الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل انتهى التدخل العسكري الأميركي على المستوى الدولي؟

المصدر: "النهار"
مقاتلات أف-35 الأميركية - تعبيرية. "أ ب"
مقاتلات أف-35 الأميركية - تعبيرية. "أ ب"
A+ A-

من التساؤلات التي أثارها – وسيظل يثيرها – الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مستقبل التدخل الغربيّ العسكريّ في الدول التي تشهد نزاعات يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب أو إبادات أو تلك التي تحتضن إرهابيين قادرين على التخطيط لهجمات ضد الدول الغربية.

 

ويبدو أنّ الأميركيين يسلكون مساراً مشابهاً في العراق، وإن يكن خالياً من العجلة، أقله لغاية اليوم. فبحلول نهاية السنة، ستنتهي المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق، على أن تحتفظ بمهمتها التدريبية والاستشارية. ليس مؤكداً ما إذا كانت الإدارة الحالية ستسحب قواتها في المستقبل القريب. لكنّ ذلك لن يكون مستغرباً، خصوصاً إذا واصلت الفصائل المدعومة من إيران استهداف مصالحها.

 

الواضح اليوم هو النزعة الأميركية للانسحاب من نقاط التوتر الأساسية حول العالم، للتركيز على الصين. في نهاية المطاف، قد يكون هذا التركيز مجرّد ذريعة أو هدفاً حقيقياً. لكنّ الديموقراطيين والجمهوريين باتوا أقلّ اهتماماً بالاحتفاظ بقوات أميركية في مسارح لم تعد تحظى بالأهمية الاستراتيجية التي كانت تحظى بها في السابق، أقلّه عند المقارنة مع المسرح الآسيويّ الشرقيّ.

 

بصرف النظر عن الملف الصينيّ، شهيّة الغرب عموماً واشنطن خصوصاً على التدخلات الخارجية باتت أضعف بكثير من ذي قبل. هذه هي على الأقل وجهة نظر النائب البريطاني السابق روري ستيوارت وقد عبّر عنها في مجلة "فورين أفيرز" الأميركية. فبعد ثلاثة عقود من التدخلات العسكرية ومحاولات بناء الدول في البوسنة وكوسوفو والعراق وأفغانستان، تبيّن أنّ الحضور العسكري الواسع الهادف إلى فرض معادلة حكم موحدة على جميع الدول هو متعجرف وخاطئ.

 

مع ذلك، يعترف ستيورات بأنّ ثمة تدخلات نجحت. حصل ذلك حين كانت الأخيرة عبارة عن وجود عسكري ضئيل مع سماحها للّاعبين المحلّيين بتولي قيادة حل المشاكل بدعم دولي فقط. ويقدّم الكاتب البوسنة كمثل على ذلك.

 

المفارقة بحسب ستيوارت هي أنّه حين تمكّنت واشنطن أخيراً في الحصول على استراتيجية ناجحة مبنية على بصمة عسكرية محدودة في أفغانستان وذات كلفة متدنية، اختارت المغادرة.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم