الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأمم المتّحدة متخوفة من جرائم حرب في إقيلم تيغراي: إثيوبيا تعلن أنّ الصراع سينتهي "قريباً"

المصدر: رويترز
مؤيدون للتيغراي يتظاهرون أمام المستشارية في برلين (12 ت2 2020، أ ف ب).
مؤيدون للتيغراي يتظاهرون أمام المستشارية في برلين (12 ت2 2020، أ ف ب).
A+ A-
قالت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن القتال الدائر بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمردين في الشمال قد يتمدد حتى يستعصي على السيطرة، وإن من المحتمل أن تكون جرائم حرب قد ارتكبت، في وقت تتطاير نيران الصراع إلى منطقة القرن الإفريقي المضطربة.

في المقابل، اعلنت الحكومة الإثيوبية، اليوم الجمعة، أن هجومها العسكري على زعماء إقليم تيغراي يسير بنجاح، وسينتهي قريبا.

وقال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين: "نسير على الطريق الصحيح كما هو مخطط". وتوقع أن ينتهي الصراع "خلال فترة قصيرة جدا"، على الرغم من قوله بضرورة استعادة النظام والقبض على المجرمين قبل أن يصبح الحوار ممكنا. 
 
وأودى الصراع المستمر منذ عشرة أيام في إقليم تيغراي بحياة المئات، وتسبب بموجة نزوج للاجئين إلى السودان، وأشعل المخاوف من استدراج إريتريا أو اضطرار إثيوبيا إلى سحب قواتها من قوة إفريقية تحارب المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال.

وقد يشوه أيضا سمعة رئيس الوزراء أبيي أحمد الذي فاز بجائزة نوبل، إثر إبرام اتفاق سلام مع إريتريا وانهيال الإشادات عليه بعد فتح الاقتصاد الإثيوبي وتخفيف القيود في نظام سياسي قمعي.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، في بيان ألقاه متحدث: "هناك احتمال خروج هذا الوضع عن السيطرة تماما، مما يؤدي لخسائر فادحة في الأرواح ودمار، فضلا عن نزوح جماعي داخل إثيوبيا نفسها وعبر الحدود".

وأضافت أنه في حالة التأكد من أن طرفاً من الأطراف هو الذي ارتكب مجزرة للمدنيين تحدثت عنها تقارير منظمة العفو الدولية، فستكون بمثابة جريمة حرب.

ويتهم رئيس الوزراء أبيي أحمد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تحكم الإقليم الجبلي الذي يقطنه خمسة ملايين نسمة، بالخيانة والإرهاب.

وتقول القوات الاتحادية إن الجبهة حملت السلاح ضدها في الأسبوع الماضي. لكنها تمكنت منذ ذلك الحين من تفادي حصار واستعادت السيطرة على غرب الإقليم.
 
لكن لا يوجد سبيل للتحقق على نحو مستقل من أوضاع الصراع مع انقطاع الاتصالات وحظر وسائل الإعلام.

وتتهم الجبهة حكومة أبيي بممارسة الاضطهاد الممنهج للتيغراي منذ أن وصل للسلطة في نيسان 2018، وتصف العمليات العسكرية بأنها "غزو".

وتشن القوات الاتحادية ضربات جوية، ويدور قتال بري منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. ونفت إثيوبيا مزاعم الجبهة أن طائرات تابعة للحكومة الاتحادية قصفت سدا لتوليد الكهرباء.

- رئيس جديد للتيغراي -

أعلن أبيي، الذي ينتمي للأورومو، وهي أكبر جماعة عرقية في البلاد، أن البرلمان عين الأستاذ السابق في جامعة أديس أبابا ونائب وزير العلوم والتعليم العالي مولو نيغا (52 عاما) رئيسا جديدا لإقليم تيغراي.

ولم يصدر رد فعل بشكل فوري على تعيين مولو من الرئيس الحالي دبرصيون جبراميكائيل الذي فاز بانتخابات محلية في أيلول، رغم أوامر الحكومة المركزية بإلغائها أو من أي شخصية بارزة أخرى في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

جاء ذلك فيما أعلن الاتحاد الإفريقي اليوم الجمعة إقالة مفوض السلم والأمن، وهو إثيوبي، بعدما اتهمته حكومة بلاده بعدم الولاء.

وأمر مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد بإقالة جبرجزيابير مبراتو ملس في مذكرة بتاريخ 11 تشرين الثاني اطلعت عليها رويترز.

وقال رشيد عبدي، الخبير في شؤون القرن الإفريقي، إن جبرجزيابير ينتمي إلى التيغراي، وإن إبعاده عن منصبه في الاتحاد الإفريقي يأتي في إطار جهود حكومة أبيي لتهميش الشخصيات البارزة من التيغراي.

وأضاف أن عمليات "التطهير (التي تستهدف) المسؤولين ذوي الكفاءات من التيغراي في وسط الصراع لا يخدم الروح المعنوية للأجهزة (الأمنية والعسكرية)"، في إشارة أيضا إلى عمليات عزل أخرى لمسؤولين من التيغراي منذ بدء الهجوم العسكري.

وتابع: "يعزز هذا أيضا التصور بأن هذه الحرب عرقية تتخفى تحت ستار صراع السلطة بين المركز والأطراف".

مع ذلك، حث أبيي الإثيوبيين هذا الأسبوع على طمأنة التيغراي إلى أنهم ليسوا مستهدفين. وقال: "علينا جميعا أن نكون حماة لإخواننا عبر تقديم الحماية للتيغراي من أي ضغوط سلبية".

وتكشفت الانقسامات العرقية في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان منذ أن فتح أبيي الفضاء السياسي بعد توليه السلطة في 2018.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم