الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

آلاف يتظاهرون وسط بانكوك: السلطات التايلانديّة تصدر مرسوم طوارئ لإخماد الاحتجاجات

المصدر: أ ف ب
حشود من المتظاهرين في بانكوك (15 ت1 2020، أ ف ب).
حشود من المتظاهرين في بانكوك (15 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
تجمع آلاف المتظاهرين، مساء الخميس، في وسط بانكوك، في تحد لمرسوم الطوارئ الصادر صباحاً لإنهاء حركة الاحتجاج التي تجرأت على تحدي النظام الملكي القوي في البلاد.

وهتف بعض الناشطين "حرروا أصدقاءنا" بعدما ألقي القبض على عدد من قادة الحركة المؤيدة للديموقراطية قبل ساعات.

وقرأ شرطي على الحشد (نحو 3000 متظاهر بحسب تقديرات وكالة فرانس برس)، مرسوم الطوارئ الذي يحظر كل التجمعات السياسية التي تضم أكثر من أربعة أشخاص، موضحا أنه يمكن اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين.

وأغلقت العديد من مراكز التسوق الشهيرة في العاصمة قرب المسيرة الاحتجاجية وانتشر العسكر حول المباني الحكومية.

وقال الطالب خامين (20 عاما) لوكالة فرانس برس: "أخاطر بسلامتي لكنني ما زلت أريد أن أكون هنا. الحشد سيحميني".

وأضاف كوريكات وهو مهندس يبلغ من العمر 50 عاما: "أنا هنا لأن رئيس الوزراء، وهو جندي، لا يفهم شيئا عن اقتصاد" المملكة التي تعتمد بشدة على السياحة والتي تعاني ركودا منذ انتشار فيروس كورونا المستجد.

وشدّدت السلطات، الخميس، تدابيرها في مواجهة الحركة المؤيدة للديموقراطية التي بدأت قبل أشهر في البلاد.

وأصدرت مرسوم الطوارئ الذي، بالإضافة إلى حظر التجمعات السياسية، يمنع "الرسائل الإلكترونية التي قد تضر بالأمن القومي" أو "تولد الخوف".

وبررت الحكومة هذا التحول باندلاع تظاهرات "مخالفة للدستور".

وتأتي الاحتجاجات بعدما تحدى المتظاهرون موكبا ملكيا، في خطوة غير مسبوقة ضد العائلة المالكة المبجلة عادة في البلاد.

وبعد الإعلان عن الإجراءات الطارئة في وقت مبكر الخميس، فرّقت شرطة مكافحة الشغب مئات المتظاهرين الذين احتشدوا طوال الليل خارج مكتب رئيس الوزراء في بانكوك.

وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنان جنرال سانتيبونغ ثامبيا من أهمية وجود عناصر الجيش في محيط بعض المباني الحكومية، قائلا في فيسبوك إنهم موجودون "للمساعدة في إنفاذ القانون".

وكان رئيس الوزراء برايوت تشان-أو-تشا قائد الجيش عندما تولت المؤسسة العسكرية السلطة في انقلاب العام 2014 قبل فوزه في انتخابات تم التشكيك في نتائجها في آذار/مارس العام الماضي كشخصية مدنية.

وكان القيادي في الحركة الطلابية باريت شيواراك بين الأشخاص الذين أوقفوا توقيفهم، بحسب ما أفادت ناشطة بارزة أخرى هي بانيوسايا سيتيجيرواتاناكول.

وأظهر بث حي في فيسبوك لاحقا الشرطة وهي تعتقل بانيوسايا، كذلك بينما هتف أنصارها "فليعش الشعب" ورفعوا أصابعهم الثلاثة في إشارة مستوحاة من فيلم "هانغر غيمز" تعبيرا عن التحدي للسلطات.

وقال أنون نومبا، وهو شخصية بارزة أخرى في الحركة الاحتجاجية، إنه اقتيد بالقوة بواسطة مروحية إلى شيانغ ماي في شمال تايلاند "من دون حضور محامي".

وقال في فيسبوك: "هذا انتهاك لحقوقي وأمر غاية في الخطورة بالنسبة إلي".

ولم يتضح بعد كيف تمكن الناشطون الذين تم توقيفهم من استخدام حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحد الإجراءات الطارئة عدد الأشخاص الذين يسمح لهم التجمّع إلى أربعة كحد أقصى وتسمح للسلطات بمصادرة "معدات الاتصال الإلكترونية والبيانات والأسلحة التي يشتبه بأنها تتسبب بالوضع الطارئ"، على ما ما أفاد متحدث باسم الحكومة.

وقال المتحدث في بيان "هذه أوامر تحظر تجمّع خمسة أشخاص أو أكثر... وتحظر توزيع الأخبار عبر وسائل الإعلام الإلكترونية والتي من شأنها التأثير على الأمن القومي".

- "تتسع رقعتها" -
وفُرض الأمر بعدما احتشد آلاف المتظاهرين في محيط نصب الديموقراطية في بانكوك الأربعاء، قبيل مرور كان مقررا سلفا لموكب ينقل الملك ماها فاجيرالونغكورن وعائلته.

وبينما نصبت الشرطة حاجزا لإبعاد معظم المتظاهرين عن الطريق الذي يسلكه الموكب، كان لا يزال هناك العشرات لدى مروره وشوهدت الملكة سوثيدا وهي تنظر من نافذة سيارة ليموزين بينما رفع المتظاهرون أصابعهم في إشارة "هانغر غيمز".

 وتعد أشكال التحدي المفتوح هذه للملكية غير مسبوقة في تايلاند، حيث يتغلغل تأثير العائلة الملكية في جميع جوانب المجتمع.

وندد القيادي في المعارضة ثاناثورن جوانغرونغروانكيت بالحملة الأمنية داعيا الحكومة "لإطلاق سراح جميع الموقوفين".

وقال: "على الحكومة التوصل سريعا إلى طريقة للاستجابة لمطالب المحتجين وإلا فستتسع رقعة الأحداث لتشمل باقي أنحاء البلاد".

ولجأ قادة الحراك الطلابي إلى وسائل التواصل الاجتماعي لحض أنصارهم على الخروج إلى الشوارع الخميس، لكن لم يتضح بعد إن تمت الاستجابة إلى دعواتهم.

وأفادت "حركة الشباب الأحرار" التي نظّمت التظاهرات الضخمة في الشهور الأخيرة "أخرجوا بقوة -- تقديم الدعم المعنوي من المنازل غير كاف".

وقال متظاهر شاهد لقطات للحادث على وسائل التواصل الاجتماعي لوكالة فرانس برس "في الماضي عندما كان أفراد العائلة الملكية يمرون، لم يكن باستطاعتنا حتى التجول في المنطقة. علينا أن نوقف كل شيء ونركع على الأرض".

وتابع: "أنا مندهش جدا. إن الأمر يحدث الآن، ونحن نتغير كثيرا (...) نحن نكسر المحرمات".

وأعلنت الشرطة بدورها أنها ستقيم نقاط تفتيش في محيط تقاطع "راتشابراسونغ"، المنطقة التي شهدت حملة أمنية العام 2010، بعدما دعا وسم انتشر بشكل واسع على تويتر الناس إلى التجمّع في المكان.

ويعد الملك فاحش الثراء أقوى شخصية في تايلاند ويحظى بدعم المؤسسة العسكرية النافذة والعائلات الثرية.

ويمضي معظم أوقاته في أوروبا، لكنه وعائلته كانوا في تايلاند لعدة أيام لحضور احتفال بوذي سنوي.

- تاريخ مضطرب -
وكان مرور الموكب الأربعاء أول مواجهة للعائلة المالكة عن قرب مع المحتجين. وقبل أيام، رفع المتظاهرون أصابعهم في تحية "هانغر غيمز" عن بعد لدى مرور الموكب الملكي.

واندلعت العديد من الحركات الاحتجاجية المناهضة للحكومة في تاريخ تايلاند الحديث المضطرب، إذ شهدت البلاد فترات اضطرابات سياسية طويلة وأكثر من عشرة انقلابات عسكرية ناجحة منذ العام 1932.

ولطالما وضع الجيش نفسه في موقع المدافع الوحيد عن الملك. من جهتهم، قال الناشطون مرارا إن كل ما يطالبون به هو أن تتواءم الملكية مع العصر. 

وتشمل مطالبهم إلغاء قانون المس بالملكية الذي يحمي الملك من أي انتقادات وبأن تنأى العائلة المالكة بنفسها عن السياسة.

ومنذ بدأت الاحتجاجات، اوقفت السلطات عشرات الناشطين الذين وجهت لهم تهم إثارة الفتن وأطلق سراحهم بكفالة.

وأفاد المتحدث باسم الحكومة أنوشا بوراباشايسيري أن رئيس الوزراء أمر الشرطة بتوجيه تهم لأي "متظاهرين عرقلوا سير الموكب الملكي" الأربعاء.

وقال: "عليهم أن يواجهوا إجراءات قانونية من دون أي استثناءات".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم