين المتخصص في الجلطات في الجمعية الفرنسية لأمراض الدم لوكالة "فرانس برس": "نبقى في حالة استثنائية، يجب بالتالي فعلياً التدقيق في هذه الملفات" لمعرفة ما إذا كان هناك رابط مع اللقاح.
 
 
ما هو توازن الفوائد- المخاطر؟
كما هي الحال مع جميع الأدوية، فإن السؤال الأساسي هو كيفية إقامة توازن بين الفوائد والمخاطر للقاح، أي تحديد إلى أي مدى تفوق فوائد اللقاح عيوبه.
 
وأفادت مديرة الوكالة الأوروبية للادوية ايمر كوك خلال مؤتمر صحافي: "ما زلنا مقتنعين تماماً بأن فوائد لقاح +أسترازينيكا+ في منع الإصابة بكوفيد-19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية".
 
وأكد وزير الصحة البلجيكي فرانك فاندينبروك على عكس عدد من نظرائه الأوروبيين أن "وقف حملة التلقيح هذه مع العلم أنه هناك مثل هذا الانتشار للفيروس سيكون تصرفاً غير مسؤول، لانه حماية أكيدة وفعالة ضد هذا المرض".
 
وهي وجهة النظر أيضا التي يدافع عنها الكثير من الاخصائيين عبر أوروبا.
 
من جانب آخر تبين أن كوفيد-19 نفسه يمكن أن يسبب جلطات دموية. يقول البروفسور ستيفن إيفانز (كلية لندن للصحة والطب الاستوائي) كما نقلت عنه المنظمة البريطانية "مركز إعلام العلوم"، إن "بعض مشاكل التخثر التي لوحظت حالياً قد تكون ناجمة عن كوفيد وليس اللقاح".
 
وأضاف البروفسور نغوين أن ذلك هو "احتمال".
 
 
ماذا سيحصل؟
توقعت البروفسور لوناي أنه "مهما كان القرار الذي ستتخذه الوكالة الأوروبية للأدوية" الخميس، "فسيكون أمراً صعباً في مجال التواصل".
 
وقالت إنه هناك ثلاثة احتمالات: "إما أن يتم استبعاد كل رابط مع اللقاح ونستأنف التطعيم" أو "نحدد أشخاصاً هم عرضة لخطر مواجهة هذه المضاعفات" ونعيد تنظيم حملة التلقيح عملاً بذلك أو أن نوقف تماما استخدام لقاح "أسترازينيكا".
 
تؤكد أن الفرضية الأخيرة ستشكل ضربة قاسية "لاننا طلبنا في أوروبا عدداً كبيراً جداً من الجرعات ونعتمد بشكل كبير على هذا اللقاح".
 
لكن في أول سيناريوهين فان ثقة الشعب هي التي ستضرر على الأرجح لان كل هذه الأمور "ستلقي بالشك على سلامة اللقاح".
 
وتوقعت الاخصائية الفرنسية انه "في نهاية المطاف، ومهما كانت النتيجة، فان ذلك سيترك أثراً كبيراً على المراحل التالية من حملة التلقيح".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم