السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كامالا هاريس محطّمة الحواجز و"الشخصيّة المقنعة" تدخل البيت الأبيض... والتاريخ!

المصدر: ("النهار"، "رويترز")
كاملا هاريس.
كاملا هاريس.
A+ A-
دخلت #كامالا هاريس التاريخ حين أصبحت نائبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، ما يمهّد لها الطريق للترشح للرئاسة بعد أربع سنوات من الآن.

هاريس هي أول إمرأة، وأول أميركية سمراء البشرة، وأول أميركية من أصل آسيوي تشغل ثاني أعلى المناصب في الدولة.
 
ولهاريس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا سجل حافل في تحطيم الحواجز غير المرئية. فقد كانت أول إمرأة تتولى منصب المدعي العام في سان فرانسيسكو، كما أنها أول إمرأة ملونة تُنتخب مدعيا عاما في كاليفورنيا.
 
 
ومن الممكن أن تفيد خبرتها في العدالة الجنائية إدارة بايدن في معالجة قضايا المساواة العرقية وأداء الشرطة لعملها، وذلك بعد أن اجتاحت الاحتجاجات البلاد هذا العام.

وتطلعت هاريس، المولوده لأم وأب هاجرا إلى الولايات المتحدة من الهند وجامايكا على الترتيب، إلى أن تصبح أول إمرأة تشغل مقعد الرئاسة في البلاد عندما نافست بايدن وغيره على ترشيح الحزب الديموقراطي في 2020.

وخرجت من السباق في كانون الأول الماضي بعد حملة دعاية تأثرت سلبا بتأرجح آرائها في الرعاية الصحية وتذبذب موقفها من ماضيها في سلك الادعاء العام.

وتجاهل بايدن بعضا من الكلمات القاسية التي نعتته بها هاريس خلال سعيها للفوز بترشيح الحزب واختارها لتكون رفيقته على البطاقة الانتخابية في آب الماضي.

وقد أثبتت جدارتها بسعيها خاصة لاستمالة النساء والتقدميين والناخبين الملونين الذين لهم أهمية بالغة لآمال الحزب في الفوز بالانتخابات.

كما أصبحت هاريس، التي كونت شبكة من المتبرعين خلال مساعيها لدخول مجلس الشيوخ والوصول إلى البيت الأبيض، عنصرا فعالا في ما حققه بايدن من أرقام قياسية من التبرعات في الشهور الأخيرة من حملة الدعاية.

وأثار اختيارها جوا من الإثارة في أوساط القاعدة الشعبية الديموقراطية وفي صفوف المتبرعين للحزب.

وقال جويل باين، المخطط الاستراتيجي الديموقراطي الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016: "هاريس كانت دائما أكثر شخصية مقنعة كرفيق لبايدن في الانتخابات، لأنها تملك القدرة على مساعدته في توحيد التحالف الديموقراطي عبر خطوط الأعراق والأجيال. كما أنها استطاعت رفع درجة الحماسة على مستوى القاعدة".

روح الفريق

ساهمت اتهامات من جانب التقدميين بأن هاريس لم تبذل جهدا كافيا للتحقيق في حوادث إطلاق الشرطة للنار وقضايا أدين فيها متهمون بالخطأ عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا في الحكم بالفشل على سعيها للفوز بالرئاسة.

لكن هذه الاتهامات لم تظهر تقريبا خلال الفترة التي قضتها على بطاقة بايدن الانتخابية.

وقد سعى الرئيس دونالد ترامب وحملة الدعاية الجمهورية لإعادة انتخابه لتصوير هاريس كأداة في يد اليسار الديموقراطي الذي سيمارس السلطة والتأثير من وراء الكواليس في رئاسة بايدن.

ويبدو أنها استطاعت قبل أن يختارها بايدن القضاء على المخاوف بين البعض في معسكر بايدن من أن لديها طموحا شخصيا زائدا قد لا يجعل منها الشريك الجدير بالثقة.

فقد أثبتت أنها تستطيع العمل كواحد من أفراد الفريق وقبلت دورا لا تسلط عليه الأضواء وعقدت لقاءات عبر الإنترنت، بل حضرت بنفسها بعض اللقاءات التي لم تحظ بتغطية إعلامية تذكر.


وفي الوقت نفسه، كانت تتحدث بما سيفعله بايدن للبلاد إذا ما انتخب رئيسا وشنت هجوما حماسيا على ترامب.

وقالت هاريس عن بايدن في المناظرة التي شاركت فيها في تشرين الأول أمام مايك بنس نائب الرئيس: "جو وأنا تربينا بطريقة مماثلة جدا. فقد تربينا على القيم الخاصة بالعمل الدؤوب وقيمة العمل العام وسموه وأهمية الكفاح من أجل كرامة الناس كلهم".

واجب مزدوج

حاولت هاريس أن توازن بين واجباتها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس ومسؤولياتها في مجلس الشيوخ.

فقد استفادت بخبرتها السابقة كمدع عام فأظهرت براعة في توجيه الأسئلة إلى القاضية إيمي كوني باريت أثناء جلسة التصديق على تعيينها في المحكمة العليا في الشهر الماضي. وأدمجت الرسالة التي تركز عليها حملة بايدن في ما يتعلق بالرعاية الصحية والتغير المناخي في أسئلتها الموجهة إلى باريت.

وبرزت هاريس، باعتبارها المرأة الوحيدة ذات البشرة السمراء في مجلس الشيوخ، كصوت مسموع في قضايا العدالة العرقية وإصلاح الشرطة بعد أن قتلت شرطة منيابوليس جورج فلويد، الأميركي من أصل افريقي في أيار الماضي.

وسارت مع المحتجين في شوارع واشنطن واكتسبت تأييد بعض الليبراليين المتشككين.

ومن المتوقع أن تكون هاريس من كبار المستشارين في العدالة الجنائية والترشيحات القضائية وغيرها.

وسُئل بايدن في برنامج "60 دقيقة" التلفزيوني الشهر الماضي لماذا يعتقد في ضوء سنه أن هاريس ستكون جاهزة لتولي الرئاسة إذا ما حدث شيء له، فأطلق على الفور خمسة أسباب.

قال: "الأول قيمها. والثاني أنها شديدة الذكاء. والثالث أنها في غاية الصرامة. والرابع أنها ذات مباديء رفيعة حقا. والخامس أنها تتمتع بخبرة كبيرة في إدارة وزارة العدل في أكبر ولاية في الاتحاد ولا يفوقها حجما سوى وزارة العدل الأميركية. ومن الواضح أنني آمل ألا يصبح هذا سؤالا".

وهاريس متزوجة من المحامي دوغلاس إيمهوف الذي أصبح من ثوابت الحملة الانتخابية.

وينادي ابناه من زواج سابق زوجة أبيهما قائلين "مومالا"، اختصاراً لعبارة "ماما كمالا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم