الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غاني : الانسحاب الأميركي فرصة لسلام محفوف بالمخاطر

المصدر: النهار
رجال أطفاء يحاولون إخماد نيران اندلعت في صهاريج وقود بضواحي كابول الإثنين. (أ ف ب)
رجال أطفاء يحاولون إخماد نيران اندلعت في صهاريج وقود بضواحي كابول الإثنين. (أ ف ب)
A+ A-
 
قال الرئيس الأفغاني أشرف غاني إن قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأميركية المتبقية البالغ عددها 2500 جندي من أفغانستان بحلول أيلول المقبل يمثل نقطة تحول لبلاده وجيرانها.
وأكد في مقال نشرته له مجلة "فورين أفّيرز" الأميركية، أن الحكومة الأفغانية تحترم قرار سحب القوات الأميركية وترى أنه يمثل فرصة ومخاطرة على حد سواء للأفغان و"طالبان" والمنطقة.
وأعرب الرئيس الأفغاني عن استعداده إنهاء حكمه مبكرا إذا كان ذلك سيضمن السلام في أفغانستان، وأكد أن حكومته عملت على بناء إجماع وطني على الحاجة إلى تسوية سياسية في البلاد تتماشى مع قيم الدستور الأفغاني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، ولا تزال مستعدة لمواصلة المحادثات مع "طالبان".
وقال غاني إن انسحاب القوات الأميركية يمثل فرصة للأفغان لبسط سيادة حقيقية على أرضهم التي شهدت نشر قوات أمنية أجنبية مختلفة تابعة لـ40 دولة على مدى السنوات الـ20 الماضية.
وأشار إلى أن الانسحاب سيمكن الحكومة الأفغانية من اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالمقاربات العسكرية في شأن حركة "طالبان" وغيرها من الجماعات الأخرى، ولن يكون لدى طالبان مسوّغ لخوض الحرب بحجة الجهاد لدحر القوات الأجنبية.
وقال إن الشعب الأفغاني وجميع الأطراف الدولية المعنية بالقضية الأفغانية يريدون رؤية دولة أفغانستان موحدة، إسلامية، ديموقراطية، ذات سيادة، محايدة، متواصلة مع بقية العالم.
ولفت إلى أن الشعب الأفغاني أكد دعمه هذا الهدف في مجلس السلام الذي عقد في آب 2020، وكذلك أكد المجتمع الدولي رغبته في تحقيق ذلك في آذار 2020 عندما تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار الرقم 2513 الذي أوضح أن العالم لا يريد عودة إمارة "طالبان" في أفغانستان.
في غضون ذلك، أفادت القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" في بيان أن الولايات المتحدة سحبت حتى الرابع من أيار الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش ما يوازي ستين شحنة طائرات النقل العسكرية من طراز "سي-17 " من المعدات، وأرسلت أكثر من 1300 قطعة تجهيزات لإتلافها.
وقالت إن الجيش الأميركي أعاد إلى القوات الأفغانية قاعدة كمب أنتونيك في ولاية هلمند (جنوب) التي تعتبر معقلا لحركة "طالبان".
وأضافت: "تعتبر سنتكوم أننا حققنا ما بين 2 و6% من عملية الانسحاب".
من جهة أخرى، وعد الجيش الأميركي بنشر تقديرات لحجم انسحابه كل أسبوع، محذرا بأن هامش تقديراته قد يتّسع على مرّ الأسابيع لدواع أمنية.
وستشمل هذه التقديرات إجلاء الآليات والأسلحة والتجهيزات والجنود، فضلا عن نقل مختلف المعدات إلى القوات الأفغانية أو إتلافها.
 
 حقوق النساء
وحذّر تقرير للاستخبارات الأميركية رفعت عنه السرية، من أن عودة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان تنطوي على مخاطر من شأنها نسف المكاسب التي تحققت على صعيد حقوق النساء منذ إطاحة حكمهم قبل نحو عقدين.
ويشير التقرير الاستخباري الذي أعده المجلس الوطني للاستخبارات والواقع في صفحتين، إلى أن وجهات نظر المتمردين لم تتغيّر منذ أن تولوا السلطة في العام 1996 وإطاحتهم إثر الغزو الأميركي في العام 2001.
وكانت "طالبان" قد فرضت لدى توليها السلطة نظاما أصوليا ومنعت النساء من التعلم والعمل.
وأثار قرار الولايات المتحدة سحب جنودها من البلاد، المقرر إنجازه بحلول أيلول، مخاوف من استعادة "طالبان" كامل قوتها.
وجاء في التقرير أن حركة "طالبان لا تزال إلى حد كبير ثابتة في نهجها التقييدي لحقوق المرأة وهي ستطيح بالكثير من التقدّم الذي احرز في العقدين الماضيين في حال استعادت السلطة في البلاد".
ويلفت التقرير إلى أن التغيير في قيادة الحركة بقي محدودا جدا وأنها لا تزال "متصلبة" في المفاوضات و"تفرض قيودا اجتماعية صارمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وأطلق عدد من قادة الحركة علنا تعهّدات باحترام حقوق المرأة، لكن فقط من خلال مفهوم "طالبان" الأصولي للشريعة، وفق التقرير.
وجاء في التقرير "إذا عادت حركة طالبان قوة مهيمنة في أفغانستان، فإن أي إمكانية للدفع بسياسات الحركة تجاه النساء نحو الاعتدال ستكون منوطة بقدرات الأقليات الإتنية على المحافظة على التنوع المحلي والتطور التكنولوجي"، مشيرا إلى الهواتف الخلوية التي جعلت الأفغان أكثر انفتاحا على العالم.
وبحسب معدّي التقرير، فإن التقدّم المحرز في السنوات العشرين الأخيرة لا يزال هشا ويعتمد بشكل كبير على الضغوط الدولية، مشيرا إلى أن هذا التطور سيكون "بخطر" بعد انسحاب القوات الأجنبية "حتى وإن لم تبذل طالبان جهودا لنسفه".
وأشار الى أن الضغوط الدولية يمكن أن تؤدي دورا، مضيفا أنّ "تَطَلُّع طالبان للحصول على مساعدات خارجية واكتساب شرعية قد يعدّل بشكل طفيف سلوكها على مر الوقت".
لكن في حال عادت الحركة إلى السلطة، ستكون أولى أولوياتها على الأرجح "تعزيز سيطرتها وفق شروطها الخاصة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم