الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد عشر سنوات على مجزرة ماريكانا... العدالة لم تتحقّق

المصدر: أ ف ب
صورة ارشيفية- عناصر من الشرطة وقفوا بجانب عمال مناجم سقطوا خلال اشتباكات قرب منجم للبلاتين في ماريكانا (16 آب 2012، أ ف ب).
صورة ارشيفية- عناصر من الشرطة وقفوا بجانب عمال مناجم سقطوا خلال اشتباكات قرب منجم للبلاتين في ماريكانا (16 آب 2012، أ ف ب).
A+ A-
بعد عشر سنوات على الوقائع، ما زالت نولوفيفي نوكي تنتظر توضيحات عن مقتل شقيقها الذي كان يأمل في الحصول على أجر أفضل غير أنه سقط برصاص الشرطة في ماريكانا في أسوأ مجزرة في جنوب أفريقيا منذ نهاية الفصل العنصري.

كان مغسينيني "مامبوش" نوكي الذي كان يلقّب ب"الرجل ذي الغطاء الأخضر" الذي كان يلفه حول كتفيه، يبلغ من العمر 30 عاماً حينذاك وتحول أحد أهم وجوه حركة احتجاج آلاف من عمال المناجم. وكان يشجع بحماسة، رافعاً قبضته، زملاءه المضربين.

إلى يوم 16 آب 2021. تقول شقيقته البالغة من العمر 42 عاماً في منزلها بمكاندولي بشرق البلاد، لوكالة فرانس برس "لا نعرف ماذا حدث". وكل ما تعرفه هو أن الشرطة حضرت "وقتل كثيرون".

قتل 34 شخصا بالتحديد وجرح 78 آخرون وسط فوضى وغبار وغازات مسيلة للدموع، في مأساة تركت أثرا عميقا على الديموقراطية الفتية.

منذ ذلك الحين، مثل عدد قليل من رجال الشرطة لكن لم يصدر حكم على أيّ منهم، حسب النيابة. وقال المدعي العام فيدسيزاني بانديلاني إن نصف طلبات التعويض تمت تسويتها، معبرا عن "أسفه" لتأخر هذه الإجراءات.

وشكك تحقيق رسمي "بتكتيكات الشرطة" حينذاك كما أوصى منذ سنوات بملاحقة المسؤولين عن حمام الدم هذا الذي وقع بالقرب من منجم للبلاتين يبعد أكثر من ساعة بالسيارة شمال غرب جوهانسبورغ.

- قبر مهمل -
في أذهان الناجين وعائلات الضحايا، ما زالت ذكرى الوقائع حاضرة بالكامل.

تقول نولوفيفي نوكي في باحة منزلها التقليدية "لا اريد أن اتحدث عن كل هذا بعد اليوم. ما زلت أشعر بألم كبير".

يأتي جزء كبير من العاملين في المناجم من مناطق نائية مثل هذه. وتبقى النساء في البلد مع الأطفال بينما يعمل الرجال على بعد أكثر من ألف كيلومتر. 

كان "مامبوش" يرسل ما يعادل 150 يورو شهريًا إلى أسرته. في 2012، عاد إلى بلدته في نعش. 

وتذكر شقيقته بحزن "قيل لي إنني لا أستطيع رؤية الجثة وإنها متضررة جدا". أما قبره الذي يقع في وسط تلال فتغطيه أعشاب ولا أحد يعتني به.

ونجا مزوخولو ماجيديوانا الذي كان بين العمال المضربين بعدما أصيب بتسع رصاصات وحصل على زيادة في الأجر بعد المجزرة. وهو يعيش اليوم في منزل للعمال بالقرب من التل الذي شهد الوقائع.

يقول الرجل البالغ من العام 34 عاما إن "الحكومة لا تكترث بنا". ويضيف "مرت عشر سنوات وكان يفترض أن تتحسن حياتنا، لكن على العكس كل شيء ازداد سوءا".

- حداد مستحيل -
قبل المجزرة نفسها، قتل عشرة أشخاص في مواجهات على هامش الإضراب.

وقتل مضربون رجل الأمن حسن زوج عائشة فندي. وفي إطار تعويضات، عُرضت عليها وظيفة في المنجم تعتبرها غير كافية على الإطلاق. 

تقول هذه السيدة البالغة من العمر 49 عامًا وهي أم لولدين، إنها تريد أن تعرف على الأقل من قتل زوجها، مؤكدة "أنا وأولادي نريد العدالة". 

وهي تخشى أن يكون قتلة زوجها ما زالوا يعملون في المنجم حيث تلتقيهم من دون أن تعرف ذلك. 

الضحايا والعائلات عالقون في حدادهم. ويقول عالم الاجتماع تريفور نغواني "لم تكن هناك عدالة" و"منطقة ماريكانا ما زالت تحت الصدمة".

كما أكد المعلّق السياسي اونكغوبوتسي تاباني خلال تجمّع نظمه اتحاد صناعة المناجم الرئيسي في البلاد هذا الأسبوع، ما زلنا في مواجهة "قبر مفتوح".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم