الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

اغتيال شينزو آبي: ما نعرفه عن مُطلق النار و"طائفة مون" التي يُعتقد أنّه أراد استهدافها

المصدر: "النهار"
إلقاء القبض على المشتبه به في محطة ياماتو سايداجي في مدينة نارا (8 نموز 2022 - أ ف ب).
إلقاء القبض على المشتبه به في محطة ياماتو سايداجي في مدينة نارا (8 نموز 2022 - أ ف ب).
A+ A-
"لم يُقدم المُعتدي تماماً على فعلته مع سبق الإصرار". هذا على الأقلّ ما يفترضه كاتب عمود سياسيّ يابانيّ، في اليوم التالي لاغتيال رئيس وزراء بلاده الأسبق شينزو آبي خلال اجتماع عام في منطقة نارا الجمعة. في الواقع، كان يُفترض بآبي أصلاً أن يعقد تجمّعه السياسيّ في محافظة أخرى، عندما قام مسؤولو حزبه بتغيير الموقع عشيّة الحدث.

"هذا التغيير بالجدول الزمنيّ في اللحظة الأخيرة يُظهر أنّ القاتل لم يتعمّد فعلته"، كتب الصحافيّ تاكاو توشيكاوا. لكنّ وسائل إعلام محليّة تقول إنّ الرجل أراد في الأصل اغتيال مسؤول تنفيذيّ في "طائفة مون"، التي يقع مقرّها على مسافة قريبة من مسرح الجريمة.

إذن، ما الذي دفع بالرجل نحو الساعة 11:30 صباح الجمعة إلى إطلاق النار على شينزو آبي مرّتين، مصوباً على رقبته وجانبه؟ وماذا نعرف عن ملفّه الشخصي؟ سؤالان أساسيّان طرحتهما الصحافيّة بنديكت لوتود في مقال نشرته صحيفة "لو فيغارو" اليوم.

بمجّرد إطلاق النار، سارعت قوات الحماية باتّجاه القاتل المفترض الذي لاذ بالفرار، وسرعان ما تعرّفت إليه: اسمه تيتسويا ياماغامي، يبلغ من العمر 41 عاماً، وهو عاطل عن العمل حاليّاً، وقد التحق بين عامي 2002 و2005 بـ"القوة البحرية للدفاع الذاتي" - أي سلاح البحرية الياباني - وهناك تعلّم صناعة السلاح المحلّي الصنع.

وبالفعل، وفق المحقّقين، من الممكن أن يكون تيتسويا ياماغامي قد استخدم سلاحاً يُشبه الحرف اليدويّة، والذي كان لا يزال في يده أثناء اعتقاله. وتُظهر صور وكالة الأنباء شيئاً على شكل مسدّس ملفوف بشريط أسود كبير.

عمل ياماغامي مؤخراً في مصنع في غرب اليابان لمدّة عام ونصف العام تقريباً، لكنّه استقال في أيار الماضي، وفق وسائل الإعلام المحليّة. "لم يشكّل سلوكه في العمل أيّ مشكلة"، يقول رئيسه السابق لصحيفة "ماينيتشي" اليومية، "أشعر بالدهشة والصدمة".

دهمت الشرطة منزل ياماغامي الجمعة، وصادرت "عدداً من المصنوعات اليدويّة التي تُشبه الأسلحة الناريّة". وأظهرت مشاهد عدداً من عناصر الشرطة المزوّدين بالمعدات الواقية والحاملين الدروع وهم يدخلون مبنى قالوا إنّه "منزل رجل اعتُقل بعد الهجوم بشبهة محاولة القتل".

يُشتبه في أنّ ياماغامي صنع واحداً على الأقلّ من هذه الأسلحة منذ أشهر عدّة، وفق وكالة "جيجي" التي أفادت أيضاً بأنّ المشتبه به شارك في تدريبات على إطلاق النار بالذخيرة الحيّة في البحريّة.

ووصفه زملاؤه السابقون في الكلية، الذين قابلتهم هيئة الإذاعة اليابانية "NHK"، بأنّه "هادئ ولكنّه ليس وحيداً، جيّد في الرياضة وكذلك الدراسة".


هل استهدف فعلاً "طائفة مون" بدايةً؟
أمام الشرطة، لم يستغرق تيتسويا ياماغامي وقتاً طويلاً للاعتراف بجريمته؛ لكنّ دوافعه لا تزال غامضة. فوفق هيئة الإذاعة اليابانية، أخبر ياماغامي المحقّقين بأنّه "مُحبط" من شينزو آبي وأنّه أطلق النار عليه بنيّة قتله.

وذكر مسؤول في شرطة منطقة نارا أنّ ياماغامي "قال إنّه كان يحمل ضغينة ضدّ منظمة معيّنة، واعترف بارتكاب الجريمة لأنّه يعتقد أنّ رئيس الوزراء السابق آبي كان على صلة به".

وفيما لم يُسمّ المسؤول المنظّمة، أشارت وسائل الإعلام المحليّة في وقت لاحق إلى "الكنيسة التوحيديّة"، المعروفة في الغرب باسم "طائفة مون".

وفق الهيئة وصحيفة "ماينيتشي"، كانت والدة ياماغامي ستنضمّ إلى الطائفة وتُنفق مبلغاً كبيراً من أموال العائلة في التبرّعات. وبحسب وكالة "كيودو" التي تستشهد بمصادر قريبة من التحقيق، كان القاتل يفكّر بدايةً بمهاجمة أحد المديرين التنفيذيّين للطائفة، التي يقع مقرّها على بعد أمتار قليلة من الاجتماع العام الذي عقده شينزو آبي. وبعدما تغيّب المدير، قرّر ياماغامي في اللحظة الأخيرة استهداف رئيس الوزراء الياباني القوميّ السابق، معتقداً أنّ الأخير كانت له صلات بالمجموعة الدينيّة، المعروفة أيضاً بمواقفها القوميّة.

لكن في الوقت الحالي، ترفض الشرطة ذكر اسم المنظمة المعنيّة، وتؤكّد أنّ ياماغامي علم عبر الإنترنت بزيارة شينزو آبي إلى نارا. كان سيذهب بالقطار إلى المحطة التي كان رئيس الوزراء السابق يلقي خطاباً أمامها.
 
و"الحركة التوحيديّة" هي حركة دينيّة جديدة تأسّست رسميّاً عام 1954 في عاصمة كوريا الجنوبيّة سول على يد الزعيم الديني ورجل الأعمال الكوري المثير للجدل سون ميونغ مون الذي اشتهر بنشاطه في الحقل الاجتماعيّ والسياسيّ.
 
يذكر أنّ اليابان لم تشهد حادثاً من هذا النوع "منذ أكثر من خمسين أو ستّين عاماً"، وفق المحاضر في جامعة "كاناغاوا" والمتخصّص في السياسة اليابانية كوري والاس.

وفي حديث لوكالة "فرانس برس"، أشار والاس إلى أنّ آخر حادثة مماثلة في اليابان كانت اغتيال إينينجيرو أسانوما، زعيم الحزب الاشتراكي الياباني في 1960 على يد طالب مقرّب من اليمين المتطرّف.
 
تطبّق اليابان واحداً من أشدّ القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في البلد الذي يضمّ 125 مليون نسمة، ضئيل جدّاً. وإجراءات الحصول على ترخيص بندقيّة طويلة ومعقّدة حتّى للمواطنين اليابانيّين الذين عليهم أولاً الحصول على توصية من جمعيّة الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من الشرطة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم