الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

برج إيفل يطفىء أنواره ليلاً: فرنسا تحيي ذكرى هجمات 13 تشرين الثاني 2015

المصدر: أ ف ب
وردة بيضاء وضعت في ثقب أحدثته رصاصة في نافذة في شارع دي شارون في باريس (14 ت2 2015، أ ف ب).
وردة بيضاء وضعت في ثقب أحدثته رصاصة في نافذة في شارع دي شارون في باريس (14 ت2 2015، أ ف ب).
A+ A-
بعد خمس سنوات، وفي ظل تجدد العمليات التي ينفذها إسلاميون متطرفون، تحيي السلطات الفرنسية، الجمعة، ذكرى ضحايا الاعتداءات الأكثر عنفا في البلاد، والتي وقعت في 13 تشرين الثاني 2015، وأودت بحياة 130 شخصا.

وتدل سلسلة الهجمات الأخيرة، مع مقتل المدرّس صامويل باتي في 16 تشرين الأول والهجوم على كنيسة في نيس، على أن موجة الاعتداءات الجهادية التي شهدتها فرنسا قبل خمس سنوات لم تنته تماما، على الرغم من أن شكلها قد تغير.

ومنح هذا التهديد، الذي تم رفعه أخيرا إلى مستوى التأهب الأقصى، بعدًا خاصًا الجمعة لإحياء ذكرى هجمات 13 تشرين الثاني 2015 - التي من المرجح أن تبدأ محاكمة المتهمين بها في أيلول 2021 وستستمر ستة أشهر.

وتوجه رئيس الوزراء جان كاستكس، ترافقه رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، صباحا إلى قاعة باتاكلان للحفلات في باريس، وإلى استاد دو فرانس في ضاحية سان دوني (شمال العاصمة)، وإلى شرفات المقاهي في باريس، التي استهدفتها هجمات الانتحاريين بأمر من تنظيم الدولة الإسلامية قبل خمس سنوات. 

حول قاعة باتاكلان، التي احاط بها عدد كبير من عناصر الشرطة، تم تعداد أسماء الضحايا في الشوارع الخالية بسبب الإغلاق، حيث قدم عدد قليل من الأشخاص لإحياء الذكرى، بحسب مراسل فرانس برس.

واعتبرت إحدى سكان الحي مارتين لوبان (72 عاما)، والتي بدا عليها التأثر، أن حضورها "وسيلة للقول إننا لم ننساهم، كل أولئك الذين غادرونا وكل من تأثر نفسيا أو ألحقت به إعاقة مدى الحياة".

كذلك، يكرّم مسؤولون في الأحزاب الضحايا، بينما يطفئ برج إيفل أنواره في الساعة الثامنة مساءً، وتتوهج أضواؤه كل ساعة لاحياء ذكرى هذه الهجمات التي أثارت صدمة عارمة في العالم.

- "الحرب لم تنته"-
تخشى السلطات الآن عودة الهجمات المنسقة الكبيرة بشكل أقل من قيام متطرفين بتصرف مباغت، بتحريض من الجماعات الإرهابية التي تم تفكيكها، لكنها لا تزال نشطة.

وقالالرئيس السابق فرانسوا هولاند (2012-2017) لصحيفة "لو باريزيان" اليومية الجمعة: "ما زالوا يستهدفوننا، لكن عبر أفراد متعصبين يستخدمون السكاكين لإثارة الخوف. وبالتالي، فإن الحرب على أرضنا لم تنته بعد. ولكن تم كسب العديد من المعارك منذ عام 2015".

أعادت الهجمات الأخيرة (قطع رأس صامويل باتي والهجمات أمام المقر السابق لصحيفة شارلي إيبدو وعلى كنيسة في نيس) إلى الأذهان الذكرى المؤلمة ليوم 13 تشرين الثاني.

وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان، الذي كان مسؤولاً عن الدفاع في 2015، على قناة "بي إف إم تي في" الإخبارية الجمعة "ما تعرض للهجوم كان الرياضة والابتهاج معًا، الموسيقى في باتاكلان، وأخيرا تم مهاجمة رمز آخر للجمهورية ألا وهو المدرسة؛ ما تم مهاجمته هو رمز آخر لحريتنا في أن نكون معًا، والحرية الدينية، مع الهجوم الذي وقع في نيس". 

واضاف: "كل ذلك، هي قيمنا التي يتعين علينا حمايتها ويتطلب منا صرامة كبيرة جدا فيما يتعلق بالارهاب".

شنت الحكومة أخيرا حملة على التطرف السياسي ووعدت التعامل بحزم أكبر مع الجهاديين الأجانب.

طُرد 48 شخصا منذ تموز من أصل 231 تراقبهم السلطات، وفق وزير الداخلية.

وأعلن وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمانان الجمعة على إذاعة فرانس إنفو  أنه "لا يزال هناك أكثر من مئة أجنبي في وضع غير نظامي نشتبه في أنهم متطرفون"، على الأراضي الوطنية، فيما من المقرر أن يكشف في كانون الأول عن مشروع قانون مثير للجدل ضد الانعزالية الإسلامية.

وتحاول الحكومة، بضغط من اليمين واليمين المتطرف لتمرير قوانين استثنائية، توفير ضمانات بشأن رعاية الأشخاص المتطرفين الموقوفين أو أولئك الذين سيتم الإفراج عنهم قريبًا.

واوضح وزير العدل إيريك دوبون-موريتي، في حديث على قناة "إل سي إي" الجمعة، أن "أي إرهابي مدان (...) لن يخرج من دون الخضوع لرقابة مزدوجة. مراقبة قضائية، لتطبيق أحكام مكافحة الإرهاب ومراقبة الشرطة. أي منهم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم