الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فاليري جيسكار ديستان رئيس شاب أراد تحديث فرنسا

المصدر: "أ ف ب"
فاليري جيسكار ديستان رئيس شاب أراد تحديث فرنسا (أ ف ب).
فاليري جيسكار ديستان رئيس شاب أراد تحديث فرنسا (أ ف ب).
A+ A-
كان فاليري جيسكار ديستان الذي توفي الأربعاء عن 94 عاماً جراء إصابته بكوفيد-19، أصغر رئيس للجمهورية الخامسة في فرنسا عندما انتخب العام 1974، وأراد تجسيد الحداثة المنبثقة عن اليمين الوسط الليبرالي والديموقراطية المسيحية التي بنت أوروبا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
 
ولد جيسكار ديستان في الثاني من شباط 1926 وانخرط العام 1944 في سن الثامنة عشرة في صفوف الجيش. وكان يجاهر بإعجابه برجلين هما الجنرال شارل ديغول وجان مونيه مهندس الوحدة الأوروبية.
 
انتخب رئيسا للبلاد في سن الثامنة والأربعين العام 1974 متغلباً على فرنسوا ميتران وأصبح أول رئيس لا ينتمي إلى التيار الديغولي يتولى الحكم في فرنسا.
 
وبانتخابه هبت رياح التغيير على البلاد بعد سنوات حكم ديغول وجورج بومبيدو. وقد أضفى على الإصلاحات التقدمية مثل خفض سن الاقتراع إلى الثامنة عشرة وتشريع الاجهاض، أسلوباً غير مسبوق مع ممارسته رياضة التزلج أو كرة القدم ومشاركة ابنته في ملصقات حملته الانتخابية فضلاً عن زوجته آن إيمون خلال توجيه التمنيات بمناسبة السنة الجديدة عبر التلفزيون.
 
وقد تخلى الرجل الطويل القامة عن الآبهة الرئاسية في الصورة الرسمية وعمد إلى تفتيح اللونين الأحمر والأزق في العلم الفرنسي وأبطأ وتيرة لحن النشيد الوطني.
 
وكان فاليري جيسكار ديستان يعزف الأكورديون ويحل ضيفاً على موائد الفرنسيين ويستضيف في قصر الإليزيه الرئاسي عمال تنظيفات من مالي على وجبة فطور بمناسبة عيد الميلاد محدّثاً التواصل الإعلامي الذي كان مغلقاً حتى ذلك الحين.
 
لكن رغم ذلك، كان جيسكار ديستان نتاجاً صرفاً للنخبة الفرنسية. فقد تخرج من معهد بوليتكنيك ومدرسة الإدارة العليا وتميز في صفوف الجيش خلال تحرير فرنسا ومن ثم خلال ثمانية أشهر في ألمانيا والنمسا حتى استسلام ألمانيا.
 
ولد جيسكار ديستان في كوبلنز في ألمانيا عندما كانت تحتلها القوات الفرنسية وهو ينتمي إلى عائلة بورجوازية كبيرة.
 
- المبادر إلى مجموعة السبع -
دخل جيسكار ديستان إلى الحكومة في العام 1959 وتولى حقائب وزارية عدة لا سيما الاقتصاد والمال في الستينات والسبعينات. وقد تغلب على جاك شابان ديلماس فارضاً نفسه زعيماً لليمين حتى فوزه بالرئاسة العام 1974.
 
وبعد بدايات واعدة، عرف جيسكار ديستان أول أزمة مع استقالة رئيس الوزراء جاك شيراك العام 1976. وهو من بادر إلى تشكيل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وأعطى دفعا حاسماً للمحور الفرنسي-الألماني إلى جانب المستشار الألماني هلموت شميد.
 
إلا أن شعبيته عانت بعد ذلك بسبب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الأزمة النفطية وقضايا مختلفة مثل انتحار روبير بولان أحد الوزراء الفرنسيين المشبوه والماسات التي قدمها له رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فضلاً عن تغيير في سياسته التي باتت محافظة أكثر وتميل إلى التقشف الاقتصادي.
 
في العاشر من أيار 1981 فشل في الفوز بولاية ثانية أمام فرنسوا ميتران الذي تفوق عليه بمليون صوت وبات بذلك أول رئيس يساري في الجمهورية الخامسة التي أرسيت العام 1958.
 
وأقر جيسكار ديستان لاحقاً "لم أتصور يوماً أنني ساهزم".
 
وبعد مغادرته التي لا تنسى إذ ترك مقعداً فارغاً خلال آخر كلمة متلفزة له، غرق فاليري جيسكار ديستان وهو الرئيس السابق الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة، في مرحلة اكتئاب عميق. وكتب العام2006 يقول "لا أشعر بالمهانة بل بشيء أكثر قساوة: الاستياء من عدم انجاز المهمة".
 
- فشل أوروبي -
انتخب مستشاراً عاماً العام 1982 في معقله في شاماليير (وسط) ومن ثم نائباً في 1984 وتوقع كثيرون أنه يخطط لترؤس حكومة التعايش الأولى العام 1986 إلا أن جاك شيراك اختير في نهاية المطاف.
 
إلا أنه أصبح مجدداً أحد قادة اليمين بتزعمه مرة جديدة حزبه الوسطي الاتحاد من أجل الديموقراطية الفرنسية.
 
إلا أنه لم يترشح للرئاسة الفرنسية العام 1988 لاقتناعه بأنه سيعاد انتخاب فرنسوا ميتران. وبعد سبع سنوات على ذلك عدل عن الترشح أيضاً بعدما توقعت استطلاعات الرأي حصوله على 2 % من الأصوات فقط.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم