السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الغرب يدعو موسكو إلى خفض التصعيد أردوغان: نريد البحر الأسود واحة سلام

المصدر: النهار
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان –الى اليمين- والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أسطنبول السبت.   (أ ف ب)
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان –الى اليمين- والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أسطنبول السبت. (أ ف ب)
A+ A-
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت عن عدم رغبته في تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا التي لا تزال تعاني استمرار النزاع في شرقها، وذلك عقب إعلان أنقرة عن مرور سفينتين حربيتين أميركيتين قريبا عبر مضيقها في البحر الأسود.
قال أردوغان في مؤتمر صحافي إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش زيارة الأخير لتركيا: "هدفنا الأساسي يتمثل في أن يظل البحر الأسود واحة للسلام والاستقرار والتعاون. لا نريد تصاعد التوتر في منطقتنا المشتركة".
 
وأضاف :"نعتقد أنه يجب حلّ الازمة الحالية بالوسائل السلمية على أساس القانون الدولي واحترام وحدة أراضي أوكرانيا".
 
وأعرب مسؤولون أوكرانيون وأميركيون عن قلقهم في الأيام الأخيرة من وصول آلاف القوات والآليات الروسية إلى الحدود مع أوكرانيا، وسط تجدد الاشتباكات بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
 
كما أكد الرئيس التركي أن أنقرة مستعدة لمنح "أي شكل من أشكال الدعم" لتسوية النزاع، مجدداً رفض الاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن "دعم تركيا لاستعادة سيادتنا ضروري".
 
وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل في 14 نيسان و15 منه سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، بما لا يخالف اتفاقية مونترو.
 
وتضمن هذه الاتفاقية العائدة إلى 1936 حرية الإبحار في مضيق البوسفور، لكن يتعيّن على الدول غير المطلة على البحر الأسود أن تبلغ قبل 15 يوما من مرور سفنها. ولا تستطيع السفن البقاء في الموقع لأكثر من 21 يوما.
 
وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، الحفاظ على هذه الاتفاقية التي أثير نقاش حولها في الآونة الأخيرة في تركيا على خلفية سعي أنقرة إلى شق قناة مائية ثانية، إلى جانب البوسفور.
 
ويرى مراقبون أنّ أي تعليق محتمل للاتفاقية يمكن أن يسهّل وصول السفن الحربية من الدول غير المشاطئة إلى البحر الأسود، على غرار الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي، وهو ما تنظر إليه موسكو بعين الريبة.
 
استبعاد هجوم اوكراني 
وفي ظل تنامي المخاوف من تصعيد كبير للنزاع المستمر منذ أعوام، استبعد الجيش الأوكراني الجمعة، شنّ هجوم على الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على منطقتين شرق البلاد،.
جاء ذلك في بيان أعقب اشتداد القتال بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، وحشد روسيا قواتها عند الحدود.
 
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال روسلان خومتشاك إن "تحرير الأراضي المحتلة بالقوة سيؤدي لا محالة إلى عدد كبير من الخسائر في صفوف المدنيين والعسكريين، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا".
واتهم موسكو ب"الترهيب والابتزاز بالقوة العسكرية" بهدف مفاقمة الوضع. وقال : "أوكرانيا مدعومة من قبل العالم المتحضر بأسره. لسنا وحدنا في مواجهة العدو".
 
وفي ظل تصاعد التوتر في شرق أوكرانيا، حذرت موسكو التي تنفي دعم الانفصاليين، من أنّ تصرفات كييف قد تؤجج النزاع.
وقال الناطق باسم الرئاسةا لروسية ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن "سلوك الجانب الأوكراني يشكل خطرا بوقوع أعمال عدائية واسعة النطاق". وأضاف أنّ "روسيا لم تهدد ولا تهدد أي دولة في العالم"، لكنها حرة في "اتخاذ الإجراءات لضمان أمنها".
 
وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع إنّ عدد القوات الروسية عند الحدود مع أوكرانيا صار أكبر "مما كان عليه في أي وقت منذ 2014"، عندما اندلعت الحرب في شرق أوكرانيا للمرة الأولى  بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
 
ووافق وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، في محادثات مع نظيريه الفرنسي والألماني، على دعم أوكرانيا في مواجهة "الاستفزازات الروسية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان تباحثا أيضا خلال اتصال هاتفي "ضرورة إنهاء روسيا خطابها الخطير وغير المسؤول".   
 
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن بلاده والولايات المتحدة "تعارضان بحزم" حملة روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا وإنهما دعتا موسكو لتهدئة الوضع.
وأضاف في تغريدة أن "بلينكن وأنا اتفقنا على ضرورة أن تعمل روسيا فورا على تهدئة الوضع والوفاء بالتزاماتها الدولية التي تعهدت بها من خلال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
 
ووسط اشتداد القتال، زار زيلينسكي الخميس الجبهة الشرقية حيث أمضى الليل هناك. وقال في موقع الفايسبوك الجمعة إنّ "مصير بلادنا يحدد هنا"، بينما أظهرته صور نشرها مكتبه في الخنادق مرتديا خوذة وسترة واقية من الرصاص وهو يصافح الجنود.
 
وأضاف الرئيس الأوكراني الذي حثض حلف شمال الأطلسي على الإسراع في ضم بلاده إلى الحلف لدعمها، الخميس إنه زار مواقع قُتل فيها جنود أوكرانيون وأصيبوا في الأسابيع الأخيرة.
 
وقال إن 26 جنديا أوكرانيا قتلوا منذ بداية العام، مقارنة ب50 في عام 2020 حين هدأ القتال مع سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في تموز الماضي.
بيد أنّ الاشتباكات التي اشتملت بشكل رئيسي على نيران المدفعية وقذائف الهاون عادت مرة أخرى مع بداية العام، وقد تبادل الطرفان تحميل المسؤولية عنها للآخر. 
 
ويشير الانفصاليون إلى أنّ أكثر من 20 من مقاتليهم قتلوا عام 2021، بينما أودى الصراع في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ اندلاعه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم