الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

إيطاليا: ميلوني تجمع حكومتها قرب موقع غرق مهاجرين

المصدر: أ ف ب
ميلوني تستعد للتكلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الهولندي (ليس في الصورة) بعد اجتماعهما في قصر شيغي بروما (8 آذار 2023، أ ف ب).
ميلوني تستعد للتكلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الهولندي (ليس في الصورة) بعد اجتماعهما في قصر شيغي بروما (8 آذار 2023، أ ف ب).
A+ A-
تترأس رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الخميس، اجتماعا لحكومتها في كوترو حيث أدى غرق قارب لمهاجرين إلى مقتل 72 منهم على الأقل في نهاية شباط، في مبادرة رمزية لحكومتها اليمينية المتطرفة المتهمة بعرقلة عمليات إنقاذ المهاجرين.

اجتماع مجلس الوزراء المقرر عند الساعة 14,45 ت غ في منطقة كالابريا الفقيرة جدا في جنوب غرب ايطاليا، سيتيح لميلوني أن توجه تحية للضحايا لكن أيضا أن تعلن عن تشديد العقوبات على المهربين وزيادة القنوات النظامية لإدخال اليد العاملة الاجنبية الى ايطاليا بحسب ما أوضح مكتبها.

وتواجه حكومة جورجيا ميلوني التي جعلت من محاربة الهجرة غير النظامية محور معركتها الانتخابية، تواجه منذ وقوع هذه المأساة ليل 25 الى 26 شباط انتقادات متزايدة من المعارضة والمجتمع المدني.

ويخشى رئيس بلدية كروتوني وهي أقرب بلدة الى مسرح المأساة واستقبلت نعوش الضحايا، أن يكون اجتماع الحكومة هذا مجرد "عملية دعائية" تهدف الى التعويض عن غيابها في الأيام التي تلت المأساة.

وقال فينشنزو فوتشي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس "كنت أفضل الاستفادة في الأيام الأخيرة من وجود الحكومة عبر إجراءات لإظهار التضامن الإنساني".

أمام عشرات النعوش التي لا تزال مسجاة في قاعة، أحضر السكان الألعاب وباقات الزهور والشموع ورسومات تلاميذ مدارس ولافتات كتب على إحداها "لم ينقذهم أحد، فيما كان بامكاننا القيام بذلك".

وقالت إحدى المارة ماريا بانيبيانكو وهي متقاعدة تبلغ من العمر 80 عاما لوكالة فرانس برس "إنهن في قلبي، كل هؤلاء الفتيات الصغيرات والنساء اللواتي جئن بحثا عن السلام ووجدن الموت، هذا يؤلمني جدا".

رفضت ميلوني تحميل حكومتها أي مسؤولية في حادث الغرق وقالت "الوضع بسيط وهو مأسوي في الوقت نفسه: لم نتلق أي إنذار عاجل (من الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود) فرونتكس".

- "منبر سياسي"-
لكن القضاء فتح تحقيقا حول تأخر وصول الاغاثة. وبحسب فرونتكس، رصدت إحدى طائراتها زورقا مكتظا مساء 25 شباط انطلق في الاسبوع السابق من تركيا نحو ايطاليا وأبلغت السلطات الإيطالية.

وطالبت المعارضة باستقالة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي الذي يعتمد نهجا صارما حيال المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين في البحر المتوسط وأدلى بتصريحات تفتقر الى أي تعاطف بعد المأساة.

دافع وزير الداخلية عن نفسه الثلثاء أمام النواب وأعاد عرض ظروف المأساة بالتفصيل. وأكد هو أيضا أن فرونتكس لم تبلغ عن أي مشكلة في القارب.

واتهم بيانتيدوزي المهربين الأربعة المفترضين بأنهم يقفون وراء هذه المأساة لانهم بقوا لساعات بدون الرسو قرب السواحل ليلا وفي البحر الهائج هربا من قوات الأمن الايطالية قبل أن يقوموا بتحرك خطر أدى الى الغرق.

بعد ظهر الخميس تظاهر عشرات المعارضين وسط انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب احتجاجا على سياسة الهجرة التي تعتمدها الحكومة في وسط كوترو حيث اغلقت كل المتاجر احترازا. وكتب على لافتات "احموا الناس وليس الحدود" و "كان يمكن انقاذهم".

وقال انطونيو فيتوريتي وهو طالب في الثامنة والعشرين من العمر لوكالة فرانس برس "اريد التنديد بخبث الحكومة التي تترك سفينة تقل أشخاصا هاربين من المجاعة والبؤس يموتون في البحر وتأتي اليوم الى هنا للوقوف على منبر سياسي".

ملف المهاجرين موضوع سياسي حساس جدا في إيطاليا، بوابة الدخول التي وصلها مئات آلاف المهاجرين في السنوات الماضية. تأخذ إيطاليا على شركائها في الاتحاد الاوروبي عدم التضامن.

وأكدت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين في رسالة وجهتها الاثنين الى ميلوني أنه "من الواضح أن الهجرة تمثل تحديا أوروبيا يتطلب استجابة أوروبية" مع التأكيد في الوقت نفسه على "الواجب الأخلاقي بالتحرك لتجنب مآس مماثلة".

تطرقت أيضا الى المبادئ التوجيهية لعمل المفوضية في هذا المجال مثل "مساعدة من يحتاجون حماية دولية ومنع انطلاق المهاجرين بشكل غير شرعي ومكافحة شبكات المهربين المجرمين وتقديم مسارات لهجرة آمنة ونظامية وإعادة هؤلاء الذين ليس لديهم الحق في البقاء" في الاتحاد الأوروبي.

والخميس طلبت عدة دول أوروبية من ايطاليا احترام اتفاقية دبلن عبر استعادة طالبي اللجوء المسجلين على أرضها والذين انتقلوا لاحقا الى الاتحاد الاوروبي.

وكانت حكومة ميلوني اعلنت في 5 كانون الثاني "تعليقا موقتا" لعمليات النقل ضمن اتفاقية دبلن، اي اعادة طالبي لجوء دخلوا الى الاتحاد الاوروبي عبر هذه الدولة المتوسطية.

تتحدث روما عن "دوافع محض تقنية" مرتبطة بقدرة استيعاب مراكز اللجوء.

وينص اتفاق دبلن على ان تكون الدول التي يصلها المهاجرون أولا مسؤولة عن التعامل مع طلبهم للجوء، وهو ما تندد به الدول المتوسطية باعتباره عبئا إضافيا.

دعا البابا فرنسيس الذي يحظى بنفوذ معنوي كبير في إيطاليا الأحد إلى "ألا تتلطخ المياه الصافية للمتوسط بعد الآن بالدماء عبر حوادث بمثل هذه المأسوية".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم