الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نهاية "النملة البيضاء"... المحكمة الجنائيّة الدوليّة تدين الأوغندي دومينيك أونغوين بارتكاب جرائم حرب

المصدر: أ ف ب
أشخاص تجمعوا في غولو بأوغندا، لمتابعة وقائع الحكم على اونغوين (4 شباط 2021، أ ف ب).
أشخاص تجمعوا في غولو بأوغندا، لمتابعة وقائع الحكم على اونغوين (4 شباط 2021، أ ف ب).
A+ A-
دانت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، الأوغندي دومينيك أونغوين الذي تم تجنيده في طفولته، وأصبح أحد قادة منظمة جيش الرب للمقاومة المتمردة، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ودين أونغوين (45 عاما) في 61 تهمة عن جرائم ارتكبت خلال الحرب مطلع الألفية، ومن بينها أول إدانة من نوعها تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية بجريمة الحمل القسري.

وقالت المحكمة إن أونغوين أمر بشن هجمات على مخيمات لاجئين بوصفه قياديا بارزا في "جيش الرب للمقاومة" الذي نفذ تحت إمرة قائده المتواري جوزف كوني حملة دموية في أربع دول إفريقية لإقامة دولة يفرض فيها رؤيته الخاصة "للوصايا العشر".

وقال القاضي بيرترام شميت عند تلاوة الحكم في المحكمة بلاهاي: "تم إثبات إدانته بما لا يدع مجالا للشك".

وُجهت إلى أونغوين الملقب بـ"النملة البيضاء" تهما بينها القتل والاغتصاب والاستعباد الجنسي وتجنيد أطفال. وقد نفى جميع التهم.

ورفض القضاء حجج الدفاع بأن أونغوين نفسه ضحية لأن المتمردين خطفوه وهو في نحو التاسعة من عمره وسبب له ذلك مشكلات نفسية.

وقال شميت إن "غرفة المحكمة لم تجد ما يثبت مزاعم الدفاع عن معاناته من أي أمراض عقلية أو عن ارتكابه الجرائم تحت الإكراه".

- قتل وحرق وضرب -
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان إن القضية تمثل محطة بارزة في تحقيق العدالة لضحايا "جيش الرب للمقاومة".

وقالت المديرة المساعدة في برنامج العدالة الدولية في المنظمة إليز كيبلر إن "القضية علامة فارقة بصفتها القضية الأولى والوحيدة بحق جيش الرب للمقاومة التي تتوصل إلى حكم، في أي مكان في العالم".

أسس كوني، الكاثوليكي المتدين الذي يدّعي أنه نبي، جيش الرب للمقاومة قبل ثلاثة عقود، وأطلق حركة تمرد دامية في شمال أوغندا ضد الرئيس يويري موسيفيني.

وتقول الامم المتحدة إن "جيش الرب للمقاومة" قتل أكثر من 100 ألف شخص وخطف 60 ألف طفل في حملة عنيفة امتدت إلى ثلاث دول إفريقية أخرى هي السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وقال القضاة إن أونغوين أمر رجاله بتنفيذ مجازر بحق مدنيين في مخيمات لوكودي وباجولي وأوديك وأبوك للاجئين.

وبين الضحايا نسوة كن يحملن أطفالهن موثقين على ظهورهن، بحسب القاضي شميت الذي قرأ أسماء الضحايا.

وقال شميت: "تعرض المدنيون لإطلاق نار وللحرق والضرب حتى الموت. رُمي الأطفال في بيوت تشتعل والبعض وضعوا في أكياس بوليثين وضربوا حتى الموت".

- رمي في القمامة - 
كان أونغوين، بصفته قائد فرقة سيناء السيئة السمعة التي أسسها كوني، مسؤولا عن خطف فتيات للعمل خادمات وللاستعباد الجنسي، وخطف صبيان لتجنيدهم، وفق القاضي.

خلال 2002-2005 أجبرت سبع من تلك النساء على أن يصبحن "ما يسمى زوجات" لأونغوين، ورزقت اثنتان منهن بأطفال وهو ما أدى إلى الإدانة التاريخية بالحمل القسري.

وأجبر جنود تحت قيادة أونغوين بعض الأمهات المخطوفات على ترك أطفالهن الباكين في الغابات كي يحملوا مواد. ورُمي رضيع عمره شهران في حفرة قمامة.

لدى انطلاق المحاكمة عرض المدعون تسجيلات فيديو مروعة بعد هجوم للمتمردين على مخيم لوكودي للاجئين، أظهرت أولادا نزعت أحشاؤهم وجثثا متفحمة لأطفال في قبور ضحلة.

رقى كوني أونغوين لرتبة كولونيل في فترة الهجوم تقريبا، بحسب القاضي.

وروى أهالي لوكودي قرب مدينة غولو، على بعد 350 كلم شمال كمبالا لوكالة فرانس برس، تفاصيل مروعة عن الهجوم الذي ما زال ماثلا في أذهانهم.

وقال المزارع محمد أولانيا البالغ 38 عاما: "قُتل 18 من أفراد عائلتي في المجموع خلال الهجوم كما أصيب عدد كبير جدا من الناس بجروح".

وكان أونغوين سلّم نفسه الى القوات الخاصة الأميركية التي كانت تطارد كوني في جمهورية إفريقيا الوسطى مطلع 2015. وسُلم إلى المحكمة الجنائية الدولية للمثول أمامها.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم